ماهو مفهوم الوعي واللاوعي في الفلسفة والفرق بينهما؟ يختلف كل من الوعي واللاوعي في مفهومهما عن بعضهما البعض، فهما متضادان تماماً، فالوعي يعني أن الإنسان يعي ويدرك كل ما يفعله ويدور حوله، حيث يتفاعل الإنسان مع البيئة المحيطة به عن طريق حواسه الخمسة، ويتأثر ويؤثر، اللاوعي هو النقيض تماماً، ولا إرادة او تحكم للإنسان به؛ في هذه المقالة نوضح لكم ماهو مفهوم الوعي واللاوعي في الفلسفة والفرق بينهما.
ماهو مفهوم الوعي واللاوعي في الفلسفة والفرق بينهما
يختلف الوعي عن اللاوعي من حيث مفهوم كل منهما، فهما نقيضان لبعضهما البعض، وفي الغالب الوعي هو إدراك الأشخاص لكل فعل وقول يصدر عنهم، بينما اللاوعي، هو الشعور الحسي بدون إدراك أو تحكم في حدوث الأمر، وهناك جزء في الدماغ مسؤول عن الحالتين، وقد بين المتخصصون الفرق بين كل من الوعي واللاوعي، وعلى الرغم من الاختلاف بينهما وتناقضهما، إلا انهما مرتبطان ببعضهما البعض، فكل منهما يكمل الآخر، فالوعي ترتيب للافكار من أجل تحقيق الطموحات والأهداف والتعلم والاستنتاج والابتكار، بينما اللاوعي هو تحقيق لتلك الأحلام التي ترسمها النفس وتبقى مكبوتة بالداخل دون قدرة الوعي على تحقيقها.
شاهد أيضاً: مفهوم القيم الاجتماعية في علم النفس وأهم نظرياتها
ماهو مفهوم الوعي في الفلسفة
الوعي عبارة عن حالة من الإدراك التي ترسخ في العقل عن طريق تواصل الشخص مع البيئة المحيطة به، حيث يكون ذلك عن طريق حواس الإنسان الخمسة، ويتم تقسيم حالة الوعي والإدراك إلى مستويات عديدة، ومنها الإدراك الذاتي، والإحساس بالذات، والحكمة، والحالة الشعورية، وكذلك الإدراك والوعي الحسي بين الشخص وبيئته، ومن هنا يكون تعريف مفهوم الوعي أنه عبارة عن مجموعة من المعرفة والأفكار، وهو حصيلة تجارب مر بها الإنسان، كان لها دور كبير في تشكيل مفاهيمه وأفكاره وقناعاته بخصوص كل ما يدور من حوله.
شاهد أيضاً: الفرق بين مفهوم الحب والصداقة وأنواعها واجمل حوار بينهما
مفهوم اللاوعي في الفلسفة
لقد قام الفلاسفة بتعريف اللاوعي أو ما يطلق عليه باللاشعور أو العقل الباطن أنه عبارة عن كل شيء يساهم في تشكيل شخصية وذات الفرد دون وعي أو إدراك منه، ويكون بعيداً عن تحكمه، فاللاوعي عبارة عن مخزن ومسجل تجارب الأشخاص التي تتراكم مع التعرض للكبت او القمع، مما ولد مخزون متراكم ومختبئ داخل اماكن بعيدة عن الذاكرة، ولا يمكن للغنسان أن يسترجعها بوعيه، كما اعتبر الفلاسفة اللاوعي هو مخزن الطاقة النفسية السلبية، ومخزن العدوانية والطاقة الجنسية.
شاهد أيضاً: الفرق بين مفهوم السلم والسلام وأهميته في المجتمع
أنواع الوعي
لقد قسم الفلاسفة الوعي إلى انواع عديدة، كل منها تعتمد على الأنشطة التي يقوم بها الإنسان، ونبين في هذه السطور ما هي أبرز وأهم أنواع الوعي:
الوعي العفوي
- عبارة عن قيام الأشخاص بمجموعة من الانشطة الذهنية المختلفة في نفس الوقت.
الوعي التأملي
عبارة عن قيام الإنسان بمجموعة من الأنشطة الذهنية التي تحتاج إلى تركيز عالي ومستوى عالي من الذكاء.
الوعي الحدسي
وهو عبارة عن وعي مفاجئ لا نستطيع الاستدلال عليه.
الوعي المعياري الأخلاقي
وهو عبارة عن مجموعة من القيم الأخلاقية التي نتمكن من خلالها ان نصدر أحكاماً على المواقف والظروف والأشخاص، فنحن بصدد قبولها أو رفضها.
اراء الفلاسفة حول الوعي واللاوعي
لقد ظهر العديد من الفلاسفة الذين بدأوا بتفسير كل الظواهر الحياتية في حياة الإنسان، واعتمد على الوقائع والأفكار من أجل الاستنتاج ومعرفة اصول الأشياء، كما بادر هؤلاء الفلاسفة بتعريف الوعي عند الإنسان واللاوعي؛ في هذه السطور نضع لكم اراء الفلاسفة حول الوعي واللاوعي:
ابن رشد
لقد اعتمد الفيلسوف ابن رشد في آرائه الفلسفية على منهج أرسطو وما كان له من آراء في تعريف الوعي، وقد كان يتبع منهج الاستقراء من اجل ان يتمكن من فهم العالم الخارجي، وقد أكد ابن رشد أن الإدراك الحسي للأشخاص بالعالم الخارجي مهم جداً من أجل المعرفة، والوعي.
نيتشه
بين نيتشه أن الإنسان يستطيع أن يواصل حياته بشكل مستقل عن الوعي، لأن الحياة البشرية عرضة للموت والهلاك، لأنها حياة تشهد الصراع بشكل مستمر من أجل البقاء، لهذا كان الإنسان مضطراً إلى أن يعبر ويتحدث عن نفسه بكلمات، ومن هنا جاء تطور ونمو اللغة، والوعي بشكل متلازم.
أبرتراند راسل
أكد راسل في كلامه الفلسفي ان الوعي بالعالم الخارجي مرتبط بشكل وثيق بالإدراك الحسي، حيث قال ان الوعي عبارة عن ردود أفعال تتكون لدى الأشخاص اتجاه البيئة التي يعيشون فيها، وقد تميز راسل في آرائه عن الوعي عن باقي العلماء أنه اعتقد أن الوعي مجموعة من المراحلة الغير مستمرة، أي ان الإنسان يبقى في الوعي إذا كان مستيقظ فقط، ولكن إذا خلد للنوم ينقطع الوعي.
الوعي واللاوعي مفهومين متضادين رغم ارتباطهما معاً؛ أوضحنا في هذه المقالة ماهو مفهوم الوعي واللاوعي في الفلسفة والفرق بينهما.