هل يجوز الاحتفال براس السنة الميلادية، حيث أنه من أبرز وأهم الأمور والاسئلة الفقهية الواجب علي كل مسلم ومسلم معرفتها، ومعرفة نظرة الدين الإسلامي اتجاه الاحتفال براس السنة الميلادية بالنسبة للمسلمين، وكذلك كيفية تهنئة المسيحيين بأعيادهم دون أن نعتقد بما يعتقدون به، لاسيما بان لكل طائفة مسيحية معتقد في سبب الاحتفال بعيد راس السنة، وفي أطار الحديث فإننا من خلال السطور التالية من المقال سنتعرف علي هل يجوز الاحتفال براس السنة الميلادية .
معلومات عن رأس السنة الميلادية
في البداية علينا معرفة بعض من المعلومات المتعلقة برأس السنة الميلادية، وهو أول يوم في السنة الميلادية وفق التقويم الغريغوري، وأن اليوم الذي يصادف يوم الواحد من يناير من كل عام ميلادي، وهذا فإن هناك العديد من أشكال من الاحتفالات المختلفة عند المسيحيين، وهذا وفق الاعتقاد حول هذا اليوم، كما وتقام الطقوس الدينية المختلفة في الكنائس بنية شكر لله عزوجل علي انتهاء من عام آخر، ويشار بان في أول يوم من جعل اليوم الأول من يناير بداية السنة الميلادية هو يوليوس قيصر، فقد قام بهذا في عام 45 قبل الميلاد، وفي مفهوم الميلاد هو قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ولا يزال العالم اليوم يحتفل بهذا اليوم في مختلف الدول المسيحية .
هل يجوز الاحتفال براس السنة الميلادية
يتسأل الكثير من الأشخاص اليوم من الاحتفال براس السنة الميلادية، وتحديدا المسلمين، لاسيما بان راس السنة الميلادية خاص بالمسيحيين فقط، وهذا لكل طائفة منهم فكر واعتقاد خاص بهم ، وهو السبب الذي من أجل يحتفلون برأس السنة الميلادية، وفي هذه المسألة رأي اهل العالم أن الاحتفال برأس السنة الميلادية بالنسبة للمسلمين حرام، حيث أنه لا يجوز للمسلمين مشاركة أحد من أهل الكتاب في أعيادهم ولا تجوز تهنئتهم بهذه الأعياد، والسبب في ذلك بان هذه الأعياد تُعد من جنس أعمال أهل الكتاب وجنس الأديانهم، والتي لا يجوز للمسلم من مشاركة المسيحي بهذا العيد، ولما يعود الي المعتقد الذي من خلالها يحتفلون، ويجدر بأن القول بأن هناك الأدلة علي تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية كثيرة من القرآن الكريم، وفي السنة النبوية وهي كالتالي:
- قال تعالى في سورة الفرقان: “وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا” وقد جاء في تفسير هذه الآية أنَّ الزور هو أعياد المشركين.
- وجاء في السنة النبوية الصحيحة عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّه قال: “قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ” .
شاهد ايضاً: حكم الاحتفال براس السنة الميلادية والكريسماس
كلام العلماء في حكم الاحتفال برأس السنة
لا شك بأن هناك العديد من العلماء الدين والعلماء الفقه الإسلامي، والأحكام الشرعية المتعلقة بكافة الأمور الخاصة بالحياة بشكل عام، فقد تناول العديد من العلماء التعمق حول تهنئة والاحتفال براس السنة بالنسبة للمسلمين، وقد جاءت الأحكام والتفسير وفق التالي:
- وفي توضيح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “موافقة الكفار في أعيادهم لا تجوز من طريقين: الدليل العام، والأدلة الخاصة:
- الدليل العام: أن هذا موافقة لأهل الكتاب فيما ليس من ديننا، ولا عادة سلفنا، فيكون فيه مفسدة موافقتهم، وفي تركه مصلحة مخالفتهم، لما في مخالفتهم من المصلحة لنا، لقوله – صلى الله عليه وسلم – (من تشبه بقوم فهو منهم) فإن موجب هذا تحريم التشبه بهم مطلقا، وكذلك قوله (خالفوا المشركين)، وأعيادهم من جنس أعمالهم التي هي دينهم أو شعار دينهم، الباطل.
- الأدلة الخاصة: في نفس أعياد الكفار، فالكتاب والسنة والإجماع والاعتبار دالة على تحريم موافقة الكفار في أعيادهم.
- أما الكتاب فقوله تعالى: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) قال محمد بن سيرين (لا يشهدون الزور) هو الشعانين وهو من أعياد النصارى وعن الربيع بن أنس قال: هو أعياد المشركين، وجاء عن غيرهم من السلف نحو ذلك.
وإذا كان الله قد مدح ترك شهودها، الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل، الذي هو عمل الزور لا مجرد شهوده. - وأما السنة: الحديث الأول عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما، يوم الأضحى، ويوم الفطر) فوجه الدلالة أن اليومين الجاهليين لم يقرهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين، والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه “.
- قول الشيخ ابن عثيمين: “لا يحل للإنسان أن يجاملَ كافرًا على حساب دينه، ولو كان هذا الكافر قد أحسن إليه كثيرًا؛ لأن الدِّينَ مقدَّم على كل شيء، وبناءً على هذه القاعدة لا يحل للطالب أن يبعث إلى أستاذه تهنئة بالشعائر الدينية؛ كأعيادهم التي تكون على رأس السنة الميلادية، أو عيد الميلاد، فمَن فعل ذلك فقد أتى إثمًا كبيرًا”.
- يقول ابن القيم -رحمه الله- في كتاب أحكام أهل الذمة: “وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه”.
شاهد ايضاً: هل يجوز التهنئة بالعام الميلادي الجديد والاحتفال براس السنة الميلادية
وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية المقال، حيث أننا وضحنا من خلال السطور السابقة ما يتعلق بهل يجوز الاحتفال براس السنة الميلادية .