مفهوم الكرامة الانسانية وحقوق الإنسان في الإسلام، لقد جعل الله تعالى الحفاظ على كرامة الإنسانية واجباً على المسلمين، فهو من وهب البشر الكرامة فضلاً ومنة منه، ورحمة بعباده، ولم يفرق رب العزة بين المسلمين وغير المسلمين، وقد أكد الإسلام أن الناس جميعاً أخوة من أم واحدة وأب واحد، وقد أكد الرسول صل الله عليه وسلم هذا الكلام في خطبة الوداع؛ في هذه المقالة نوضح مفهوم الكرامة الانسانية وحقوق الإنسان في الإسلام.
مفهوم الكرامة الانسانية وحقوق الإنسان في الإسلام
نادى النبي الكريم صل الله عليه وسلم في خطبة الوداع موصياً الناس ببعضهم وبحفظ كرامة بعض من منطلق أن كل الناس أخوة عند الله تعالى، وقال صلوات ربي وسلامه عليه: “يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، إلا لا فضلَ لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى أَبلَّغتُ؟”، ومن هنا نجد أن الإسلام دعى لحفظ الكرامة الانسانية وحقوق الإنسان، وأكد الإسلام على حفظ كرامة غير المسلمين، وعدم إهانتهم مطلقاً.
فالإنسان في إسلام ولد مكرماً، ولم يفرق بين الناس بالأصل والفصل، ولم يذكر رب العزة في كتابه فرق في القيمة والمركز بين الناس، فقد خلق الإنسان في أفضل وأحسن تقويم دون تفرقة بين عقيدة ودين، ومنحه الله الكرامة بهذه الخلقة، وفضله على سائر المخلوقات بالعقل، ولا حق لأي كائن من يكون أن يجرد الإنسان مهما كانت بشرته أو عرقه أو جنسه أو دينه من كرامته، فالكرامة الانسانية حق مشاع للكل دون أي استثناءات، وهذا تشريف الإسلام للإنسان، وذروة التكريم.
شاهد أيضاً: مفهوم القيم الاجتماعية في علم النفس وأهم نظرياتها
كرامة الإنسان في القرآن
اعتمدت مبادئ الإسلام على احترام كرامة الانسانية، ودعت تعاليمه وقيمه إلى احترام الإنسان وحفظ حقوقه، وصون كرامته وحفظها، بل أكد الإسلام على ضرورة زرع وتعزيز الشعور الإنساني بالكرامة، وقد جعل الإسلام كرامة وسعادة وصلاح الانسان في المقام الأول، وذلك من اجل جلب المنفعة للبشرية، ودرء المفسدة عنها، ومن هنا نجد ان هذه المقاصد الشريفة والدلالات الأخلاقية التي دعى لها الإسلام، وبكل المعاني القانونية في ديننا الإسلامي هي قمة تكريم الإنسان، وقد جاء القرآن الكريم مؤكداً على ضرورة حفظ كرامته الانسانية ومراعاة المشاعر الانسانية والابتعاد عن جرح العاطفة، وفي ذلك نزل قوله تبارك في علاه: “وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”.
شاهد أيضاً: الفرق بين مفهوم الحب والصداقة وأنواعها واجمل حوار بينهما
معنى الكرامة في الإسلام ومظاهرها
لقد حفظ الله تعالى للإنسان كرامته منذ خلقه له، وذكر رب العزة ان الإنسان خلق مكرماً، ولم يهنه الله تعالى منذ بدء الخليقة، وجعله خليفته في الأرض، وكرمه بالكثير من النعم والصفات، وقد ذكر الله تعالى مظاهر تكريمه للإنسان في مواضع عديدة من القرآن الكريم، في هذه السطور نذكر لكم:
معنى الكرامة في الإسلام
عدم إهانة الإنسان أو التفريق بين الناس في اللون والعرق والدين والجنس، وحفظ كافة حقوق الإنسان، والبعد عن إهانته، أو سلبه الحق في العيش بكرامة.
مظاهر الكرامة في الإسلام
لقد تجلى حفظ الإسلام لكرامة الإنسان في السنة النبوية الشريفة، وتعامل الرسول صل الله عليه وسلم مع غير المسلمين، حتى من مات منهم، وقد ورد ذلك في سنة الرسول صل الله عليه وسلم حيث:
- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: مرَّ بنا جَنازة، فقام لها النبي صلى الله عليه وسلم وقُمْنا به، فقلنا: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي؟! قال: “إذا رأيتم الجنازةَ، فقوموا”.
شاهد أيضاً: ما تعريف مفهوم الخدمة لغةً واصطلاحاً في المسيحية
آيات قرآنية عن تكريم الإنسان
ديننا الإسلامي دين عدل ورحمة جعله الله لهداية خلقه إلى النور وإخراجهم من ظلمات الضلالة والجهل إلى الكرامة في الإسلام، ولهذا يثبت الله تعالى ونبيه صل الله عليه وسلم في المعاملة مع غير المسلمين حتى يدخل الإيمان إلى قلوبهم إذا رأووا رحمة الله وعدله، وهناك الكثير من الآيات التي تدل على تكريم الله تعالى للإنسان؛ نذكر هنا آيات قرآنية عن تكريم الإنسان:
- “إذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ *فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ *فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ *إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ”.
- “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً“.
- “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ *فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ *إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ“.
لقد كرم الإسلام الإنسان وحفظ له كرامته وحقوقه الانسانية منذ بدء الخليقة؛ تحدثنا في هذه المقالة عن مفهوم الكرامة الانسانية وحقوق الإنسان في الإسلام.