خطبة عن نهاية العام الهجري كاملة 1446 وخطبة الجمعة حول استقبال العام الهجري الجديد 1446، يعتبر التقويم الهجري أهم تقويم بالنسبة للمسلمين، بسبب وجود الكثير من المناسبات الدينية المهمة، مثل رأس السنة الهجرية ومولد النبي وغيرها من المناسبات والأحداث، وها نحن على مشارف نهاية عام هجري واستقبال عام هجري جديد يملؤه الأمل والتفاؤل، لذلك سوف نتناول في السطور التالية خطبة عن نهاية العام الهجري كاملة 1446 وخطبة الجمعة حول استقبال العام الهجري الجديد 1446.
متى ينتهي العام الهجري
أيام قليلة تفصلنا عن نهاية العام الهجري الحالي، عام ألف وأربعمائة وثلاثة وأربعين 1446 هجري، والذي ينتهي في يوم الجمعة بتاريخ التاسع والعشرين من شهر يوليو عام ألفين واثنين وعشرين ميلادي 29/7/2023، وهو آخر يوم من شهر ذي الحجة، ويليه يوم السبت وهو اليوم الأول من محرم، وهو بداية العام الهجري الجديد عام ألف وأربعمائة وأربعة وأربعين هجري 1/1/1444، الموافق الثلاثين من يوليو عام ألفين واثنين وعشرين ميلادي 30/7/2023، وبهذا يستقبل المسلمين عامهم الهجري الجديد الذي يحمل معه الكثير من المناسبات الدينية المهمة، التي يحتفل بها المسلمين في جميع أنحاء العالم مثل المولد النبوي وغيرها.
خطبة عن نهاية العام الهجري كاملة
تعتبر الخطبة من أهم النصوص الأدبية في اللغة العربية، والتي تتضمن العديد من الحكم والمواعظ والفوائد للمرء، حيث يتناول الخطيب في خطبته موضوع يتناسب مع المواقف والظروف الواقعة، لهذا نجد أن الخطبة تتضمن فكرة واحدة واضحة تستهدف قضية دينية أو اجتماعية أو سياسية، ومن الخطب التي يتناولها خطباء المساجد هذه الفترة خطبة عن نهاية العام الهجري، والتي يمكن أن نقول فيها ما يلي:
“عجباً لبني آدم يفرحون بانقضاء عام تلو عام، ولا يدركون أن العام الذي يمضي هو صفحة من أعمارهم تنطوي ولا تعود، فتمضي الأيام بالإنسان دون وعي منه أنه يتقدم بالعمر ويكون أقرب ما يكون إلى الموت، ولو يعلم الإنسان أن سنوات عمرهم تمر كالقطار السريع، الذي يمشي قدماً نحو نهاية الرحلة ويتوقف عند نقطة الوصول، لأسرعوا إلى التوبة والعمل لآخرتهم قبل دنياهم.
وها نحن يا إخواني نودع عاماً هجرياً مضى بكل ما فيه من حلو ومر، فلنودع هذا العام بنية صادقة وبعمل صالح وتوبة نصوحة إلى الله، ونستقبل العام الجديد بوقفة صادقة نحاسب فيها أنفسنا على ما أسرفنا من أمرنا، فقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز: “يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون، وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين، ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون”.
