مظاهر قدرة الله في خلق الإنسان ومنازل النجوم وخلق الجبال، الله ليس مثلهِ شيء، خلق فأبدع، وأحسن في خلقه، وتصوره للطبيعة، وفي خلق الإنسان أبدع، ففيه الكثير من المعجزات لا يزال الإنسان في دهشة من عظمة الله في خلقه، فكيف له بأن يشكل المخلوقات من طين وماء، وغيرها من المخلوقات من الرياح مثل الحصان، والجن من النار، وعظمته في تصور الملائكة من نور، وفي أطار الحديث فإننا من خلال السطور التالية من المقال سنتعرف علي مظاهر قدرة الله في خلق الإنسان ومنازل النجوم وخلق الجبال .
مظاهر قدرة الله في خلق الإنسان
وإن في خلق الإنسان قدرة الله عزوجل تصورت في العديد من المعجزات، وهذا فإنها من آيات الله عزوجل في خلق الإنسان وهو من اضعف المخلوقات في الأرض إلا أنه تمتع بالكثير من النعم، ميزه الله عزوجل عن سائر المخلوقات بالعقل والتفكير، خُلق من طين، ومن المعلوم أن الطين يتكون من الماء والتراب، وقد وُصف الطين الذي خُلق منه الإنسان بأنه طين متماسك مع بعضه، وفي آية مختلفة فقد وصفت مادة خلق الإنسان أنها من صلصال من حمأ مسنون، والحمأ هو الطين الذي مال الي السواد و استمسك كأنه الصلصال، ويعرف الحمأ هو الطين الذي مال الي السواد و استمسك كأنه الصلصال .
وفي قوله تعالي: “لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ”، وفي قوله سبحانه وتعالي: “الذي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ”، حيث خلق الإنسان عظيم من جميع النواحي، وكذلك في خلاياه وأنسجته وفي كافة أعضائه، والمتدبر في خلق أجهزة الإنسان يجد بان فيها من التعقيد والدقة في خلق الإنسان والأبداع والإعجاز .
مظاهر وقدرة الله في خلق الجبال
اتسعت قدرة الله التي لا حد لها، ولا مد لها في خلق الجبال، وهي أية من آيات الله عزوجل في خلق الكون، وقد ذكر في القرآن الكريم الكثير من الأدلة علي عظمة الله عزوجل في خلق الجبال وقدرته في خلق الجبال، حيث جعل الجبال للأرض كالوتد للخيمة في تثبيتها، وهذا في قوله تعالي: “والجبال أوتادا”، أذ جعل الله سبحانه وتعالي الجبال منافع عديدة غير تثبيت بها الأرض، كذلك فهي نبع للماء الصافي العذب، حيث ينبع الماء من داخلها للانتفاع به، فقد قال تعالي عزوجل: “وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَقُ فِيخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ”، وقد أخبرنا الله عزوجل عن وجود عدة من ألوان مختلفة للجبال، وفق قوله تعالي: “وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ”، وأن هذا دليل علي عظمة قدرته سبحانه وتعالي في خلق الجبال .
مظاهر قدرة الله في الأرض
قدرة الله عزوجل في خلق الأرض، وهي من مظاهره حيث خلقها وبسطها لتسهيل الحياة فيها، وكذلك الانتقال فيها من مكان الي أخر، في مستقر الإنسان في الحياة الدنيا، وهذا لضمان المعيشة سوية أخرج منها الله سبحانه وتعالي الينابيع وأنبت فيها الزرع حتي يقتات عليها مخلوقات الأرض، وفي قوله تعالي: “وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا* أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا” .
فإن الأرض هي من صور الله ومعجزاته سبحانه وتعالي، وقد وضع الله عزوجل الأرض للأنام، حيث أخفضها وجعلها تحت أقدامهم، وهذا من أجل السير عليها والانتفاع بها وبما فيها من الفواكه والخضروات والحبوب والنخيل، وما ذكر في القرآن الكريم من طعام حتي يكون قوتا للمخلوقات في الأرض، وكذلك الأزهار ذات الرائحة الجميلة وهي زينة الأرض، وهذا في قوله تعالي: “وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ* فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ” .
شاهد ايضاً: مظاهر التجديد في شعر بشار بن برد وأهم أغراضه
مظاهر قدرة الله في خلق السماء
أن من مظاهر الله عزوجل وقدرته علي خلق السموات، وهذا فأنها تتجلي عظمة الله عزوجل برفع السموات السبع في مسافات شاهقة وارتفاعات جدا كبيرة بدون أعمدة تحملها، وهي عبارة عن سقف مرفوع بلا عمد تحت ولا شيء يمسكه من فوق، بل وهي محفوظة بقدرة الله سبحانه وتعالي من أن تقع علي الأرض، وبرحمته عزوجل علي الإنسان، وهذا في قوله تعالي : “اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ”
كذلك فهي غاية في الحسن والجمال، فتتجلي عظمة الخالق وإبداعه في خلق السموات، حيث زينها بالنجوم المضيئة التي تتلألأ في ظلام الليل، لتعطي السماء جمالا وزينة، وعلاوة علي ذلك فقد سخر الله سبحانه وتعالي الإنسان والمخلوقات في السماء، مثل خلق الليل والنهار، وتعاقبهما حتي يصلح عيش الإنسان بين الاستمرار علي العمل وكذلك الراحة في الليل، وخلق القمر والشمس في حساب الوقت وتقدير السنين، وكذلك خلق النجوم والكواكب والبرق والرعد والغيوم وهذا بالدليل في القرآن الكريم حيث قال تعالي: (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) .
بالإضافة الي الدقة في انتظام الكون، وهذا في قوله تعالي: ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾، وتظهر قدرة الله عزوجل في دقة وانتظام الكون وعدم اضطرابه .
قدرة الله في خلق الكواكب والنجوم
وقد تجلت قدرة الله عزوجل في خلق النجوم والكواكب في قوله تعالي: “وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ)، وقوله -تعالى:(أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ)، وهذا تصور في خلق الله سبحانه وتعالي النجوم والكواكب لتزين السماء الدنيا وهي كالمصابيح في الليل، وقد زين السماء وجملها بالنجوم والكواكب، وهذا في قوله تعالي: “وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ”، وجعل الله سبحانه وتعالي من ثمرات خلق النجوم والكواكب الاستدلال بها علي الاتجاهات الأربعة والطريق، وهذا ما في دليل من القرآن الكريم قال تعالي: “وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ” .
شاهد ايضاً: مظاهر التوازن النفسي في شخصية الرسول الكريم للاقتداء به
خلاصة القول،، فإن الله سبحانه وتعالي قادر، ولا يقدر عليه أحد، خلق الكون فأبدع في خلقه، وهذا ما ظهر في العديد من مظاهر قدرة الله في خلق الإنسان ومنازل النجوم وخلق الجبال .