موقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية، فقد شهدت العصور والأزمنة مساندة المملكة وحكامها وملوك للقضية الفلسطينية، والوقف بجانبها في العديد من الأمور المتعلقة بها وبالقدس، فقد كان لملوك المملكة الدور البارز في دعم القضية الفلسطينية، واتخاذ القرارات السياسية في المنظمات والمؤسسات الدولية، فقد آمنت المملكة بأن وقوفها مع الشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته ما هي إلا وقفة واجب يمليه عليهم عقيدتهم وانتماؤهم للأمة العربية والإسلامية، كما وأن ضميرهم العربي لا يسمح لهم بالتخلي عن الفلسطينيين، ومن هنا سوف نتعرف على موقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية وما هو الدور الذي قام به حكامها وملوكها منذ القدم.
موقف الملك السعودية من القضية الفلسطينية
ملوك المملكة العربية السعودية، ساهموا ووقفوا بجانب القضية الفلسطينية، كان الملك عبد العزيز رحمه الله، الذي حكم المملكة سنوات عديدة، والذي قام بدور سياسي بارز في دعم القضية الفلسطينية، والوقوف بجانب دولة فلسطين والدفاع عن القدس، وكذلك الملك عبدالله، والملك سلمان وغيرهم، ومن هنا سوف نلخص بعض النقاط التي قام بها ملوك السعودية دفاعاً عن القضية الفلسطينية وهي:
- في العام 1929م، قام الملك عبد العزيز بإرسال استنكارًا للحكومة البريطانية، وذلك حينما ألقت جماعة من اليهود القنابل على المصلين المسلمين أثناء صلاة الجمعة.
- كما وقد استمر الملك عبدالعزيز بمساعدة ودعم القضية الفلسطينية، متحدياً في ذلك الحكومة البريطانية.
- كان الملك الراحل عبد العزيز، يقوم بتوضيح وضع القضية الفلسطينية في موسم الحج، حيث عمل على تبصير العرب والمسلمين بالقضية الفلسطينية والخطر الصهيوني الداهم.
- رفض الملك عبد العزيز – رحمه الله – رفضاً قاطعاً خطة توطين اليهود في الأراضي الفلسطينية عام 1945م.
- الملك عبد الله رحمه الله، أعطى أوامره بأن تشارك المملكة في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بحل القضية الفلسطينية ابتداء من مؤتمر مدريد وانتهاءً بخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية.
- ودعم للقضية الفلسطينية، قام الملك عبد الله رحمه الله بمبادرة الملك عبدالله بن عزيز، والتي أعلن عنها الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة بيروت (مارس 2002م)، من اجل حل النزاع الفلسطيني، فقد تبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد والعمل على توفير الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة وتؤمن حلاً دائماً وعادلاً وشاملاً للصراع العربي الإسرائيلي.
- كما وقد تم العمل من قبل حكام المملكة، على دعم القضية الفلسطينية، وكذلك المسجد الأقصى والقدس، وحمايتها من الاعتداء الصهيوني عليها، وحماية الآثار والمقدسات الإسلامية بفلسطين، فقد استجابت المملكة لجميع نداءات اليونسكو لحماية وترميم الآثار والمقدسات الإسلامية في فلسطين.
- في حين أن المملكة العربية السعودية، اهتمت بترميم وإصلاح قبة الصخرة والمسجد الأقصى ومسجد الخليفة عمر بن الخطاب ومساكن الأئمة والمؤذنين بالقدس، فقد قامت بتقديم الدعم والاموال من أجل ذلك، ما يدل على اهتمام المملكة بحماية المقدسات الإٍسلامية.
- كان للملك الراحل عبد العزيز كلمة اشتهر بها، (إن أبناء فلسطين كأبنائي.. فلا تدخروا جهدًا في مساعدتهم وفي تحرير أرضهم)، وكانت تلك العبارة في وداع رجاله المجاهدين إلى فلسطين.
موقف الملك سلمان من القضية الفلسطينية
استمر دعم ملوك المملكة العربية السعودية للقضية الفلسطينية، وأصبح يتوارثه الحكام والملوك، فقد ابدى الملك سلمان حفظه الله وقوفه ودعمه للقضية الفلسطينية، ليسير على نهج أجداده وآبائه، حيث قال للشعب الفلسطيني: “قضيتكم هي قضيتنا وقضية العرب والمسلمين، ونحن معكم، ودعا إلى وجوب تحقيق السلام الشامل والعادل على اعتبار أن السلام خيار استراتيجي، بما يؤدي إلى حل نهائي يحقق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني”.
وفي الأحداث الأخير التي دارت بين أهل فلسطين في القدس وقطاع غزة، فقد أنكر الملك سلمان ما يقوم به الجيش الإسرائيلي، تجاه أهل غزة والقدس، والاعتداءات وجرائم القتل والتدمير التي سنتها قوات الاحتلال على اطفال غزة الأبرياء، ما أدى إلى استشهاد الكثير من المواطنين الفلسطينيين، فقد بين رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، في بيان قام بتقديمه، لتوضيح موقف الملك سلمان والمملكة من القضية الفلسطينية، ووضح التحركات العاجلة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين منذ وقوع الانتهاكات التي يشنها الجيش الإسرائيلي، على أهل غزة والقدس، وقد كان من اهم تلم التحركات،، الدعوة لعقد قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي، وصولا إلى تكليف وزير الخارجية بمواصلة التحرك في إطار منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة والأطراف الفاعلة لدعم الموقف الفلسطيني ونصرة قضيته، والتي ساهمت بشكل واضح وظاهر، في حشد الدعم الإقليمي والدولي للشعب الفلسطيني، وحث الأطراف المؤثرة للضغط على سلطات الاحتلال لوقف الاعتداءات الهمجية ضد الشعب الفلسطيني، والتأكيد على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف.
موقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية، كانت المملكة دوماً الساندة والداعمة للشعب الفلسطيني، فمنذ زمن بعيد وملوك وحكام المملكة يقفون جنباً إلى جنب من أجل الوصول إلى نيل الشعب الفلسطيني حقوقه في العيش بأمان في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.