ومن منبري هذا أدعوكم إخواني ونفسي مع نهاية العام الهجري إلى التوبة والاستغفار، والبعد عن اللهو واللغو في هذه الدنيا، وعدم الإسراف في الترف وملذات الدنيا، والتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات وتهذيب النفس وتأديبها، وفي النهاية أدعو لي ولكم بالقبول الحسن والموت على الوفاء والإيمان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
شاهد أيضاً: خطبة عن بداية السنة الهجرية الجديدة مكتوبة 1446 كاملة وخطبة العام الهجري الجديد مكتوبة
خطبة الجمعة حول استقبال العام الهجري الجديد 1446
التقويم الهجري لم يكن معتمداً في بداية الدعوة الإسلامية حتى خلافة عمر بن الخطاب، حيث بعث له أبو موسى الأشعري بخطاب يبلغه فيه أنه يتلقى من الخليفة كتب لا يوجد لها تاريخ، وكان ذلك في السنة الثالثة من خلافة عمر بن الخطاب حين جمع الصحابة واستشارهم في الأمر، فأجمعوا أن يكون التقويم وفقاً للهجرة النبوية، ثم أجمعوا أن يكون من بداية شهر محرم، لهذا يحتفل المسلمين سنوياً ببداية العام الهجري الجديد من خلال إلقاء الخطب والدروس المتنوعة، وفيما يلي خطبة حول استقبال العام الهجري الجديد 1446:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على فضله وإحسانه، الحمد لله أن من علينا بنعمة الإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه أفضل الصلاة والتسليم، أما بعد:
إخواني الكرام لقد دعانا نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم أن نترك البدع، ونبتعد عن الشبهات والتشبه باليهود والكفار، كما دعانا إلى مخالفة اليهود وأعداء الإسلام، لذا نتعجب من الكثير من الناس الذين يخالفون ما نص عليه ديننا الحنيف، إذ يعتمد الكثير من الناس التقويم الميلادي تاركين تقويمنا الإسلامي الهجري، الذي يبين حضارتنا وتاريخنا ومناسباتنا الإسلامية.
فقد قال الله عز وجل في آياته المحكمات: “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم”، وبهذا فإن التقويم الهجري هو اثنى عشر شهراً بدايتها شهر محرم ونهايتها ذي الحجة، ومن هذه الأشهر أربعة حرم الله فيها القتال وهي: محرم ورمضان وذو القعدة وذو الحجة، ويتم معرفة الأشهر الهجرية عن طريق رؤية الهلال، والذي نتعرف من خلاله على بداية الشهر ونهايته، فقد قال عز وجل: “يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس”.
وفي الختام أسأل الله لي ولكم مع بداية العام الهجري الجديد أن نكون في أحسن حال، وأدعو الله أن يعيننا على الصلاة والقيام والعبادة، وأسأله عاماً تملؤه الطمأنينة والاستقرار في كافة بلاد المسلمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شاهد أيضاً: خطبة عن الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان مكتوبة
وقفة محاسبة مع نهاية العام
مع اقتراب نهاية العام الهجري ألف وأربعمائة وثلاثة وأربعين 1446، يجب أن تكون لنا الكثير من الوقفات التي نحاسب بها أنفسنا على الوقت الذي مضى من العمر، وأن نتساءل فيما أمضينا هذا العمر، نعم وقفات نراجع بها أنفسنا في العبادات والطاعات التي قصرنا بها، من أجل متابعة النفس والهوى وملذات الحياة، وفيما يلي خطبة عن وقفة محاسبة مع نهاية العام الهجري:
الحمد لله منشئ الأيام والشهور، يقلب الليل والنهار، ويضاعف الثواب لمن أطاعه والأجور، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، ويسمع دبيب النمل في دياجي الظلم على الصخور، لا تشتبه عليه اللغات ، ولا تختلف عليه المسؤولات في بواطن أو ظهور ، فسبحانه من إله تسبِّحهُ الأفلاك وبتسخيره تدور ، وأشكره على سابغ فضله المنشور ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد :
أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فإنها وصية الله للأولين والآخرين، ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمً ﴾.
عباد الله؛ هذه الجمعة هي آخر جمعة في هذا العام الهجري؛ ألفٍ وأربعمائة وثلاثة وأربعين للهجرة، وعما قريب سيحل عام هجري جديد، سيحل عام ألف وأربعمائة وأربعة وأربعين من الهجرة، وسبحان الله ما أسرع مرور الليالي والأيام، كنا فيما مضى إذا ذكر عام ألف وأربعمائة وأربعة وأربعين استبعدنا مجيئة، ورأينا أن بيننا وبينه زمناً طويلا، وهاهو الآن على الأبواب، وهكذا يستبعد الإنسان الأجل، وربما أنه قريب منه وهو لا يشعر، وكل ماهو آتٍ فهو قريب ﴿ أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ﴾، إن هذه الأيام والليالي مراحل نقطعها للدار الآخرة، والموت هو مصيرنا جميعا ، وبالموت ينتقل الإنسان من دار العمل إلى دار الجزاء والحساب ، فالسعيد من اغتنم عمره في هذه الدار فيما ينفعه في الدار الباقية.
