هل يجوز بيع لحم الاضحية، حيث يعتبر من الأسئلة التي تصدرت مع حلول عيد الأضحى المبارك، حيث هناك الكثير من المسلمين يبحثون من أجل معرفة الحكم الشرعي من العديد من الأمور التي تتعلق بالأضحية وخاصة عملية البيع والشراء والقسمة ومال لها من الأمور الأخرى، وفي سياق طرح سطور مقالنا هذا سوف نسلط الضوء من أجل التعرف على حكم وجواز بيع لحم الاضحية، الى جانب معرفة المزيد من الأحكام الأخرى التي تتعلق بالأضاحي.
ما هي الأضحية
إن المقصود من الأضحية في الدين الإسلامي، هي عبارة عن واحدة من إحدى شعائر الدين الإسلامي، حيث يقوم بها المسلم من ألج التقرب الى الله سبحانه وتعالى، حيث تعتبر من الشرائع التي يقدمها المسلم في وقت مخصوص من السنة، ومن أجل إحياء سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما أوحى الله له بذبح ولده إسماعيل في المنام، فقد تعتبر تلك الأضحية في الإسلام من الأعمال التي فعلها نبي الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حياته، عن الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُما بيَدِهِ”.
شاهد أيضًا: حكم قص الأظافر في عشر ذي الحجة للنساء والرجال والدليل على ذلك
هل يجوز بيع لحم الاضحية 1446
حيث أجمع علماء كل من المالكية والشافعيّة والحنابلة على الحكم من بيع لحم الأضحية غير جائز بيع أيّ شيءٍ من أجزاء الأضحية سواءً كان لحمها، أو جلدها، أو أي شيءٍ من أجزائها، بينما المذهب الحنفي فقد ذهبوا الى كراهية بيع جلود الأضاحي وليس تحريمها، وحيث رُوي في الحديث الضعيف أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ولا تَبيعوا لحومَ الهدْيِ والأضاحِي وتصدَّقُوا وتَمَتَّعُوا بجلودِها ولا تَبِيعُوها وإنْ أطعمتُم من لحمِها فكلُوه إنْ شِئْتُمْ).
كما ورد عن الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: “لا يبيعها ولا يبيع شيء منها”؛ أي الأضحية؛ وعلة تحريم بيعها أو بيع شيء منها أن الأضحية أمر يوزعه المسلم تقربا لله عز وجل ومن أجل كسب ونيل رضوانه، بينما عن تفصيل حديث المذهب الحنفي في حكم بيع شيء من لحم الأضاحي، حيث ذهبوا الى إنه لا يجوز بيع شيء منها إلا مقابل شيء يمكن الانتفاع به، وهذا يجب استهلاك عينه سواء أكانت من الدراهم أم من الدنانير، أم من المأكولات والمشروبات.
شاهد أيضًا: حكم حلق الشعر وتقليم الأظافر في عشر ذي الحجة
متى يجوز شراء الأضحية بالميزان بعد الذبح
حيث يمكن أن يتم البيع بالميزان بعد الذبح في غير العقيقة والأضحية، وذلك حسب شروط معينة، كوعد الشخص أن يشتري الدابة بعد ذبحه بسعر محدد لكل كيلو، ووقتها يدرك البائع والمشتري قيمة البيع مع سعره، وفي الدين الإسلامي يجوز ذلك الأمر، حيث إن المبيع مشاهد، ولا يوجد خلل في الجهل بسعر الشيء، لأنه معلوم بالتفصيل.
شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح الاضحية في الليل
حكم بيع الحيوان بوزن لحمه بعد ذبحه
لا يجوز بيع الدابة بوزن لحمه بعد عملية الذبح، وبالتالي أنَّ من شروط صحة عقد البيع هو أن يكون السعر معلومًا عند كل من البائع والمشتري، وعدم معرفة السعر تحول بين صحة البيع، حيث أن ذلك الأمر متفق عليه بين المذاهب الأربعة: المالكي، والحنفي، والشافعي، والحنبلي.
شاهد أيضًا: الحكمة من صيام عشر ذي الحجة متي تبدأ العشر ذي الحجة وأفضل العبادات
هل يجوز ترك جلد الأضحية للجزار
إن الحكم من ترك جلد الأضحية للجزار أمر لا يجوز والقصد أن يعطي المضحي أجرًا له على عمله في ذبح الأضحية وسلخها، بينما في حال أعطاه أجرَه على عمله وبعد ذلك أعطاه جلدها لأنَّ من الفقراء المستحقين، فيعتبر جائز في الإسلام، فعلى الفرد المؤمن أن ينتبه بعدم إخراج أي جزء من الأضحية للبيع أو سدادًا لأي شخص، ولا يجوز له أن يؤجر جلدها وينال منه، فكل الأضحية لا بد أن تكون في سبيل الله سبحانه ولا يجوز أن يستفيد المضحي منها بشيء، والله تعالى أعلم.
شاهد أيضًا: ما حكم الاخذ من الشعر لمن اراد ان يضحي
بهذه المعلومات نصل لختام مقالنا هذا والذي تناولنا الحديث من خلال سطوره على معرفة حكم وجواز بيع لحم الاضحية، الى جانب معرفة المزيد من الأحكام الأخرى التي تتعلق بالأضاحي.