كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان، حيث تعد صلاة التهجد من صلوات النافلة التي تقام في جوف الليل، ومن الأفضل لكل من يرغب من المسلمين إقامتها داخل بيته مع أفراد العائلة، بينما التهجد خلال ليالي شهر رمضان المبارك من السنة ان تقام داخل المسجد وتؤدى جماعة، من أجل كسب الأجر والثواب العظيم، ومن خلال تناول سطور المقال نود ان نتعرف على سؤال العديد من المسلمين المصلين عن عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان والمزيد من الأحكام الأخرى عنها.
صلاة التهجد
إن التهجد في اللغة العربية لها العديد من المعاني الكثيّرة، فالنوم والسهرَ في الليلِ يُدعى تهجدًا، والصلاة في الليل تُدعى تهجدًا أيضا، والتهجدُّ في الاصطلاحِ يعني الاستيقاظُ في الليلِ لأداءِ الصَلاة، فقد ورد في كتاب الله تعالى (ومن الليلِ فتهجدَ بهِ نافلة لكَ)، بينما صلاةُ التهجد، فتعتبر صلاة التطوع نافلة خلال الليلِ، والتهجدُّ من السنة في الشرعِ، وقد داوم عليها الرسول صلّى الله عليه وسلّم-، وكان يَعتبرها فريضة أخرى غير الفرائض الخمس، حيث ورد عن حديثه عليه الصلاة السلام (أَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ)، أي التهجد.
شاهد أيضًا: حكم قصر الصلاة الرباعية للمسافر ومدتها
كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان
حيث ورد عن حديث أمُّ المؤمنين السَيدة عائشة رضي الله عنها توضيحا لصلاة التَّهجُّد في فعل الرسول عليه الصلاةُ والسلام، سواءً كان في رمضان أو غيره، فقالت: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا)
كما ورد عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يُصلِّي ثلاث عشرة ركعةً مع ركعتي الفجر، فقال الفقهاء إنّ الأفضل في صلاة التَّهجد خلال ليالي رمضان القصر على إحدى عشر ركعةً، وفق سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، ويجوزُ للمسلم أن يُنقِص منها لفعل الرسول عليه الصلاةُ والسلام، حيث قال في الحديث(الوترُ حقٌّ فمَن شاءَ فليوتر بخمسٍ، ومن شاءَ فليوتِرْ بثلاثٍ، ومن شاءَ فليوتِر بواحدةٍ).
شاهد أيضا: هل صلى الرسول صلاة التراويح كم ركعة كان يصلي النبي صل الله عليه وسلم
فضل صلاة التهجد
هناك الكثير من الفضائل التي وضعها الشرع الإسلامي كما ذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية والتي سوف نوضحها لكم على النحو التالي:
- المحافظون على صلاة التهجّد هم المحسنون، المستحقون لجنّات النعيم في الأخرة، كما ذكر في الكثير من الآيات القرآنية.
- زيادة التقوى والدين لدى الفرد المسلم، وكسب الأجر والفضل العظيم في التهجدِ، وصلاة الليلِ، وقيامهُ تحديدا في رمضان من أسباب مغفرة الذُّنوب، ويتأكَّد قيامه خلال العشر الأواخر منه، لمعرفة ليلة القدر، لِحديث الرسول -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
- إنّ تلاوة القرآن في الليل، وأداء الصلاة، تعتبر من أعظم تواجدا في القلب من صلاة النهار، وأعظم تأثيرًا في النفس، والقلب، وبالتالي يكون المسلم أكثر خشوعًا وتدبرًا.
- تفضيل الله عز وجل القائمين باللَّيل على كافة النَّاس، لقوله تعالى: (لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّـهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ).
- ثناء الله عز وجل على المُتهجِّدين، ووعْدهم بالثَّواب العظيم، وحيث بين ذلك في قوله تعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
طريقة صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان
توجد الكثير من الطرق المذكورة عن سنة رسول الله من أجل معرفة كيفية أداء صلاة التهجد، وقد سار الكثير من المسلمين على نهج سنة رسول الله ونبين الطرق التالية:
- تُصلى صلاة التهجد ركعتيّن ركعتين من غير صلاة الوترِ، وبعد ذلك تُؤدى صلاة الوتر، لِفعل الرسول عليه الصلاةُ والسلام المذكور في الحديث التالي (يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ).
