أسباب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، فهي من أكثر الأسئلة المنتشرة والمتداولة بشكل كبير، وعلى وجه التحديد بعد الدخول في شهر ذي الحجة، فهو من الأشهر الهجرية التابعة للتقويم الهجري المعتمد من قبل أغلب الدول الإسلامية، وعلى وجه الخصوص دول الخليج العربية، واليوم من خلال سطور مقالنا سنتمكن من التعرف على أسباب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وفضل صيامه.
أسباب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
كان هنالك العديد من الأحاديث التي وردت في سيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهي التي بينت جميعها أنه من المستحب أن يتم صيام التسع من ذي الحجة، ويكون ذلك لفضل الصيام والأسباب والتالية وهي:
- ان الصيام من أهم العبادات التي يقوم بها المسلم لله عز وجل، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
- كما وأن الصائم يؤجر، بحيث يكون له فرحتان كما ورد في حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».
- إن رائحة فم الصائم عند الله عز وجل تكون أفضل من رائحة المسك وهو ما ورد في الحديث الشريف «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».
- كما وقد خص الله عز وجل الصائمين ببنا منفرد في الجنة لا يدخل منه إلا الصائمون وذلك في حديث النبي عليه السلام «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
- من يقوم بصيام يوم واحد لوجه الله تعالى، فيحرم وجهه من النار لسبعين سنة.
- يقوم الصيام بوقاية المسلم من الدخول في المنار، وذلك لقول رسول الله عليه السلام «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».
- يساعد الصيام في أن يكفر الكافر عن كافة الذنوب التي يقوم بها، وذلك استدلالاً بقول رسول الله عليه الصلاة والسلام «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
فضل صيام كل يوم من العشر من ذي الحجة
كما وانه قد ورد في العديد من كتب السيرة النبوية على أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد بين فضل صوم التسع الأوائل من ذي الحجة، وذلك لما ورد في الصحيحين أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد قال (ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً)، وهي من الأحاديث التي تشير على فضل صيام التسع الأوائل في ذي الحجة بشكل عام.
شاهد أيضاً: متي يبدا صيام العشر من ذي الحجة
صحة حديث صيام تسع ذي الحجة
لم يتواجد أي دليل على أن هنالك مناسبة خاصة تتواجد فيما يتعلق بالأيام العشر من ذي الحجة، فكافة الأحاديث التي جاءت في ذلك الأمر ما هي إلا أحاديث ضعيفة ومكذوبة، ولكن الصيام من على العموم من ضمن الأعمال الصالحة التي ينصح المسلمين بالقيام بها، وذلك لما لها من فضل، ولكنه من الأمور الغير واجبة على المسلمين، فليس هنالك حدث معين قد ورد بها ومتعلق بشأنها.
حكم صيام التسع من ذي الحجة
لقد تبين أنه من المستحب أن يتم صيام التسع أيام الأوائل من شهر ذي الحجة، ولكن يستثنى من ذلك يوم النحر، وهو الذي يعد أولى أيام عيد الأضحى المبارك، بحيث يتم صيام التسعة الأيام الأولى من ذي الحجة، وهي من النوافل التي على المسلم اتباعها، وليست فرض بأي حال من الأحوال من أجل صيامها كشهر رمضان المبارك، بحيث لا يتواجد أي إثم من الممكن أن يقع على الفرد في حال عدم صيامها.
شاهد أيضاً: دعاء العشرة الاوائل من ذي الحجة
هل يجوز صيام عشر ذي الحجة متقطع
كما وأنه قد تبين أنه ليس بشرط من أجل ان يتم الحصول على ثواب صيام العشر من ذي الحجة أن تصام بشكل مجتمع، بل من قام بصيام بعض الأيام وترك بعض الأيام فقد حصل على ثواب الأيام التي قد صامها، كما وأن الله عز وجل لا يضيع أجر أي من المسلمين الذين يقومون بالثواب، فهي من الأيام الفاضلة التي يؤجر عليها المسلم في حال صيامها، بحيث لم يرد أي حرج في صيامها متصلة أو حتى متقطعة.
فنكون في الختام قد تمكنا من التعرف على أسباب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، كما وتأكدنا من صحة لحديث النبوي الشريف الذي يرد به صيان التسع من ذي الحجة وفضل صيام تلك الأيام، وتعرفنا على حكم صيام التسع من ذي الحجة كما ورد في كتب السيرة.