ما صحة حديث نزول جبريل ليلة القدر، إن شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركة، والذي يتميز أنها توجد فيه ليلة القدر وهي الليلة المباركة والعظيمة التي تتنزل فيها الرحمة والبركة من السماء كي تغفر الذنوب وتتضاعف فيها الأجور، وقد اختصها الله عز وجل أنه نزل فيها القرآن الكريم، ومن خلال السطور التالية من مقالنا هذا نود ان نتعرف على ما صحة حديث نزول جبريل ليلة القدر وما فضل تلك الليلة المباركة.
ليلة القدر
إن ليلةُ القدرِ تعتبر منْ اللياليْ العشرِ الأواخر من شهر رمضان الفضيل، حيث أنها غير معينة بليلة محددة، وقد ثبتَ في صحيحِ البخاريْ عنْ أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-، أن الرسول عليه الصلاة والسلام- قال: (فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ)، وقدْ اختَصها الله عز وجل بشأن عظيّم، فأنزلَ القرآن الحكيم فيّها في مرحلة منْ مراحل نزولهُ، قال الله عز وجل في كتابه:(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
شاهد أيضًا: دعاء ليلة القدر مكتوب لجميع الليالي الوترية في رمضان 2025
ما صحة حديث نزول جبريل ليلة القدر
حيث يعتبر حديث نزول جبريل ليلة القدر هو حديث صحيح، وبالتالي إنّ ليلةُ القدرِ تعتبر من الليالي التي تتنزل فيّها الملائكةُ بالرحمّة والبركة منْ عندَ الله عز وجل، وهِي تتنزلُّ على عبادِ الله المستغفرين له، والقائميّن على طاعته، فيسلمونَ عليهم، ويدعونَ لَهم، فتأتي البركة والرحمة عليهِم، ويَنزلُ في مِقدمَتُهم الوحي جبريّلَ -عليّه السلام-، قال تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) خلال تلك الليلةَ العظيمة لا تَظل بُقعّة على الأرضِ إلا وفيّها مَلكُ نَزلٌ بأمر من الله عز وجل، كي تضيقُ الأرضُ بّهم، وفي هذا حديث أبو هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى)، وذلك يشير على كثرةِ عددَ الملائكَة في تلك الأيَام.
شاهد أيضًا: اعمال ليلة القدر الاولى مفاتيح الجنان
ما هي علامات ليلة القدر
حيث من واجب المسلمين في كل مكان بتحري موعد ليلة القَدْر، والاطلاع على علاماتها التي تشير على حدوثها، مع الإشارة إلى أنّ العلامات التي تتعلق بها بها لا تظهر إلّا بعد حدوثها، ومن أهم تلك العلامات التي تشير اليها :
- شروق الشمسَ دونَ شعاع في اليوم التاليْ لليلةِ القدرِ، حيث ذكر عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-: (وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ).
- تنزل الملائكة في ليلةِ القدرِ أفواجًا أفواجًا، حيث جاء في قوله تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).
- اعتدالَ الجوَ في ليلةِ القدر، وبالتالي أنّه لا يُوصفُ بالبرودةِ أو الحرارّة، حيث رُوِي عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ).
- النقاءَ والصفاءَ، حيث رُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: (أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معَها يومَئذٍ).
شاهد أيضًا: ما هي علامات صباح ليلة القدر الصحيحة ووقتها وفضلها
ما هو فضل ليلة القدر
حيث خصها الله سبحانه وتعالى ليلة القدر بالكثير من الفضائل العظيمة والمباركة ومن بين تلك الفضائل التي وردت في القرآن والسنة كالتالي:
- تنزل القرآن الكريّم في ليلةِ القدرِ، هدايّة ورحمة للعالميّن، لقوله تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
- تُقدرُ في ليلة القدر الأرزاقَ والوقائع والأحوال، وتكتب فيها الملائكة الوقائع، والأعمال، وكلّ ما هو متواجد في السنة التي فيها ليلة القدر إلى السنة التي تليها، قال -تعالى-: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).
- تتسم ليلةَ القدر بالبركةِ، وفيّها من الخيرِ الوفير، والفضل الكبير، لقوله تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ).
- يعتبر العمل الصالح فيها أفضل من عمل ألف شهر فيما سواها، كذلك أنّ العبادة فيها خيرٌ من الطاعة في ألف شهر دونها، أي ما يقارب عمل ثمانين سنة لقوله تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
الى هنا نصل الى ختام المقالة والتي تعرفنا من خلالها الحديث عن ما صحة حديث نزول جبريل ليلة القدر وما فضل تلك الليلة المباركة وفضلها.