- تصلى أربعُ ركعات بسلام واحد، وبعد ذلك أربع ركعات بسلام واحد، وبعدها ثلاثُ ركعات، لِفعل الرسول عليه الصلاةُ والسلام المذكور في حديثه التالي: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا).
دعاء صلاة التهجد
حيث تعتبر صلاة التهجدُّ أفضل صلاة عند الله عز وجل بعد صلاةِ الفرض، وللمؤمن أنْ يدعو بما يريدُ ويشاءُ فيّها إلا ما يدعو بذنب أو شر، حيث كانَ نبي الله مُحمد صلى الله عليّه وسلم يُتبعُ صلاة التهجدِ بدعاءَ التالي:
(للهمَّ لك الحمدُ، أنت قَيِّمُ السماواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ، ولك الحمدُ، لك مُلكُ السمواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ، ولك الحمدُ _ أنت مَلِكُ السمواتِ والأرضِ، ولك الحمدُ، أنت الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، ولِقاؤك حقٌّ، وقولُك حقٌّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والنبيُّونَ حقٌّ، ومحمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، اللهمَّ لك أسلَمتُ، وبك آمَنتُ، وعليك توكَّلتُ، وإليك أنَبتُ، وبك خاصَمتُ، وإليك حاكَمتُ، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ، أنت المُقَدِّمُ، وأنت المُؤَخِّرُ، لا إلهَ إلا أنت، أو : لا إلهَ غيرُك).
ما هو حكم صلاة التهجد
حيث وضع الله عز وجل من السنة النبوية لأمتّهِ صلاة التهجدِ، فقد ذكر في قوله تعالى (ومن الليلِ فتهجد به نافلة لك)، كذلك حثَّ نبي الله على صلاةِ التهجد، فقال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بقيامِ الليلِ، فإنه دأْبُ الصالحينَ قبلكُم، وقُرْبَةٌُ لكم إلى ربكم، ومكفرةٌ للسيئاتِ، ومَنْهاةُ عن الإثمِ)، وصلاة التهجدِ تعتبر أفضل صلاة بعد الصلاة المكتوبة، ومن الواجب أن تكونَ في آخر الليل عند وسطه أو أوله، وحيث وصفَ اللهُ أهل اللّيل بالإيمانِ الكامل، وأعلى شأنهم، ووصفهم بالعلمِ، وفضّلهم على غيرهم، كما أمر رسوله بقيام الليل، وبعدها حثّ رسول الله عليه.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل والتراويح
حيث تجتمع كل من صلاة قيام الليل والتهجد والتراويح خلال ساعات الليل وكلها يؤديها غالبا المسلم خلال أيام شهر رمضان المبارك حيث يوجد اختلاف ما بين كل منهم وسوف نوضحها كالتالي:
- صلاة الليل: حيث تعد تلك الصلاة التي تُؤدى خلال فترةِ الليل في أيّ وقت من أوقاتِه، ويُمكنُ قضاء الليل أو جزء منه ولو ساعةً يسيرةً في العبادات المتعددة من تلاوة القرآن، والتسبيح وذكر الله تعالى، أو الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أي الانشغال في الليل بطاعة، ويفضّل الصلاة كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قيام الليل، فقد كان يصليها ركعتين ركعتين، ويطيل في كلّ ركعة من ركوع وسجود وتعظيم لله.
- صلاة التهجد: تعتبر من النوافلِ المُحببّة إلى الله عز وجل، وتؤدى خلال فترة الليل، ولكنْ تؤدى بعد نوم، وقد عرفها الفقهاء بأنّها الصلاة في الثُّلث الأخير من الليل، أو التطوُّع بصلاة نافلة غير صلاة الفرض، وتكون في الثُّلُث الأخير من الليل.
- صلاة التراويح: تعتبر صلاة نافلة خاصة خلال ليالي شهرِ رمضان الكريم، تؤدى في أول الليل بعد صلاة العشاء، حيث تسن في رمضان فقط، ويستحبّ فيها التخفيف وعدم الإطالة، ويجوز تسميتها صلاة التهجّد، أو أن تسمّى قيام الليل، ولا بأس من تسميتها لذلك.
الى هنا نصل الى ختام المقالة والت تطرقنا من خلالها الحديث عن عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان والمزيد من الأحكام الأخرى عنها.