الفرق بين مفهوم السلم والسلام وأهميته في المجتمع، السلم والسلام عبارة عن السلامة والعاقية والتسليم والصلح، فهو يعني ان يعيش الإنسان في داخل مجتمعه مستقراً آمناً على نفسه، ينعم بحياة هادئة، مسلماً لكل قوانين دولته، مبتعداً عن كل ما يثير الشغب والقلق، ويزرع الأحقاد في القلوب، أن يعيش في مجتمع تتحقق فيه العدالة الاجتماعية والإنسانية؛ في هذه المقالة نتعرف سوياً على الفرق بين مفهوم السلم والسلام وأهميته في المجتمع.
الفرق بين مفهوم السلم والسلام
كل مفهوم له معاني محددة، والسلم والسلام هما كلمتان لهما نفس المعنى، فالسلم يعني الحالة التي يتحقق فيها السلام، حيث يعيش فيها الإنسان في حالة من الهدوء والسكينة والاستقرار، والسلام هو الأمان والهدوء والصلح الذي يؤدي إلى السلم، لتعيش المجتمعات في امان وسلام بعيداً عن العنف، وكل أعمال الاضطهاد، ويحدث الانسجام بين الأفراد داخل المجتمعات، وبين مختلف المجتمعات، وتتخلص من الكره والعداوة والبغضاء، فالسلم والسلام وجهان لعملة واحدة، ترتقي فيه المجتمعات وتنعم بالأمن والأمان والهدوء واستقرار الأوطان، وقد دعى الإسلام إلى السلم والسلام.
شاهد أيضاً: ما الفرق بين الحليب واللبن البودرة في القيمة الغذائية
أهمية السلم والسلام
من اكثر القضايا التي يتداولها العالم هي قضية الحرب والسلام، وهي قضية قديمة وليست جديدة، فطالما سمعنا عن الحروب هنا وهناك، والنزاعات البشرية بين الدول لأسباب عديدة، ولقد جاء الدين الإسلامي ليدعو للسلام، بل ان كافة الشرائع السماوية التي هبطت على الرسل دعت للسلام، جاءت لتخلص الإنسانية من النزاعات والحروب؛ وفي هذه السطور نوضح لكم أهمية السلم والسلام:
حماية حقوق الإنسان
إن من أبرز حقوق الإنسان هو الشعور بالأمان، والراحة والاطمئنان، فمن حق كل إنسان أن يكون له دولة ينعم فيها بالأمن والأمان، في وجود السلام، تزدهر الدول، وتتقدم، ويحصل كل مواطن على جميع حقوقه الإنسانية من تعليم وصحة، وغذاء، والتمثيل السياسي.
التخلص من الفقر وسوء التغذية
عندما تهتم الدول بالحروب والنزاعات السياسية والعسكرية فإنها توجه كل مواردها ونتاج اقتصادها نحو تجهيز وإعداد الجيوش والمدرعات والأسلحة، وتنسى توفير الغذاء لمواطنيها، أو الدعم والرعاية الصحية، مما يتسبب بنقص الغذاء وسوء التغذية، وانتشار الفقر بين افراد الشعب.
الحصول على التعليم
إن التعليم هو حق رئيسي من حقوق كل طفل في العالم، ولكن الحروب والنزاعات تحرم كل طفل من مدرسته، تحرمه ان ينعم بالسلم والسلام من أجل الذهاب لمدرسته مطمئناً ليتعلم، ومع وجود السلام، فإن التعليم يزدهر، وتبنى المدارس، وتتطور المراحل التعليمية، وتزدهر العملية التعليمية.
حماية الأُسرة
قد تهدم الحروب الأسرة، ولكن مع وجود السلم والسلام، فإن الرجل يأمن على نفسه ويسعى لتكوين أسرة، ليرعى أطفاله بأمان، ويوفر لهم الحياة الكريمة.
شاهد أيضاً: الفرق بين مني الرجل والمرأة في الإسلام والاحاديث التي تثبت ذلك
آيات السلم والسلام في القرآن
هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تتحدث عن السلم والسلام، وعددها نحو مئة وسبعين آية، وقد دعا ديننا الحنيف إلى السلم لأهميته الكبيرة في بناء المجتمعات واستقرار الإنسان، والسعادة التي يحظى بها الإنسان في ظل السلام؛ في هذه السطور نضع لكم آيات السلم والسلام في القرآن:
- قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة” (البقرة:208).
- وقوله تعالى: “يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام“.
- وقد بين الله تعالى في قوله: “والله يدعو إلى دار السلام“.
- قال رب العزة: “فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون“.
- وقوله تعالى: “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها“.
شاهد أيضاً: الفرق بين ماء الرجل وماء المرأة الفوائد واللون وتحديد نوع الجنين
أحاديث عن السلم والسلام
هناك الكثير من الأحاديث الشريفة التي حثت على إفشاء السلام، ودعت إلى السلم، فديننا دين سلام وسلم، دين حق وعدل، والسلام أحد أسماء الله الحسنى؛ وفي هذه السطور نضع لكم أحاديث عن السلم والسلام:
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “السلامُ اسمٌ من أسماءِ اللهِ وضَعَهُ اللهُ في الأرضِ، فأفْشُوهُ بينَكمْ، فإنَّ الرجلَ المسلمَ إذا مَرَّ بقومٍ فسلَّمَ عليهم، فردُّوا عليه؛ كان لهُ عليهم فضلُ درجةٍ بتذكيرِهِ إيَّاهُمُ السلامَ، فإنْ لمْ يرُدُّوا عليه رَدَّ عليه مَنْ هوَ خيرٌ مِنهمْ وأطْيبُ”.
- قال صل الله عليه وسلم: “أَفشوا السَّلامَ تَسلَمُوا”.
- عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال: “إن المؤمنَ إذا لَقِيَ المُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عليهِ، وأَخَذَ بيدِهِ فَصافَحَهُ تَناثَرَتْ خَطَاياهُما كما يَتَناثَرُ ورَقُ الشجرِ”.
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: “أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ”.
- عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: “أَمَرَنَا رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بسَبْعٍ: بعِيَادَةِ المَرِيضِ، واتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وتَشْمِيتِ العَاطِسِ، ونَصْرِ الضَّعِيفِ، وعَوْنِ المَظْلُومِ، وإفْشَاءِ السَّلَامِ، وإبْرَارِ المُقْسِمِ”.
إن السلم والسلام هما سر تقدم الأمم وازدهار المجتمعات، وقد حث الإسلام عليها؛ تحدثنا في هذه المقالة عن الفرق بين مفهوم السلم والسلام وأهميته في المجتمع.