متى نزل القران على الرسول صل الله عليه وسلم، القرآن الكريم وهو الكلام المنزل من الله عزوجل، علي سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، بواسطة الجبريل عليه السلام، حيث نزل الوحي علي الرسول الله، ولقنه أولي كلمات في القرآن الكريم، وهي “اقرأ”، والتي كانت أول آية في القرأن الكريم، حيث يعتبر القرآن هو المعجزة التي تحدي بها الرسول قومه، لاسيما بأنهم أهل اللغة والفصاحة، وبالتزامن مع شهر رمضان المبارك، والذي له علاقة وارتباط خاص بالقرآن الكريم، وهو من أبرز الأحداث التي حدثت في شهر رمضان، والمهمة في تاريخ الأمة الأسلامية والعربية، وفي سطور المقال سوف نتعرف علي متى نزل القران على الرسول صل الله عليه وسلم .
متى نزل القران على الرسول صل الله عليه وسلم
هناك ارتباط قوي بين شهر رمضان المبارك، والعديد من الأحداث المهمة والعظيمة التي حدثت في التاريخ الأمة الإسلامية والعربية، حيث أن من ابرزها هو نزول القرآن الكريم علي النبي محمد صل الله عليه وسلم، حيث ذكر في كتاب الله تعالي: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان”، فقد بدأ نزول القرآن والوحي وبداية النبوة في ليلة القدر، في قوله تعالي: “إنا أنزلناه في ليلة القدر”، حيث أفادت العديد من الأحاديث الصحيحة بأن نزل القران علي الرسول الله صل الله عليه وسلم في يوم الإثنين قبل أن يطلع الفجر، في ليلة 21 من رمضان، وهي التي توافق العاشر من أغسطس عام 610م، حيث كان عمر النبي صل الله عليه وسلم في وقتها 40 عاماً.
بداية نزول القرآن والوحي
وفي رواية بداية نزول القرآن والوحي علي النبي محمد صل الله عليه وسلم، حيث كان النبي صل الله عليه وسلم يبتعد عن أهل مكة، وهذا لأنهم يعبدون الأصنام، ويذهب إلي غار حراء في جبل قريب، وكان ياخذ معه طعامه وشرابه، ويبقي في الغار أياماً طويلة، يفكر ويتدبر في كيف ومن خلق هذا الكون، وفي يوم من أيام شهر رمضان المبارك، وبينما كان النبي الله يتفكر في خلق السماوات والأرض، أنزل الله سبحانه وتعالي عليه جبريل، وقال للرسول: “اقرأ”، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما أنا بقارئ”، وكرّرها عليه جبريل 3 مرّات، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في كل مرّة: “ما أنا بقارئ”. وفي المرّة الأخيرة قال الملك جبريل عليه السلام: (اقرأ باسم ربّك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربّك الأكرم . الذي علّم بالقلم . علّم الإنسان ما لم يعلم). سورة العلق .
وقد كانت ههذ الآيات الكريمة أول ما نزل من القرآن الكريم، فحفظ النبي ما قاله جبريل عليه السلام، وعاد إلى زوجته السيدة خديجة خائفا مذعورا ويرتجف، فقال لها: “زمّليني، زمّليني” (يعني: غطّيني). ولما هدأت نفسه وذهب عنه الخوف، أخبر زوجته بما رأى وسمع، فطمأنته وقالت له: “أبشر يا ابن عم، إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة”.
ويذكر بأنه تم انقطاع الوحي عن النبي صل الله عليه وسلم، ولم يأتي إليه جبريل لفترة، وقد ترك ذلك الانقطاع في النبي صل الله عليه وسلم شدة وكآبة وحزناً، ولكن هذا الانقطاع كانت له عدة من الأهداف، والتي كان منها أن يزول الخوف والرعب عن النبي صل الله عليه وسلم وأن يتهيأ لنزول الوحي عليه مرة ثانية، وأن يحدث عنده الترقب والشوف والانتظار، وقد كان صل الله عليه وسلم قد عاد من عند ورقة بن نوفل إلي حراء ليواصل جواره في غاره، ويكمل ما تبقى من شهر رمضان، فلما انتهى شهر رمضان وتم جواره، نزل من حراء صبيحة غرة شوال ليعود إلى مكة حسب عادته.
دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوادي فسمع مناديا، فنظر عن يمينه فلم يرَ شيئا ونظر عن يساره فلم يرَ شيئا، ونظر أمامه فلم يجد شيئا، فرفع رأسه شيئا فشيئا؛ فإذا الملك الذي جاءه بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فجثى النبي منه رعبا حتى هوى إلى الأرض، فأتى خديجة فقال: “زملوني زملوني، دثروني وصبوا عليَّ ماءً باردا”، ففعلت ذلك، فهبط عليه جبريل ليفجّر طاقاته الروحية، فخاطبه ونزل قول الله تعالى: (يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر)، وهذه الآيات هي بدء رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، فراح النبي يدعو كل من يتوسم فيه الاستجابة للدين، فكان أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق، ومن النساء زوجته خديجة، ومن الصبيان ابن عمه علي بن أبي طالب.
شاهد ايضاً: ما الآية التي تدل على فضل القرآن الكريم ونزوله في شهر رمضان
المراحل التي نزل فيها القرآن الكريم
وقد ورد في العديد من الروايات التي نقلها الينا العلماء في نزول القرآن الكريم، حيث أنه نزل القرآن الكريم علي الرسول الله صل الله عليه وسلم علي عدة من المراحل، والتي تتلخص في النقاط التالية وهي:
نزول القرآن كاملاً مرة واحدة
كانت المرة الأولي حيث نزل القرآن الكريم علي النبي صل الله عليه وسلم في ليلة القدرة، وهي ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، وذلك في قوله تعالي: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ”، حيث أنه نزل مرة واحدة من السماء الي الدنيا، وكان في البداية بمواقع النجوم، وبعدها نزل علي الرسول الله صل الله عليه وسلم، طبقاً للاحداث والمواضع الحادثة .
نزول القرآن بشكل متفرق
والتي كانت علي مدار 23 عاماً طبقاً للأحداث والواقعة، وفي قوله تعالي: “وَقُرآنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلًا”، والقرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الذي نزل بشكل متفرق دون باقي الكتب السماوية الأخري، والخاصة بالرسل السابقين.
ما هي المدة التي استمر فيها نزول القرآن الكريم
وقد استمر نزل القرآن الكريم ما بين البعثة النبي صل الله عليه وسلم، وحتي وفاته، وهي المدة الكاملة التي كانت فيها الدعوة الي الله 23 عاماً، وكان القرآن الكريم خلال تلك الفترة كاملاً، بجمع آياته ومعانيه، فقد نزل الوحي علي الرسول الله صل الله عليه وسلم، وهو لديه 40عاماً من العمر، وهي مرحلة النضج والحكمة، وهي الهدف من نزول القرآن الكريم علي النبي الكريم في هذا العمر .
شاهد ايضاً: من هي حارسة القرآن الكريم
الحكمة من نزول القرآن الكريم بشكل متفرق
وقد كان هناك حكمة بالغة وقوية من نزول القرآن لكريم بشكل متفرق علي النبي صل الله عليه وسلم، حيث كان ينزل القرآن ما بين الحين والأخر، وفي المواقف التي تحتاج الي توضيح الألهي، كما وتعود الحكمة من نزول القرآن الكريم بشكل متفرق:
- تثبيت قلب الرسول الكريم.
- أن يسهل على الناس فهمه وحفظه والانتفاع به عن طريقة قراءته لهم شيئًا فشيئًا ويقول الله تعالى في ذلك{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا}.
- تحفيز الناس لقبول ما ورد في القرآن به وانتظارهم لنزول آيات غيرها حتى يعملون بها، خاصة أنهم وجدوا أنها تتفق مع مجريات حياتهم وتُجيب عن الكثير من الأمور التي تدور في خلدهم، خاصة فيما يخص التفريق بين الحق والباطل كما حدث في موقعة الإفك على سبيل المثال.
- الوصول في التشريع لدرجة الكمال، ومن ذلك آيات الخمر التي لم تقم بتحريم الخمر على دفعة واحدة، بل حرمته بشكل تدريجي لإعطاء الفرصة للناس في هذا الوقت للعمل بما جاء في هذه الآيات ويعتادون على هذه الشرائع بعد ذلك، ومن ثم نزل النهي المطلق عن تناوله.
شاهد ايضاً: علام يدل نزول القران الكريم بقوله تعالى اقرا باسم ربك الذي خلق
والي هنا وصلنا لنهاية المقال، حيث تعرفنا في السطور السابقة كيفية نزول القرآن الكريم علي النبي صل الله عليه وسلم، ومتى نزل القران على الرسول صل الله عليه وسلم .