انواع الفوز يوم القيامة، الجنة هي دار الفائزين، ومن فاز بالجنة فقد فاز بأعلى مايطمح إليه أي إنسان من جزاء، وحقق أعظم فوز يخطر ببال بشر، فالفوز يجمع بين السلامة من الشرور، والظفر بالخيرات والنعيم، ولايكون ذلك الفوز إلا بمحبة الله عز وجل، والإيمان به وطاعته واتباع رسوله قال تعالى: “وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَخْشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ”. ومن خلال مقالنا سوف نتحدث عن الفوز و انواع الفوز يوم القيامة.
تعريف الفوز
الفوز جائزة المجتهد في انجاز المهمة الموكلة اليه في أي من أعمال الدنيا والدين، فالعبد يفرح بالجائزة الكبرى من الله تعالى بالرضا عنه وادخاله في جنات نعيم يوم القيامة، ويمكن تعريف الفوز لغوياً واصطلاحاً على النحو التالي:
- تعريف الفوز لغوياً: وهو الظفر بالأمنية والخير، والنجاة من الخوف والمكروهات.
- أما تعريف الفوز اصطلاحاً: لايختلف تعريف الفوز اصطلاحاً عن معناه في اللغة فقد جاء معنى الفوز في القرآن الكريم بمعانيه المعروفة الظفر والنجاة ففي قوله تعالى: “فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ”. فيمكن تعريف الفوز اصطلاحاً: بأنه الظفر بالخير الحق، وأنه النجاة من المحذور حقاً، واستخدمت الحق لأن يمكن أن يكون الظفر بشيء باطل أو الخوف والرهبة من شيء باطل، فالمرهوب منه حقاً هو ما حذر الله منه عباده، والخير الحق هو ما حبب الله به عباده وشوقهم إليه.
شاهد أيضاً: ماهو الذنب الذي لا يغفره الله أبدا مع ذكر الآية
انواع الفوز يوم القيامة
الفوز هو الغاية التي يسعى إليه كل مؤمن، ويشمر لها العارفون الأكياس، والتي شوق الله إليها في كتابه فقال: “لمثلِ هذا فليعمل العاملون”. فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم ثلاثة أنواع من الفوز وهم:
- الفوز المبين: إن الفوز المبين يتجلى معناه في نجاة العبد من النار فقط بأن يصرف الله عنه العذاب، ويتزحزح عن النار، ولم يرد ذكر الجنة في هذا الفوز بل معناه النجاة من النار ذلك الفوز المبين، كما أن الفوز المبين لم يذكر في القرآن إلا بموضعين حيث يتجلى معناه واضحاً في سورة البروج في قوله تعالى: “قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ، مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ “.
وفي سورة الجاثية في قوله تعالى: “فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ “. - الفوز الكبير: وهو دخول المسلم الجنة يوم القيامة، ولكن لم يذكر بهذا الفوز الخلود في الجنة، ولم يوصف درجة نعيمها، وذكر في القرآن في موضع واحد في سورة البروج في قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ”.
- الفوز العظيم: هو أعلى أنواع الفوز وهو الفوز برضى رب السموات والأرض، فهو أكبر من نعيم الجنة، وهو الغاية التي يسعى إليها العابدون والنهاية التي كان يأملها المحبون، والفوز العظيم ذكر فيه كثير من الآيات التي وصف فيها الجنة ونعيمها، ورضى الله على ساكنيها.
وصف الفوز في القرآن الكريم
فقد ورد وصف الفوز العظيم في ثلاثة عشرة موضعاً في كتاب الله سنذكر بعضاً منهم للتوضيح وليس على سبيل الحصر على النحو التالي:
- قال تعالى في سورة التوبة: “وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.
- وقد قال تعالى في سورة المائدة: “قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.
- وقوله تعالى في سورة النساء: “تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.
- قوله تعالى في سورة يونس: “لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.
- وفي قوله تعالى في سورة الحديد: “يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.
شاهد أيضاً: هل الجن تحبس في رمضان اسلام ويب
أسباب الفوز يوم القيامة
- الفوز بالجنة هو الغاية التي يسعى من أجلها كل مسلم، ليظفر بالخير والسلامة فمن أسباب الفوز بالجنة مايلي:
الإيمان بالله عز وجل، والأعمال الصالحة. - الصدق مع الله والناس فقد أخبر الله عز وجل أن الصظق ينفع الصادقين يوم القيامة.
- الخوف من الله عز وجل وتقواه، ومراقبة الله في السر والعلن.
- الجهاد بالنفس والمال.
- الصبر على الابتلاءات.
- الوفاء بعهد الله وبالبيعة مع الله.
- طاعة الله ورسوله والقول السديد.
ثمرات الفوز عند الله يوم القيامة
أجمل ما يفوز به العبد رضا الله سبحانه وتعالى عنه في الدنيا ويوم القيامة، وتتجلى ثمرات فوز المسلم عند الله سبحانه وتعالى فيما يلي:
- الزحزحة والبعد عن النار ودخول المسلم جنات النعيم.
- الخلود في جنات النعيم.
- رضوان الله على الفائزين وهو أكبر من جنات النعيم.
- المساكن الطيبة في الجنة التي اعدت للفائزين.
- البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
- أن الله يغفر للفائزين ذنوبهم ويدخلهم جنات النعيم.
ان الله سبحانه وتعالى معطاء فعطائه ليس له حدود ولا يمكن قياسه، فالعبد الصالح ينعم برضا الله في الدنيا والآخرة ليصل الى أعلى المراتب ويفوز بالجنة بإذن الله، وهو الهدف والغاية العظمى من خلق الإنسان وجعله خليفة الله على الأرض، الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا بالتعرف على انواع الفوز يوم القيامة.