من بنى المسجد الأقصى إسلام ويب
كثرت الأحاديث الشريفة التي ورد فيها المسجد الأقصى والكثير من الأمور التي تتعلق بالمسجد الأقصى، وخاصة بناه، لذلك ولتوضيح من بنى المسجد الأقصى، سوف نذكر العديد من الأحاديث الشريفة التي بينت من هو النبي الذي بنى المسجد الأقصى، وهو كما يلي:
- (عَن أبي ذرٍّ الغَفاريّ قال: قلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أيُّ مسجدٍ وُضِعَ في الأرضِ أوَّلُ ؟ قال: المسجدُ الحرامُ. قلتُ: ثم أيُّ ؟ قال: المسجدُ الأقصى. قُلتُ: كم بينَهما؟ قال أربعون سنةً. وأينَما أدركَتْكَ الصَّلاةُ فَصَلِّ فَهو مَسجدٌ. وفي حديثِ أَبي كاملٍ: ثمَّ حَيثُما أَدركَتْك الصَّلاةُ فَصَلِّه فإنَّه مَسجدٌ).
- كما وقد بين الكثير من المفسرين ورجال الدين أن بناء المسجد الحرام، قَبلَ المسجِدِ الأقصى، حيث لله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ).
- ثمَّ أرجَعَ بعضُهم بناءَ المَسجِدِ الأقصى لنبيِّ الله سُليمانَ مُستَشهِدينَ بما يرويه عبد الله بن عَمرو- رضِيَ الله عنه- (عنِ النَّبيِّ صلَّ الله عليهِ وسلَّم قال: لمَّا فَرغَ سُليمانُ بنُ داودَ مِن بِناءِ بَيتِ المَقدِس سَأَل اللهَ ثلاثاً، حُكماً يُصادُف حُكمهُ ومُلكاً لا يَنبِغي لأَحدٍ مِن بَعده وألَّا يأتيَ هذا المَسجد أحدٌ لا يُريد إلاَّ الصَّلاة فيهِ إلَّا خَرجَ من ذُنوبِه كَيومِ وَلدتهُ أمُّه، فَقال النَّبي عليه الصّلاة والسّلام: أمَّا اثنتَانِ فقَد أُعطيهِما وأَرجو أن يَكونَ قَد أُعطيَ الثَّالثة)
- وَبالعَودة إلى روايةِ أبي ذرٍّ (قُلتُ: كم بينَهما؟ قال أربعون سنةً). يقولُ الإمامُ القُرطبيّ في الجامعِ لأحكامِ القرآنِ أنَّ ابن الجوزيّ ذَكَر أنَّ فيها إشكالًا؛ حيثُ بينَ نبيِّ الله إبراهيمَ الذي بنى الكَعبةَ ونبيَّ الله سُليمانَ الذي بَنى المَسجِدَ الأقصى ما يَزيدُ على أَلفِ عامٍ، ويَحلُّ ابن الجَوزيّ هذهِ المَسألة بقولِهِ أنَّ أوَّلَ البِناءِ بوضعِ القواعِدِ وحدِّ الحُدودِ، وليسَ إبراهيمُ من بنى الكَعبةَ ولا سُليمانَ من بَنى المسجِدَ الأقصى.
- إنَّما بنى الكَعبَةَ آدَمُ عليهِ السَّلام ثمَّ بناها إبراهيمُ تجديداً، وبَنى آدمُ أو بَعضُ أبنائِهِ المَسجِد الأقصى ثمَّ بناهُ سُليمانُ تجديداً.
- وأَورَدَ ابن حجر في الفَتح – كِتابُ أحاديثُ الأنبِياء: (إنَّ أوَّلَ مَن أسَّسَ المَسجد الأقصى آدم عليهِ السَّلام، وقِيل المَلائِكة، وقِيل سامُ بن نوح عليهِ السَّلام، وقيل يَعقوبُ عليه السَّلام، وقال كذلك: وقد وَجَدتُ ما يَشهَدُ ويُؤيدُ قولَ مَن قال: إن آدمَ عليه السَّلام هو الذي أسَّسَ كِلا المَسجِدين، فَذكَرَ ابنُ هِشام في كِتابِ التِّيجان أن آدم لمَّا بَنى الكَعبةَ أمَرهُ الله بالسَّيْر إلى بيتِ المَقدِس، وأن يَبنيَه، فَبَناه ونَسَكَ فيه).
مساحة المسجد الأقصى
المسجد الأقصى هو من بين أكبر المساجد على وجه الأرض، وهو من المساجد الثلاثة التي حث الرسول عليه الصلاة والسلام، إلى شد الرحال إليها، وقد سمي المسجد الأقصى بهذا الاسم، لبعده عن المسجد الحرام، فقد كان من أبعد المساجد عن اهل مكة والتي يُعظم زيارتها، فقد ذكره الله تعالى في كتابه العزيز حيث قال تعالى: “سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ”، حيث يطلق اسم المسجد الأقصى على السور وما يحيط به من قباب ومساجد ومآذن وغيرها، فكل ما يقع داخل السور يُسمى المسجد الأقصى، حيث يقع داخل البلدة القديمة في القدي في فلسطين، حيث يقع سور المسجد الأقصى في الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة المسورة، كما وقد بلغت مساحته ما يقارب 144,000 متر مربع، حيث أن المسجد الأقصى يشمل كل ما هو داخل سور المسجد الأقصى وهي: قبة الصخرة والمسجد القِبْلي والمصلى المرواني ومصلى باب الرحمة، والكثير من المعالم الأثرية، والتي بلغت 200 معلم.
من خلال الأحاديث السابقة يتبين لنا الاختلاف في من هو النبي الذي بنى المسجد الاقصى، حيث كان هذا الاختلاف لأن الأنبياء قد اشتركوا في بناء المسجد الأقصى، فمنه من بناه ومنهم من جدده وأعاد بناء أجزاء منه، كما وضع لنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ذلك في الأحاديث الشريفة السابقة التي بيناها لكم.