هل المسجد الأقصى هو بيت المقدس، المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فقد كان القبلة التي يتجه إليها المسلمون في صلاتهم قبل مكة المكرمة(الكعبة)، فقد باركه الله وبارك ما حوله، فإن دل على شيء فيدلّ على مكانة المسجد الأقصى عند الله تعالى، وهو من المساجد الثلاثة التي قال عنها الرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد، فقد كان المسجد الأقصى واحدا منهم، لذا فقد تساءل المسلمون هل المسجد الأقصى هو بيت المقدس، سنقدم لكم التفاصيل جميعها التي تتعلق بهذا التساؤل عبر مقالنا هذا، كما سنوضح أهمية المسجد الأقصى في الإسلام وعند المسلمين.
المسجد الأقصى
المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، حيث يقع هذا المسجد داخل البلدة القديمة بالقدس في دولة فلسطين، فقد بناه سيدنا آدم عليه السلام بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، كما انه جدير بالذكر أن المسجد الأقصى هو اسم يطلق على كل ما هو داخل السور الكبير الذي يمتلك الأبواب، والذي يقع أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة المسورة، حيث يحتضن مئتي معلما داخل اسواره، والذي يُشد الرحال إليه، وتتضاعف فيه أجر الصلوات، هو ومن حوله، لقوله تعالى في سورة الإسراء، قال تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” صدق الله العظيم، فقد ضم المسجد الأقصى العديد من المعالم والمساجد، والتي سنتعرف عليها من خلال قالنا، والآن سنقدم لكم مجموعة من الآيات والأحاديث التي تظهر أهمية المسجد الاقصى في نفوس المسلمين:
- قال موسى عليه السلام لقومه: ((يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ولا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ)) [الأعراف: 137].
- قال الله عنها: ((وأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ ومَغَارِبَهَا الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا)) [الأعراف: 137].
- وقال سبحانه ((سُبْحَانَ الَذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)) [الإسراء:1].
- قال ((ونَجَّيْنَاهُ ولُوطاً إلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)) [الأنبياء:71].
- قال ((ولِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا وكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ)) [الأنبياء 81].
- قال ((وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ القُرَى الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ)) [سبأ: 18].
- في قوله تعالى ((واسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ المُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ)) [ق: 41]، ورد في التفسير، أن المنادي في هذه الآية الكريمة هو إسرافيل، والذي ينادي من صخرة بيت المقدس.
- عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس سأل الله خلالا ثلاثا: حكما يصادف حكمة، وملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه؛ إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه”. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة”.
- عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: “قلت يا رسول الله: أفتنا في بيت المقدس”، قال: “أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره، قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: فتهدي له زيتا يسرج فيه، فمن فعل فهو كمن أتاه”.
- عن ذي الأصابع رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: “إن ابتلينا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟ قال: “عليك ببيت المقدس، فلعله ينشأ لك ذرية يغدون إلى ذاك المسجد ويروحون”.
الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة
المسجد الأقصى وقبة الصخرة يختلفان عن بعضهما، حيث أصبح هناك تداخلاً في المعلومات الدينية لدى الكثير من المسلمين، والتي وُجب علينا توضيحها بطريقة صحيحة وسلسة، من أجل تصحيح تلك المعلومات التي جمعها البعض بطريقة خاطئة، فقبة الصخرة هي جزء من معالم ومكونات المسجد الاقصى، فالمسجد الأقصى هو الأعم، وقبة الصخرة هي الجزء المتجزأ من المسجد الأقصى، حيث يضم المسجد الأقصى السور وما بداخله، من قبة الصخرة والجامع القبلي والقباب والمآذن وغيرها، أما قبة الصخرة فسوف نذكر بعض المعلومات عنها وهي:
- بني مسجد قبة الصخرة في عهد عبد الملك بن مروان.
- يعتبر مسجد قبة الصخرة جزء من المسجد الاقصى.
- يقع مسجد قبة الصخرة داخل أسوار المسجد الأقصى.
- استمر بناء مسجد قبة الصخرة ست سنوات.
- بني مسجد قبة الصخرة في العام ستمائة وخمسةٍ وثمانين ميلادية،
- قبة الصخرة تأخذ الشكل الثماني المضلع.
- مسجد قبة الصخرة له أربعة أبواب.
- إضافة إلى ذلك فإن مسجد قبة الصخرة يستند على دعامات وأعمدة أسطوانية عديدة.
- الصخرة المشرفة تتوسط مسجد قبة الصخرة، فيه على شكل دائرة.
- الصخرة المشرفة لها مكانة دينية مرموقة، فهي التي كانت معراج الرسول عليه الصلاة والسلام، إلى السماوات العلى في رحلة الإسراء والمعراج.
- وصل ارتفاع قبة الصخرة نحو مترا ونصف عن مستوى أرضية المسجد.
- فوق الصخرة هناك قبة على شكل دائري، مطلية بالذهب الخالص، قطرها وصل إلى عشرين متر، أما عن ارتفاعها فقد وصل خمسة وثلاثين متر.
- في قمة القبة هلال ارتفاعه خمسة أمتار.
المسجد الأقصى من الداخل
سبب تسمية المسجد الأقصى بهذا الاسم، فقد ورد العديد من الأسباب التي تسببت بتسمية المسجد الأقصى، منها لأنه أبعد المساجد التي تُزار، وقيل لبعده عن الخبائث والأقدار، وغيرها، فقد أطلق على المسجد الأقصى العديد من الأسماء والتي يُذكر منها، المسجد الاقصى، إيلياء، وبيت المقدس، وغيره من الأسماء، فقد ضم المسجد الأقصى:
- الجامع القبلي.
- المصلى المرواني.
- مصلى الأقصى القديم.
- مسجد قبة الصخرة.
- مسجد البراق.
- مسجد المغاربة.
- جامع النساء.
- واجهة المسجد والشرفة.
- القباب وهي: قبة الصخرة، قبة السلسلة، قبلة النحوية، قبة الأرواح، قبة النبي سليمان، قبة النبي الخضر، قبة المعراج، قبة الميزان، قبة يوسف آغا، قبة النبي موسى، قبة النبي، قبة يوسف، قبة عشاق النبي، قبة الشيخ الخليلي، قبة النبي عيسى.
- المآذن، ويحتوي المسجد على أربع مآذن: مئذنة باب المغاربة، مئذنة باب الغوانمة، مئذنة باب السلسلة، مئذنة باب الأسباط.