معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم الاسراء والمعراج، هي مواساة من الحبيب لححبيبه، فقد لحق بالرسول صلى الله عليه وسلم الأذى من قومه، وماتت خديجة رضي الله عنها، فحزن نبينا الكريم أشد الحزن، فواساه الله تعالى برحلة فيها من الإعجاز ما لا تدركه العقول البشرية، رحلة شاملة، كشف فيها الله تعالى لنبيه عليه السلام امور دينية وعلمنا ما كنا نجهل؛ نقدم لكم في هذه المقالة توضيح حول معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم الاسراء والمعراج.
رحلة الاسراء والمعراج
لقد كانت رحلة الاسراء والمعراج بحد ذاتها معجزة ربانية اختص بها رب العزة جل وعلا الرسول صل الله عليه وسلم، وقد أرى الله تعالى نبيه في هذه المعجزة أموراً كثيرة، وعلمه من امور ديننا ما لم نكن نعلم؛ ونذكر هنا أهم ما بين الله تعالى لنبيه في هذه الرحلة:
- إن الاسراء عبارة عن انتقال جسدي للرسول صلوات ربي وسلامه عليه مع الروح الأمينة جبريل عليه السلام، فوق دابته “البراق”، وكان ليلاً، حيث انتقل به من مكة المكرمة، وتوجها نحو المسجد الأقصى في بيت المقدس، وأعاد جبريل عليه السلام النبي صل الله عليه وسلم إلى مكة في نفس الليلة.
- أما المعراج فيقصد به صعود النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه من المسجد الأقصى إلى السموات العليا وما فوقها، وقد حدثنا رب العزوة عن هذه الرحلة وحدوثها في القرآن الكريم، ومن أصدق من الله قولاً، فقد قال رب العزة: “سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”، وهذه السورة تحمل اسم “الإسراء”، في هذه الرحلة المباركة فرض الله تعالى الصلوات الخمسة.
معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم الاسراء والمعراج
رحلة الاسراء والمعراج معجزة إلهية طيب بها الله تعالى قلب نبيه الكريم صل الله عليه وسلم، وواسى قلبه بعد عام الحزن، وأراه في هذه الرحلة الكثير من المعجزات الربانية، لتكون حجة معه، ونبين لكم من هذه المعجزات ما يلي:
- رأى الرسول صلى الله عليه وسلم نهر الكوثر: عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أنّ النّبي “صلى الله عليه وسلم” قال: (بينما أنا أسير في الجنّة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدرّ المجوّف، قلت ما هذا يا جبريل، قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربّك، فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر) رواه البخاري.
- كما رأى صلوات ربي وسلامه عليه أهل الجنة وهم منعمون، ورأى احوال أهل النار وهم في عذابهم غارقون، ومن بينهم النمامين والمغتابين، ومن كان يخوض في أعراض الناس.
- عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: (لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم النّاس ويقعون في أعراضهم) رواه أبوداود.
- كما رأى الرسول صلوات ربي وسلامه عليه بعض الناس الذين قطعت ألسنتهم وكذلك شفاههم بمقاريض من نار، قال له جبريل عليه السّلام: (هؤلاء خطباء أمّتك من أهل الدّنيا، كانوا يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون؟) رواه أحمد.
شاهد أيضاً: هل صيام ليلة الاسراء والمعراج بدعة
معجزة الإسراء والمعراج كاملة
بدأت رحلة الإسراء والمعراج عندما قدم على النبي صل الله عليه وسلم ثلاثة من الملائكة المكرمين، منهم جبريل وميكائيل، فأراحوا جسد النبي صلوات ربي وسلامه عليه، فقد كان نائماً، فأراحوا ظهره على الأرض، وشق الملائكة صدر الرسول، وأخرجوا قلبه وغسلوه بماء زمزم، وملء قلب النبي صل الله عليه وسلم إيماناً وحكمةً، ونروي لكم معجزة الإسراء والمعراج كاملة:
- الاسراء بالنبي صل الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس ليلاً وعودته في ليلة واحدة.
- المعراج إلى السماء العليا وما فوقها.
- الاجتماع في الأنبياء في السماء الدنيا فقد رأى زكريا عليه السلام، وعيسى عليه السلام.
- في السماء الثالثة رأى النبي عليه الصلاة والسلام سيدنا يوسف عليه السلام.
- في الرابعة كان النبي إدريس عليه السلام.
- ورأى صل الله عليه وسلم في السماء الخامسة هارون عليه السلام.
- أما عند صعوده صلى الله عليه وسلم إلى السماء السادسة رأى موسى عليه السلام.
- وفي السابعة كان سيدنا إبراهيم عليه السلام.
- وانتهى جبريل عليه السلام بالرسول صل الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى.
شاهد أيضاً:ما هي ليلة الاسراء والمعراج وما سببها
ما الحكمة من معجزة الإسراء والمعراج
الحكمة الربانية من رحلة الاسراء والمعراج هو مواساة النبي صل الله عليه وسلم من ناحية، ومن ناحية أخرى إظهار الحق وتعليم المسلمين وتحذير الناس من يوم لا رجوع بعده؛ فقد علمنا الله ما يلي:
- أخذ جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحجاب، واستلمه ملك ثاني، ووقف جبريل عليه السلام مكانه.
- صعد الملك بالنبي صلوات ربي وسلامه عليه إلى عرش الرحمن، وأنطقه رب العزة بالتحيات، ورد النبي صلوات ربي وسلامه عليه قائلاً: “التحيات المباركات والصلوات الطبيات لله”.
- وفرض الله تعالى الصلوات خمسين، في اليوم والليلة.
- واصطحب جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الجنة، فرأى فيها نعيماً غير منقطع، ما لا عين رأت، وما لم تسمع به أذن.
- كما رأى النار وعذابها اجارنا الله منها.
- ومن ثم أتيا النبي موسى عليه السلام، فسأل الرسول أن يرجع لرب العالمين، فيسأله أن يخفف على عباده الصلاة من خمسين.
- فعاد الرسول صل الله عليه وسلم وخفف الله عز وجل عشر منها.
- فأرجعه موسى عليه السلام، فخفف الله عنا عشر، وفي كل مرة يرجع الرسول صل الله عليه وسلم ليخفف الصلاة، فجعلها خمس صلوات وقال رب العزة لنبيه صل الله عليه وسلم: “إني قد فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة، والخمس بخمسين، وقد أمضيت فريضتي وخففت على عبادي”.
هذه المعجزة الربانية التي اختص بها رب الناس نبيه الكريم صل الله عليه وسلم بها، وكشف له من الأمور الدينية ليعلم أمته؛ قدمنا لكم في هذه المقالة معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم الاسراء والمعراج.