هل يهدم المسجد الاقصى في اخر الزمان

هل يهدم المسجد الاقصى في اخر الزمان، انتشرت الأخبار والمعلومات التي تخص المسجد الأقصى، الذي يشهد الصراعات الكثيرة بين المسلمين واليهود، والذي دعانا الله تعالى أن ندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة، فهو المسجد الذي شهد رحلة الإسراء والمعراج، وأرضه ستكون أرض المحشر والمنشر يوم القيامة، تُجمع على أرضه جميع الخلائق من كافة أنحاء الأرض، سيجمعهم الله تعالى ليحاسبهم، لذا تساءل الكثيرون هل يهدم المسجد الأقصى في آخر الزمان، هذا ما سنتحدث عنه في مقالنا اليوم.

علامات يوم القيامة هدم المسجد الأقصى

علامات يوم القيامة هدم المسجد الأقصى
علامات يوم القيامة هدم المسجد الأقصى

ينتظر المسجد الأقصى الجيش الذي سيُحرره في آخر الزمان، الجيش الإسلامي، الذي سيكون قائده المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، الذي لن يُبقي على أرضه يهودياً، إلى أن تقوم الساعة، فيحشر الله تعالى جميع مخلوقاته على الأرض المباركة، التي ذكرها في كتابه العزيز في سورة الإسراء، وهي أرض المسجد الأقصى، والبعض يتساءل، هل المسجد الأقصى سيُهدم آخر الزمان، وهل هدم المسجد الأقصى هو علامة من علامات يوم القيامة وعلامات الساعة، سنوضح لكم ذلك وفق ما بينه لنا علماء الدين والفقهاء.

موعد هدم المسجد الأقصى

موعد هدم المسجد الأقصى
موعد هدم المسجد الأقصى

لم يرد في القرآن الكريم ولا السنة النبوية الشريفة أي دليل شرعي على هدم المسجد الأقصى آخر الزمان، ولا حتى بقاؤه على وجه الأرض آخر الزمان، والواجب على المسلمين الاستيقاظ من السبات العظيم الذي حلّ بهم، وحماية المسجد الأقصى من كاف المؤامرات والصراعات التي تدور على أرضه.

كم مرة هدم المسجد الأقصى

كم مرة هدم المسجد الأقصى
كم مرة هدم المسجد الأقصى

انتشر الحديث التالي بين الكثير من المسلمين، عن معاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ أَوْ مَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ) رواه أبو داود ، وأشار فيه الناس إلى أن المقصود بهذا الحديث هو هدم المسجد الأقصى، وهذا غير صحيح حيث سنوضح لكم المقصود بهذا الحديث  حسب ما توصل له الكثير من العلماء، من خلال أقوالهم داخل الكتب التي تناولت الحديث عن المسجد الأقصى:

  • بداية الحديث السابق، ورد عن رجال الدين والعلامة عن ضعف الحديث السابق،  حيث ضعفه أهل العلم بسبب عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وهو ضعيف، وقد عدَّ الذهبي هذا الحديث من منكراته، كما في ” ميزان الاعتدال ” ( 4 / 265 )، وضعفه محققو مسند أحمد (36/352) ، وحسنه الحافظ ابن كثير والشيخ الألباني.
  • بين رجال الدين والعلماء، أن المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم : ( عمران بيت المقدس )، هي مدينة القدس، وليس المقصود خصوص المسجد الأقصى، بدليل أن الحديث الوارد قابل بيت المقدس المدينة، بيثرب المدينة أيضا، وهذا لا يلزم مأن يكون الحديث الشريف السابق يقصد المسجد الأقصى.
  • كما يمكن فهم الحديث على وجهين : أن بيت المقدس تخرب ثم تعمر، ويمكن فهمه على أن عمران بيت المقدس المقصود به كمال العمارة، وإلا فإن بيت المقدس لا تخرب.
  • جاء في كتاب “عون المعبود شرح سنن أبي داود” (11/270) : ” قال الأردبيلي في ” الأزهار “: قال بعض الشارحين:
    المراد بـ ” عمران بيت المقدس ” : عمرانه بعد خرابه ، فإنه يخرب في آخر الزمان ، ثم يعمره، والأصح : أن المراد بالعمران الكمال في العمارة، أي عمران بيت المقدس كاملا، مجاوزا عن الحد وقت خراب يثرب، فإن بيت المقدس لا يخرب.
  • قال الدكتور عبد العزيز مصطفى كامل حفظه الله : ” ليس بين أيدينا نص معصوم يدل على أن هدم المسجد الأقصى ممتنع قدرا، وليس شرطا أن ترد أحاديث الفتن بكل ما يقع، فكثير من الحوادث الجسام وقعت دون أن تذكر آية أو ترد في حديث، وبعضها أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه.
  • منع الدجال من دخول مساجد أربعة ، منها المسجد الأقصى ، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : ( وعلامته : يمكث في الأرض أربعين صباحا ، يبلغ سلطانه كل منهل ، لا يأتي أربعة مساجد : الكعبة ، ومسجد الرسول ، والمسجد الأقصى ، والطور ” – رواه أحمد في “المسند” (5/364) وقال الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (13/112) – .

هل يهدم المسجد الأقصى في آخر الزمان، من خلال كافة الأقوال التي وردت عن رجال الدين والعلماء والفقهاء، تبين أن المسجد الأقصى لم يرد دليل قاطع عن هدمه أو بقاؤه على وجه الأرض إلى يوم الدين، فلم يرد أيضا أنه سيتعرض للهدم أو سيبقى، وغيره، كما أنه هناك الكثير من الامور الجسام التي حدثت في المقدسات والمساجد ولم يرد لها دليل قاطع في السنة النبوية والقرآن الكريم، حيث أن الكعبة قد هدمت في زمن الحجاج، ولم يرد لها دليل في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كما ان الحجر الأسود قد نزع من الكعبة في زمن القرامطة ونقل إلى البحرين، ولم يرد لذلك ذكر في القرآن والسنة، لذا فقد وضح لنا علماء الدين والفقهاء بأنه لا يجوز لنا الحكم بوقوع أو عدم الوقوع، لهذا الامر، فقد يكون أوجده الله تعالى وسطره في القدر، دون أن تذكره الكتب ولا السنة النبوية الشريفة، لذا هل يهدم المسجد الاقصى هو من امور الغيب التي لا يعلمها إلا الله تعالى.

Scroll to Top