حكم قتل النفس بغير حق شرعي

حكم قتل النفس بغير حق شرعي، وضع الدين الإسلامي منذ مجيئه العديد من الضوابط والأحكام الشرعية التي تحكم حياة البشر، في كافة مجالات الحياة، سواء الدينية أو الدنيوية، وفي ذلك حفاظاً على الدين والنفس والنسل والعقل والمال، حيث وضع الأحكام الشرعية بما يُحافظ على هذه الأساسيات الخمسة، وهذه الأساسيات الخمسة مُرتبة حسب الأولوية فيها، حيث قدم الله حفظ الدين على جميعهم، كما حرص الإسلام على الحفاظ على النفس البشرية فقام بتحريم القتل، ووضع له حدوداً شرعية، وفي هذا المقال سنعرض لكم حكم قتل النفس بغير حق شرعي.

حكم قتل النفس بغير حق شرعي

حكم قتل النفس بغير حق شرعي
حكم قتل النفس بغير حق شرعي

حرم الدين الإسلامي قتل النفس البشرية، حيث أنها من أكبر الكبائر التي حرمتها الشريعة الإسلامية، كما يُعد القتل من الجرائم البشعة، لذلك حرم الدين الإسلامي قتل النفس بغير حق شرعي، وقد أمر الدين الإسلامي بتطبيق حُكم القصاص في القتل، حيث ان القاتل يُقتل، وقد قال تعالى في سورة البقرة: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، ومنذ مجي الإسلام حرص على الحفاظ على دماء المسلمين وأموالهم وفروجهم، ولا يجوز استحلالها إلا فيما أحله الله فيه وأباحه، وقد جعل الدين الإسلامي قتل النفس بغير حق شرعي من كبائر الذنوب، اذاً فإن حكم قتل النفس بغير حق شرعي هي حرام شرعاً.

شاهد ايضاً: حكم من لم يقضي صيام رمضان

ما حكم إزهاق الروح عند الله

ما حكم إزهاق الروح عند الله
ما حكم إزهاق الروح عند الله

وقد بينت نصوص الشريعة الإسلامية في القرآن الكريم والسنة النبوية حكم قتل النفس بغير حق شرعي، فالقتل يُعد من الكبائر المُحرمة التي يتوعدها الله بالعذاب الشديد، وقد نهى الله سبحانه وتعالى في آيات القرآن الكريم عن قتل النفس بغير حق، حيث قال تعالى في سورة الإسراء: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ}، وجزاء من يقتل نفساً بغير حق هو غضب الله ولعنته، ويُخلد في نار جهنم، حيث قال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.

كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على تجنب كل ما يُفضي الى القتل حتى لو كان مُزاحاً، مثل توجيه السلاح في وجه شخص آخر مازحاً معه، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار)، فإذا كان مُجرد توجيه السلاح تجاه مُسلم آخر مُزاحاً من الأمور المنهي عنها في الشريعة الإسلامية، لأنه قد يؤدي الى القتل بغير قصد، فكيف بمن يقوم بقتل نفس بشرية بغير حق شرعي؟ وكيف بمن يُزهق أرواح الأبرياء ويُروع المسلمين ويُرمل النساء ويُيتم الأطفال الصغار بدون اي حق ومن أجل مقاصد وأهداف دنيوية؟ لذلك جاء الدين الإسلامي وحرم قتل النفس بغير حق، وجعلها من أكبر الكبائر والذنوب.

هل تقبل توبة القاتل عمدا

هل تقبل توبة القاتل عمدا
هل تقبل توبة القاتل عمدا

أما عقوبة من قتل نفساً بغير حق هي غضب الله سبحانه عليه ولعنته والطرد من رحمته، والخلود في نار جهنم في الآخرة، والقصاص في الدنيا، ولكن يتساءل الكثير من الاشخاص هل تقبل توبة القاتل عمداً؟ اي اذا قام مُسلم بقتل مُسلم آخر بغير حق ثم تاب الى الله تعالى هل تُقبل توبته؟ نعم من الممكن أن تُقبل توبة قاتل النفس بغير حق، حيث ان الله سبحانه وتعالى يغفر جميع الذنوب إلا الشرك به، اذاً تُقبل توبة القاتل عمداً ولكن في ذلك عدة شروط ومنها ما يلي:

  • إذا تاب القاتل إلى الله توبة نصوحة وعمل عملاً صالحاً تقبل الله توبته وغفر ذنبه.
  • أن يُمكن أهل المقتول من نفسه حتى يأخذوا حقهم من القصاص، أو يعفو عنه، حيث ان الله تعالى يغفر ظلم العبد لنفسه بينه وبين ربه تعالى، ولكن لا يترك حق عباده.
  • وفي ذلك قال ابن القيم  ـ رحمه الله ـ في مدارج السالكين وغيره: “إذا تاب القاتل من حق الله وسلم نفسه طوعا إلى الوارث ليستوفي منه حق موروثه سقط عنه حق الله بالتوبة وحق الأولياء بالاستيفاء، أو الصلح، أو العفو، وبقي حق المقتول يعوضه الله تعالى عنه يوم القيامة عن عبده التائب المحسن ويصلح بينه وبينه، فلا يذهب حق هذا ولا تبطل توبة هذا”.

متى يكون القتل مباح في الإسلام

متى يكون القتل مباح في الإسلام
متى يكون القتل مباح في الإسلام

إن حكم قتل النفس بغير حق شرعي مُحرم شرعاً كما نصت عليه الشريعة الإسلامية، حيث أن دم المسلم حرام وماله حرام وعرضه حرام، كما وضحت الشريعة الإسلامية بعض الحالات التي يُباح فيها القتل، وهي الحالات التي يكون فيها تعدي على شرع الله وحق المسلمين، عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة”.

شاهد ايضاً: هل الرعاف يبطل الصيام وما الحكم من ذلك

عرضنا لكم في هذا المقال حكم قتل النفس بغير حق شرعي، ومتى تُقبل توبة القاتل عمداً، كما وضحنا لكم متى يكون القتل مباح في الإسلام.

Scroll to Top