ماهو الذنب الذي لا يغفره الله أبدا مع ذكر الآية، من رحمة الله على عباده أنه فتح باب التوبة لهم، فالله عز وجل يدعو عباده للتوبة لو بلغت ذنوبهم ومعاصيهم ما بلغ، فهو واسع المغفرة لا يعاجل المخطئون بالعقوبة، ويمهل العصاة للإنابة إليه، ليغفر لهم ذنوبهم مهما بلغت، والمؤمن ليس معصوم من الخطأ وليس هو في منأى من الهفوة، قال صلى الله عليه وسلم: “كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين”. ومن خلال مقالنا سنجيب على السؤال الذي شغل محركات البحث كثيراً ماهو الذنب الذي لا يغفره الله أبدا مع ذكر الآية ؟
تعريف الشرك
الشرك من الكبائر العظيمة التي تُغضب الله من العباد وتكون عاقبتها الخلود في نار جهنم، وللشرك معنى لغوياً ومعنى اصطلاحياً، اذ يمكن تعريف الشرك على النحو التالي:
- الشرك لغوياً: ويعني المشاركة، فحين يكون أمر بين اثنين فيكونان فيه شركاء، أي كل منهما شريك الآخر في الأمر كله أو في جزء منه، وهذه الشراكة تكون في التجارة أو في الأرض وغيرها.
- الشرك اصطلاحاً: وهو أن يعطي الإنسان ما هو خالص لله عز وجل للمخلوق، كأن يعطي الألوهية أو الربوبية أو صفة من صفات الله تعالى للمخلوقات، فحينها يكون العبد قد أشرك بالله، بجعله مع الله مخلوقاً نداً له جل وعلا، فإن جعل العبد لله نداً في الألوهية او الربوبية أو أي صفة او اسم لله فقد أشرك به. وهو في قول النبي صلى الله عليه وسلم، حين سأله عبدالله بن مسعود أي ذنب أعظم؟ فقال صلى الله عليه وسلم: “أن تجل لله نداً وهو خلقك”.
شاهد أيضاً: ما هي مكروهات الصيام اسلام ويب
ماهو الذنب الذي لا يغفره الله أبدا مع ذكر الآية
إن أعمال العباد لاتحبط إلا بالذنوب، وهناك ذنوب تحتاج إلى توبة فقط كأن يقوم الشخص بفعل ذنب، كشهادة الزور، أو عقوق الوالدين، أو الرياء ويريد التوبة منه ليغفر الله له فعليه وقتها أن يقلع عن الذنب، ويرد الحقوق إلى أصحابها، ويمكنه أن يتصدق، ويصلي ويصوم ويداوم على الاستغفار كلما تذكر هذا الذنب، لقوله تعالى: “وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ”.
إلا أن هناك ذنب لايغفره الله عز وجل لعباده وهو الشرك بالله، فإن هذا الذنب لا يغفره الله أبداً، ولا يوجد ذنب غير هذا الذنب لايُغفر لقوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا “.
شاهد أيضاً: ما صحة دعاء اللهم يا مغير الأحوال غير حالي الى احسن حال
أنواع الشرك
يعد الشرك من الكبائر التي لا يغفرها الله لعباده، ويكون جزاءه النار خالداً فيها، اذ أن الشرك نوعان ولكل نوع تعريفه وحكمه وفيما يلي بيان أنواع الشرك
1. الشرك الأكبر
وهو أن يقوم المكلف بجعل إلهاً آخراً يتقرب إليه بأي نوع من العبادات التي لايستحقها إلا الله جل وعلا سواء كانت العبادات قولية أو فعلية أو قلبية، فقد أشرك بحق الله في ألوهيته وربوبيته باعتقاد المكلف أن هناك مخلوق آخر يستحق أن يتقرب إليه، والحكم الشرعي لمن يقع في الشرك الأكبر هو خروجه من ملة الإسلام، ويخلد في النار إن لم يتب عن ذنبه في الدنيا لقوله تعالى: “وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا”.
أنواع الشرك الأكبر
للشرك الأكبر أنواع متعددة وهي:
- أن يطلب الإنسان حاجته من غير الله فيتوجه له ويتذلل له بالدعاء.
- الخوف فهي عبادة لا تصرف إلا لله عز وجل، فيخاف العبد من مخلوقات كالإنس أو الجن ويعظمهم لخوفه منهم.
- شرك المحبة كأن يحب العبد غير الله محبة فيها ذل وخضوع لدرجة أن يعمل المحرمات ليسعد من يحبهم.
2. الشرك الأصغر
والشرك الأصغر أن يكون العبد موحداً لله عز وجل إلا أنه قد يخدش إخلاصه لله بأن يصدر منه بعض تصرفات كأن يصلي أمام الناس ويطيل بالسجود والركوع لكي يثني الناس على صلاته، فهو يتعبد لله ويحسن بالتعبد من أجل ثناء الآخرين عليه، وحكمه أنه من الكبائر لكنه لاينقض الإسلام ولا يهدم ركن من أركانه لقوله صلى الله عليه وسلم محذراً منه: “إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء”.
أنواع الشرك الأصغر
للشرك الاصغر أنواع متعددة وهي:
- أن يحلف العبد بغير الله.
- أن يقول الإنسان ماشاء الله وفلان والصح أن يقول ماشاء الله ثم فلان.
- الرياء وهو أن يفعل العبد طاعة ويتقنها من أجل ثناء الناس عليه.
خلق الله سبحانه وتعالى العباد وجعل لهم مهمة في الدنيا ألا وهي عبادة الله وتوحيده، والتذلل له في طلب العون والرزق، فإن أشرك العبد بالله فقد ضل ضلالاً عظيماً لا مغفرة له بعدها، الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا بالتعرف على ماهو الذنب الذي لا يغفره الله أبدا مع ذكر الآية.