حكم دخول غير المسلمين مكة

حكم دخول غير المسلمين مكة، حيث تعتبر واحدة من أبرز الأمور التي يريد العديد من المسلمين في التعرف بشأنها ونتيجة لأن العديد من المسلمين يعمل لديهم خُدام غير مسلمين، ويكونون لديهم الرغبة في رفقتهم معهم حال السفر لمكة للقيام على شؤون البيت والأبناء، لهذا ومن خلال تناول سطور فقرات مقالنا هذا سوف نتعرف على حكم دخول غير المسلمين الحرم المكي الشريف وفق ما ذهب عدد من علماء الفقه في الشرع الإسلامي.

حكم دخول غير المسلمين مكة

حكم دخول غير المسلمين مكة
حكم دخول غير المسلمين مكة

حيث في الأساس هو عدم جواز إقامة غير المسلمين داخل مكة تطبيقًا لقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الحكيم “يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا، وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ“، ولكن مع هذا فهل يجوز لهم الدخول فيها فقط بنية التجارة أو نحوها من السلوكيات اليومية الحياتية الأخرى، فقد اختُلف في ذلك الرأي، وانقسم العلماء بصدده إلى ثلاثة مذاهب وهم:

مذهب جمهور الفقهاء في دخول غير المسلمين مكة

مذهب جمهور الفقهاء في دخول غير المسلمين مكة
مذهب جمهور الفقهاء في دخول غير المسلمين مكة

حيث ذهب جمهور العلماء أن الآية السابق ذكرها قد أشارت بصريح الدلالة على أنه لا يجوز لغير المسلمين أن يدخلوا إلى مكة، وهذا يعني أنه لا يجوز لهم المرور منها ولا التجارة فيها ولا الإتيان فيها بأيًا من السلوكيات اليومية العادية، وعلى ذلك فلو رغب أحد المسلمين من داخل مكة شراء ما يحتاجه من تاجر كافر تعين عليه الخروج إليه خارج الحرم ولا يجوز له إدخاله.

مذهب الحنفية في دخول غير المسلمين مكة

مذهب الحنفية في دخول غير المسلمين مكة
مذهب الحنفية في دخول غير المسلمين مكة

فقد ذهب علماء المذهب الحنفي أنه يجوز لغير المسلمين دخول مكة وممارسة جميع السلوكيات فيها من مرور وبيع وشراء، غير أنهم لا يسمح لهم بالتواجد فيها ولا المبيت، لأن النهي في الآية الكريمة كان عن دخولهم إلى الكعبة والمسجد الحرام للحج لا عن وجودهم ذاته كأشخاص قد تحتم عليهم الظروف التواجد في ذلك المكان لعمل أو مرور لا بد منه أو خلاف ذلك.

شاهد أيضًا: ما هو حكم الإحتفال والتهنئة برأس السنة الهجرية 1446

مذهب المالكية في دخول غير المسلمين مكة

مذهب المالكية في دخول غير المسلمين مكة
مذهب المالكية في دخول غير المسلمين مكة

حيث ذهب جمهور المالكية أنه لا يجوز لغير المسلمين إجراء أي من السلوكيات داخل مكة بخلاف المرور منها، لأن مرورهم من مكة قد يكون لشيء ضروري من الممكن أن يجري التعامل معه لعدم تعريضهم لتعب توغر صدرهم نحو الإسلام، بينما التجارة داخل مكة أو التنزه أو إجراء أيًا من السلوكيات الغير لازمة التي لا يترتب على تفويتها وقوع تعب فلا يسمح لهم بالقيام بها تنفيذا لنص الآية السابق ذكرها.

الرأي الراجح في دخول غير المسلمين مكة

الرأي الراجح في دخول غير المسلمين مكة
الرأي الراجح في دخول غير المسلمين مكة

حيث توصل العلماء الى أن الرأي الأصح في دخول غير المسلمين هو عدم جواز دخولهم وذلك لعدة أسباب التي سوف نوضحها كالتالي:

  • لأنه الرأي الذي أخذ به معظم العلماء وكان عليه الإجماع، وحيث قال نبي الله صلى الله عليه وسلم “إنَّ اللَّهَ لا يجمعُ أمَّتي – أو قالَ: أمَّةَ محمَّدٍ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ – علَى ضلالةٍ ويدُ اللَّهِ معَ الجماعةِ، ومَن شذَّ شذَّ إلى النَّارِ”.
  • الرآى الأخر هو لأن عدم جواز دخولهم مطلقًا يتوافق أكثر مع المعنى من الآية الكريمة، حيث قضى الله في كتابه الحكيم يعدم جواز اقترابهم منها مطلقًا، ولم يقل إلا التجارة أو إلا المرور، ولو أراد الله تحديد أحد الأمور من القاعدة العامة لفعل.

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية وحكم التهنئة بها

حكم دخول غير المسلمين المدينة المنورة

حكم دخول غير المسلمين المدينة المنورة
حكم دخول غير المسلمين المدينة المنورة

يجوز لغير المسلمين دخول المدينة المنورة والتجارة فيها واللجوء اليها لكافة التصرفات الإنسانية عامة، ولكن لا يسمح لهم بالسكن فيها، ويشير ذلك أن النصارى كانوا يتاجرون داخل المدينة في زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بعد أن سمح لهم، وحيث ذكر عن ذلك الأمر الرواية الآتية ” أن النصارى كانوا يتجرون إلى المدينة في زمن عمر -رضي الله عنه- وأتاه شيخ بالمدينة، فقال: أنا الشيخ النصراني، وإن عاملك عَشَّرَني (أي: أخذ مني العشر) مرتين، فقال عمر: وأنا الشيخ الحنيف، وكتب له عمر: أن لا يُعَشِّروا في السنة إلا مرة، ولا يؤذن لهم في الإقامة أكثر من ثلاثة أيام “.

متى آخر مرة سُمح فيها لغير المسلمين بدخول مكة وما سبب المنع

متى آخر مرة سُمح فيها لغير المسلمين بدخول مكة وما سبب المنع
متى آخر مرة سُمح فيها لغير المسلمين بدخول مكة وما سبب المنع

حيث كانت المرة الأخيرة التي أتاح فيها لغير المسلمين بدخول مكة المكرمة قبل نزول الآية “يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا، وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ“، أي في العام التاسع من الهجرة، وحيث حرم الإتيان إلى مكة المكرمة نتيجة الى عدد من الأسباب والتي هي كالتالي:

  • لأن الكفار عقيدتهم فاسدة وباطلة وهذا يجعلهم نجسين معنويًا.
  • لأنهم قد يتأمرون للإضرار بمقدسات المسلمين رغبة منهم في الإضرار بشررع الله وبالمسلمين، لهذا فتم إبعادهم عن بؤرة الإسلام ومقره.
  • نتيجة لأنهم قد يعمدون على تلويث الحرم قصدًا حقدًا من عند أنفسهم وإظهارًا للاحتقار للمكان وهذا قد يثير حفيظة المسلمين ويؤدي انتشار الفتن.

شاهد أيضًا: ما هو حكم اختبار تحليل الأنماط الشخصية في الإسلام

لقد قمنا في هذا المقال بتوضيح على حكم دخول غير المسلمين الحرم المكي الشريف وفق ما ذهب عدد من علماء الفقه في الشرع الإسلامي، وكذلك معرفة المزيد من الأحكام الأخرى.

 

Scroll to Top