هل يجوز تأخير صلاة التراويح، حيث تعتبر صلاة التراويح من السنن العظيمة التي سنها الرسول صلّى الله عليه وسلم، وتلك الصلاة تحمل العديد من الخير والفضل والأجر للمسلمين، فالمسلم يتقرب من الله عز وجل ويعلم تقصيره في حق الله عن طريق النوافل والسنن التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وعبر فقرات مقالنا هذا سوف نتعرف على هل يجوز تأخير صلاة التراويح، وما هو حكمها في الدين الإسلامي، ومعرفة وقت صلاة التراويح، والمزيد من التفاصيل الأخرى حولها.
حكم صلاة التراويح
أتفق أهل العلم على أن صلاة التراويح تعتبر سنة نبوية موكدة ومستحبة للمسلمين، فقد أداها نبي الله -صلّى الله عليه وسلّم- داخل المسجد النبوي مع جماعة المسلمين، وبعد ذلك مشى الصحابة الكرام على خطاه وكانوا يصلونها جماعة خلال شهر رمضان الكريم، وكما حث الرسول على أداء صلاة التراويح لما لها من الفضل والأجر الكبير في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ، ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ”، ومن واجب المسلم أداء هذه الصلاة اقتداء بنبي الله وأصحابه، والله أعلم.
شاهد أيضًا: كيف اصلي صلاة التراويح والقيام في العشر الاواخر من رمضان 2025
هل يجوز تأخير صلاة التراويح
نعم يجوز للمسلم أن يؤخر صلاة التراويح إلى أوسط الليل أو آخره، فموعد صلاة التراويح يكون من بعد صلاة العشاء والى أن يطلع الفجر، وللمسلم أن يؤخر صلاته للتراويح، فيصليها خلال منتصف الليل أو آخره، لأن صلاة التراويح تعد قيام الليل خلال شهر رمضان الكريم، والمسلم يقوم ليالي رمضان بصلاة التراويح، فيصلي عدد الركعات التي يعينه الله عز وجل عليه ويتلو في الركعات ما تيسر له من القرآن الكريم، وكما ذكر أهل العلم أنّ المسلم في حال من العلماء الذين يصلون بالناس فلا يجوز له تأخير الصلاة، بل عليه أن يصلي بالوقت الذي اعتاد فيه المسلمين الصلاة، وهو بعد العشاء مباشرة، وبينما إن كان يصلي بمفرده، فلا حرج أن يؤخرها والله أعلم.
حكم تأخير صلاة التراويح عن أول الليل
ذكر أهل العلم أنه يجوز للمسلم أن يؤخر صلاة التراويح عن أول الليل، لأن موعد التراويح يستمر من بعد صلاة العشاء والى صلاة الفجر، فيمكن للعبد المؤمن أن يؤديها في أي وقت شاء، ولا بأس عليه بهذا بإذن الله سبحانه، بينما المسؤول عن الصلاة بالمسلمين فلا يجوز له التأخير، لكيلا يشق على الناس وقد ينام البعض فلا يؤديها، لهذا من الأفضل أن يصليها خلال الوقت التي يصليها فيه غالبية المسلمين، وهو في أول الليل بعد صلاة العشاء، والله أعلم.
شاهد أيضًا: التراويح ليلة العيد هل نصليها وما حكم صلاة التراويح ليلة الشك
وقت صلاة التراويح
بالحديث حول حكم جواز تأخير صلاة التراويح فإن على العبد المؤمن أن يكون عالما لوقت صلاة التراويح، والذي يكون من بعد صلاة العشاء مباشرة حتى طلوع الفجر، ويصح من المسلم أن يؤديها في أي وقتٍ من الليل، وكما ذكر عن النووي رحمه الله في المجموع قوله: “يَدْخُلُ وَقْتُ التَّرَاوِيحِ بِالْفَرَاغِ مِنْ صَلاةِ الْعِشَاءِ، ذَكَرَهُ الْبَغَوِيّ وَغَيْرُهُ، وَيَبْقَى إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ” فالأمر فيه سعة، إلا إن كان المسلم إمامًا فإنّ الأجدر به أن يعجّل بها ولا يؤخرها لبعد منتصف الليل، كي لا يكون حرجا على المسلم أو تعب عليهم، أو أن تفوتهم الصلاة لنوم بعضهم، وذلك الجاري والمشهور لدى كافة المسلمين هو أن تؤدى التراويح مباشرة بعد صلاة العشاء، لكن من صلاها داخل منزله فله الخيار في أي وقتٍ أداها جاز له هذا.
شاهد أيضًا: التراويح ليلة العيد هل نصليها وما حكم صلاة التراويح ليلة الشك
هل يجوز قضاء صلاة التراويح
إن الحكم من قضاء صلاة التراويح لا تعد واجبة على المسلمين بإجماع أهل العلم، لمن فاتته الصلاة، بينما في استحباب قضائها وجوازه حيث اختلف أهل العلم في هذا، ومما ذكر في الموسوعة الفقهية الكويتية عبر تلك المسألة: “إذا فاتت صلاة التراويح عن وقتها بطلوع الفجر، حيث ذهب الحنفية – في الأصح عندهم ـ والحنابلة ـ في ظاهر كلامهم – إلى أنها لا تقضى لأنها ليست بأكيد من سنة المغرب والعشاء، وهي لا تقضى، فذلك وقال الحنفية: إن قضاها كانت نفلًا مستحبًا لا تراويح كرواتب الليل، لأنها منها، والقضاء عندهم من خواص الفرض، وسنة الفجر بشرطها، ومقابل الأصح لدى الحنفية أن من لن يؤد التراويح في وقتها، فإنه يقضيها وحده ما لن يدخل وقت تراويح أخرى، وقيل: ما لم يمض الشهر” بينما لدى المالكية فإنه لا يقضى نفل خرج وقته سوى ركعتي الفجر والله أعلم.
حكم من تأخر عن الإمام في صلاة التراويح
في حال وصل المسلم متأخرا في صلاة التراويح وفاتته صلاة العشاء، فالأولى له أن يدخل خلف الإمام في صلاة التراويح بنية العشاء، وفي حال سلم الإمام يتم صلاته ولا يصلي منفردا ولا مع جماعة أخرى، فلا تقام صلاتان عبر وقت واحد، بينما إن فاته من التراويح فلو رغب المسلم يأتي به، فيشفع الوتر مع الإمام ثم يصلي ما فاته ثم يوتر، فلا يسلم خلال صلاة الوتر مع الإمام إنما يقوم ويأتي بركعة ثم يسلم وحيث سئل الشيخ ابن عثيمين عن تلك المسألة فأجاب: “أدخل مع الإمام في التراويح بنية العشاء، وإذا سلم الإمام من التراويح فقم واقض ما بقي عليك من صلاة العشاء، وكما نص الإمام أحمد رحمه الله على تلك المسألة بعينها، واختارها شيخ الإسلام ابن تيمية، وهي القول الراجح” والله ورسوله أعلم.
وبهذا نختتم فقرات مقالنا هل يجوز تأخير صلاة التراويح، وتعرفنا على حكم تأخير صلاة التراويح عن أول الليل، كما ذكرنا هل يجوز قضاء صلاة التراويح، والمزيد من التفاصيل الأخرى.