صحة حديث ليلة النصف من شعبان ترفع الاعمال الا المتخاصمين، يعتبر شهر شعبان من الأشهر الطيبة العظيمة التي تحمل الفضل والخير والمزيد من الأجر والثواب الّذي قد يغفل عنه العديد من المسلمين، وحيث كان نبي الله -صلّى الله عليه وسلّم- يحث على الإكثار من فعل العبادات خلال ذلك الشهر الفضيل، وعبر فقرات تلك المقالة سوف نسلط الضوء بالحديث على صحة حديث ليلة النصف من شعبان ترفع الاعمال الا المتخاصمين، الى جانب معرفة ما هي أنواع رفع الأعمال إلى الله، والمزيد من الأمور الأخرى التي تتعلق بهذا الشهر الكريم.
صحة حديث ليلة النصف من شعبان ترفع الاعمال الا المتخاصمين
حيث ورد عن الحديث عن نبي الله صلى الله عليه وسلم: “تُعْرَضُ الأعْمالُ في كُلِّ يَومِ خَمِيسٍ واثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في ذلكَ اليَومِ، لِكُلِّ امْرِئٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا امْرَءًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا.” حديث صحيح، رواه أبو هريرة، وهو يعتبر حديث صحيح عن رفع الأعمال إلا أعمال المتخاصمين، بينما عن عدم رفع أعمال المتخاصمين في يوم عرفة، فلا يوجد حديث بذلك المعنى سواء كان ضعيفًا أو صحيحًا، وغير جائز تداول ذلك الكلام على أنه حديث نبوي.
هل ترفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان
لن يقف أئمة العلم على حديث شرعي يفيد بأن الأعمال ترفع في ليلة النصف من شهر شعبان، فالله عز وجل قد خصص شهر شعبان برفع الأعمال السنوية، فترفع فيه الصحف والأعمال وتعرض عليه عز وجل، وكما أحب نبي الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن ترفع أعماله إلى الله سبحانه وتعالى وهو صائم، فكان يكثر الصّيام خلال شهر شعبان العظيم، كما ذكر عن أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما أنّه قال: “يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ”. فذلك الحديث الشريف يدل إلى أن الأعمال ترفع إلى الله خلال شهر شعبان الكريم، لكنّه لن يحدّد إن كان في ليلة النّصف من شعبان أم كان في نحوها، والله أعلم.
ما هي أنواع رفع الأعمال إلى الله
حيث هناك ثلاثة أنواع من رفع الأعمال التي يقوم بها ملائكة الأعمال والكتبة الحافظون، وتلك الأنواع هي على النحو التالي:
- رفع العمل بشكلٍ يوميّ: بالتالي يقوم الملائكة برفع أعمال النهار في أول الليل، ويرفعون أعمال الليل خلال أول النّهار الذي يليه.
- رفع العمل بشكلٍ أسبوعيّ: ويكون مرتان، يوم الخميس ويوم الاثنين، لهذا استحب نبي الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يصوم المسلم يومي الاثنين والخميس.
- رفع الأعمال سنويا: بالتالي ترفع أعمال الليل كلها.
شاهد أيضًا: متى تكون ليلة النصف من شعبان 2025 وفضلها
متى ترفع الأعمال في شعبان
يعتبر شهر شعبان الكريم هو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله جل علاه، وهذا كما ذكر في السنة النبوية الكريمة، تحديدا فيما رواه الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنه حين خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم يسأله عن سبب صومه لشهر شعبان الكريم، قال: ” قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَكَ تصومُ شهرًا منَ الشهورِ ما تصومُ مِن شعبانَ؟ قال: ذلك شهرٌ يَغفَلُ الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالَمينَ، فأُحِبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأنا صائمٌ”. ولن يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم موعد عرض الأعمال فيه، ولكن عدد من أئمة العلم قالوا تعرض في ليلة النصف، وآخرون قالوا تعرض خلال آخر شهر شعبان، وذكر في جميع الشهر والله أعلم.
فضل ليلة النصف من شعبان
إنه من الضروري جدا على المسلم أن يوضح من فضل ليلة النصف من شعبان، وكما قال أهل العلم أن ما ورد خلال ليلة النصف من شعبان منه ما يصلح الاحتجاج به ومنه ما لا يصلح للاحتجاج فيه، وهذا أن منه الضعيف ومنه ما هو صحيح أو حسن، ولعل من فضائلها أنّ الله عز وجل يطّلع على خلقه خلال تلك الليلة فيغفر لهم، وهذا لما ذكر عن أبي ثعلبة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا كان ليلةُ النِّصفِ من شعبانَ اطَّلع اللهُ إلى خلقِه ، فيغفرُ للمؤمنِ ، ويُملي للكافرين ، ويدعُ أهلَ الحقدِ بحقدِهم حتَّى يدعوَه”. ومن أقوال أهل العلم في فضائل ليلة النصف من شعبان كثيرة، كما قال الشافعي: “بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب ونصف شعبان” وقال ابن تيمية: “أما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة” والله ورسوله أعلم.
شاهد أيضًا: دعاء ليلة النصف من شعبان للمتوفي مكتوب 2025
أعمال ليلة النصف من شعبان
حيث قال أهل العلم عن الأعمال خلال ليلة النصف من شعبان، أنه لا يصح تحديد لتلك ليلة النصف من شعبان بعبادات معنية او خاصة، وقال آخرون أنه يستحب فيها الأعمال الصالحة لأن الله عز وجل يطّلع على عباده فيها كأن يقوم خلال تلك الليلة وأن يكثر فيها من الدعاء والذكر وغير هذا، ولكن يكره الاجتماع فيها للطاعة، كأن يجتمع المسلمون داخل المسجد لصلاة القيام جماعة، وهذا ممّا وضعه أهل العلم جميعا من البدع المحدثة، فعلى المسلم أن يحرص على عبادة الله خلال تلك الليلة والتخلي عن كافة المظاهر البدعية فيها، فيصفح عن المسلمين، ويصلي ويذكر الله ويدعوه ولا يخصص، والله ورسوله أعلم.
وفي ختام فقرات تلك المقالة نكون قد تعرفنا على موضوعنا صحة حديث ليلة النصف من شعبان ترفع الاعمال الا المتخاصمين، والى جانب هذا ذكرنا لكم ما هي أنواع رفع الأعمال إلى الله، ومتى ترفع تلك الأعمال، وما هو فضل ليلة النصف من شعبان.