ما هو الفرق بين النفس والروح في القرآن عند علماء المسلمين، حيث ذكرت النفس والروح في العديد من الآيات القرآنية، وأشار اليها العديد من العلماء في الحديث ومعرفة النفس والروح، اذ ان هناك من العلماء من فرق بين كلاً منهم، وقد أعطي كل منها واحدة معني خاص بها، وصفات من خلالها نميزها عن غيرها، وعليه فإن هناك عدة من الأفراد يرغبون في التعرف علي الفرق بين كلاهما، وهنا من خلال السطور التالية من المقال سنتعرف علي ما هو الفرق بين النفس والروح في القرآن عند علماء المسلمين .
ما هو الفرق بين النفس والروح في القرآن
كثيراً ما نسمع بمصطلح النفس والروح، ولكننا لا ندرك ما الفرق بينهما، لاسيما البعض منهم علي علم بأنهم واحد، إلا أن البعض من المفسرين والعلماء أقر بأن هناك فرق بينهم، ويجدر بأن ذكرهم في القرآن الكريم في مواضع معينة أدي الي اختلاف الفرق بين كلاهما، حيث وردت كلمة النفس في سورة آل عمران في قوله تعالي: “كل نفس ذائقة الموت”، والبعض من المسلمين ربط بأنها الروح والنفس نفس المعني، إلا إن المفهوم في المعني مختلف، فإن الروح هي التي تموت لأنها هي النفخة العلوية التي نفخها الله في جسم الإنسان .
وهناك النفس والتي تسحب من جسد الإنسان مرتين، فالمرة الأولي هي الموت، وفي المرة الثانية عند النوم فإذا نام الإنسان قبض الله نفسه ولم يقبض روحه حيث إن النائم يتنفس، وقلبه ينبض، فالنفس يتوفاها الله عزوجل أثناء النوم أي يأخذها، ثم يعيدها عند الاستيقاظ أي تعود لتلتصق به لحظة الاستيقاظ، وتتم هذه العملية بسرعة فائقة يمكن ان تكون أسرع من الضوء، وهذا من مظاهر الإعجاز وتموت النفس في المرة الثانية حين تفارق الروح الجسد، فيقول الله رب العالمين: «اللهُ يَتَوَفى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا، فَيُمْسِكُ التِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأخرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمى إِن فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكرُونَ»
ما هو الفرق بين النفس والروح عند علماء المسلمين
هناك عدة من آراء من قبل علماء المسلمين المتعلقة بالروح والنفس، ولكل منهم عرف كلاهما بنفس المعني، والبعض قال بانها هما نفس الشيء، ومن أبرز الآراء وهي كالتالي:
الرأي الأول/ ابن حزم الأندلسي
حيث انه يقوم ابن حزم الأندلسي بان العلماء المسلمين يقولون بان النفس جسم ذو مكانة متحيزة بحيز ومصرفة ومدبرة للجسد، وأنها كلفظ هي الروح بمعني واحد، وهما جسم علوي ونوراني خفيف يتصف بالحياة ويسري في جسم الإنسان، أو الكائن، وفي الملخص التعريف، بأن يعبران عن بعضهما البعض ويختلفان تمام عن الجسد وموجودان خلافاً لهوبز الذي أنكر وجودهما .
الرأي الثاني/ الفيلسوف المسلم ابن سينا
أما عن رأي ابن سينا في مفهوم الروح والنفس، حيث انه قال بأن الجسد هو كيان منفصل عن النفس وأنها ارقي منه وتظهر القُوي في الجسد كلها باتصال النفس به، فإن بالنفس يحيا الإنسان، ويُدرك المعاني وأن زوالها عنه هو الموت والفناء .
كما ويري بأن النفس غير موجودة في الإنسان فقط بل في كافة الكائنات الجية علي الأرض منها الحيوان والنبات، ولكن تحقيقك الإدراك لا يكون إلا للإنسان، لأن الحيوانات لا تشعر إلا بما هو مادي فقط ولا تدركه .
شاهد ايضاً: ما الفرق بين القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف
ما هو تعريف النفس
وردت كلمة النفس في القرآن الكريم في عدة من المواضع المختلفة، فهي كشيء يعبر عن ذات الإنسان، فهي تحل الخطاب الرباني في أكثر من آية ومناسبة، وفي قوله تعالي: “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”، فالنفس هي محل التكليف ومناطه، وهي التي تحاسب ويقع عليها الثواب والعقاب، وكذلك في قوله تعالي: “اليوم تجزي كل نفس بما كسبت لا ظُلم اليوم، إن الله سريع الحساب”، وبهذا فإن ما يقع من الموت أو الموت الأصغر وهو النوم، حيث يتوفاه الله سبحانه وتعالي في المنام، أو يقع عليها الموت الأكبر حينما تفارق الروح والجسد لتبدأ مرحلة حياة أخري .
من أنواع النفس في القرآن الكريم
ويذكر بان هناك عدة من أنواع النفس التي وردت في القرآن الكريم في عدة من المواضع، ولكل لها التعريف الخاص بها، وهي علي النحو التالي:
- النفس المطمئنة: وهي النفس المؤمنة الصادقة مع ربها، الملتزمة بدينها، التي لا تطمئن إلا بقربها من رب العزة سبحانه، وتستوحش بالبعد عم طريق الله تعالي.
- النفس الأمارة بالسوء: وهي النفس التي تدعو صاحبها لاقتراف الآثام وإتيان السوء والمعاصي، وعدم التورع عن ذلك، وهذه النفس هي عكس النفس المطمئنة .
- النفس اللوامة: وهي النفس التي تكون وسطاً بين النفس الأمارة بالسوء، والنفس المطمئنة، ويكون من أبرز خصائص هذه النفس، أنها كثيرة اللوم والعتاب أذا ما اقترفت الذنوب، أو أخطأت في جنب الله تعالي .
ما هو تعريف الروح
إن في تعريف الروح حيث ذكرها الله سبحانه وتعالي في آيات عديدة، فهي المادة التي وضعها الله تعالي في جسد آدم عليه السلام، حينما خلقه، فقد بثت الروح في أجزاء جسده الحياة، والحركة، والحيوية وهي المادة التي اختص الله سبحانه وتعالي بعلمها فلا يعلم ماهيتها وحقيقتها سواه .
شاهد ايضاً: ما الفرق بين الصاحب والصديق في القران الكريم ومعناه
ختاماً،، جاءت العديد من المعاني والتفسيرات المختلفة في معني الروح والنفس، وهذا ما تم التحدث عنه في ما هو الفرق بين النفس والروح في القرآن عند علماء المسلمين .