عباد الله؛ إن من الناس من هو منهمك في مشاغل الدنيا التي لا تنقضي ، على حساب آخرته، وما إن ينتهي من شغل إلا ويدخل في شغل آخر، وكأنه ماخلق إلا للدنيا ! حتى يفاجأه الموت وهو على تلك الحال، وما انقضت أشغاله، يفجأه الموت على حين غفلة، فيبوء بالحسرة والندامة، يقول الحسن – رحمه الله: (إياكم وما شغل من الدنيا ، فإن الدنيا كثيرة الأشغال، لايفتح الإنسان على نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب) .
شاهد أيضاً: خطبة الجمعة في شهر شعبان بوابة رمضان 1446- 2025
مخالفات نهاية العام الهجري
يوجد الكثير من الأخطاء والمخالفات التي يقع بها المسلمين مع نهاية أو بداية العام الهجري، والتي يمكن أن تكون مجرد بدع ومخالفة للشرع والدين الإسلامي، وبهذا تولدت الكثير من البدع والأخطاء المخالفة للشرع التي يقع فيها الكثير من الناس، من خلال اقتصارها على بداية أو نهاية العام الهجري، ومن هذه البدع ما يلي:
- التهنئة بالعام الهجري الجديد، وهو أمر لا يجوز شرعاً، فلم يرد في الإسلام التهنئة بالعام الجديد.
- الاحتفال برأس السنة الهجرية، والتي يعتبرها الكثير من الناس من البدع.
- اقتصار التوبة والاستغفار في نهاية العام وبدايته، فإن الله تواب رحيم غفور يقبل التوبة والاستغفار في كل وقت وحين.
- الاعتقاد الخاطئ بأن صحيفة الأعمال تنطوي بانتهاء العام الهجري، وإنما تنطوي صحائف الأعمال بموت الإنسان فقط.
- يقتصر بعض الناس العبادات والصلاة وقيام الليل فقط في بداية أو نهاية العام، والأولى الالتزام بالعبادة طول العام.
- تخصيص الخطب في بداية العام الهجري ونهايته فيها الدروس والعبر التي تحث على العبادة والتوبة، والتي لم يرد لها أصل عند السلف الصالح.
- تعظيم آخر جمعة في السنة الهجرية بالعبادة والدعاء والاستغفار.
- أيضاً لا يجوز صيام آخر يوم من ذي الحجة وأول يوم من شهر محرم، لأنها بدعة ولم يرد فيها نص عن النبي.
- تخصيص آخر يوم وأول يوم في السنة الهجرية، من أجل قيام الليل والصلاة عشر ركعات، وقراءة الفاتحة وآية الكرسي عشر مرات، وقراءة سورة الإخلاص عشر مرات أيضاً، والاجتهاد في الدعاء.
- لبس الملابس البيضاء وشرب الحليب وأكل الملوخية في الغذاء والكراث في الفطور، والتفاؤل به في آخر وأول يوم في العام الهجري.
شاهد أيضاً: خطبة عن رمضان شهر عبادة وعمل مكتوبة كاملة بالعناصر مقدمة عرض خاتمة
مع اقتراب نهاية عام هجري وبداية عام هجري جديد، يبحث الكثير من الناس عن خطبة عن نهاية العام الهجري كاملة 1446 وخطبة الجمعة حول استقبال العام الهجري الجديد 1446، حيث يخصص البعض خطب خاصة تتضمن الدروس الدينية والعبر والمواعظ عن نهاية السنة الهجرية وبدايتها، لذا قدمنا فيما سبق بعض الخطب بالإضافة إلى الكثير من المخالفات الشرعية في نهاية العام الهجري.