هل يجوز الصيام بدون نية، من المواضيع المهمة والتي طرحت بالتزامن مع حلول شهر الصيام على الأمة العربية والإسلامية، وكذلك العديد من الأيام السنة من شهر شعبان والأيام من شهر ذي الحجة وغيرها، وسوف نتعرف على تفسير جواز الحكم من ذلك هل يجوز الصيام بدون نية عبر تناول السطور التالية من المقالة.
ما المقصود بنية الصوم
إن المقصود من نيّة الصوم هي ما ينوي به الصائم في نفسه ويعقد العزم به للصوم، حيث تعتبر من شروط صحّة الصيام، وجاء هذا بإجماع أئمة العلم، حيث قال تعالى في سورة البيّنة( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) وقد وضح أئمة العلم أنّ الإخلاص هو النيّة، والصوم من العبادة، فيلزم لكلّ عبادةٍ نيّة والله أعلم.
شاهد أيضا: حكم صيام النصف الاخير من شعبان
هل يجوز الصيام بدون نية
فيما يتعلق بجواز الصيام بدون نيّة حيث وضح أصحاب العلم أنّه لا يصحّ الصوم بدون نيّة، وهذا حسب ما ورد من اتفاق المذاهب الأربعة، وبإجماع أئمة العلم على هذا، حيث استدلّوا بعدم جوازه من حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم، الذي رواه عنه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قال فيه:( إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمَن كانَت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ لدنيا يُصيبُها أوِ امرأةٍ يتزوَّجُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ).
وأيضا اعتبار الصيام من العبادات المحضة، ومن الأركان التي بني عليها الإسلام حيث لا تكتمل الا بقصد النيّة، كذلك أنّ الصوم هو الإمساك في اللغة والدين، وما يميّز المعنى الديني عن اللغويّ هو قصد النيّة فيه، وتختلف النية بين صوم النافلة والفريضة والنذر وغيرها، ويكون الاختلاف على النحو التالي:
- نية الصوم في الفريضة: إن الحكم هنا لا يصحّ صيام المسلم في الفريضة من غير قصد النيّة للصيام، ويكون عقد النيّة في كل ليلة قبل يوم الصيام.
- نية الصوم في النافلة: بينما عن نية الصوم في النافلة فإنّ النيّة شرط لصحّة صيام تلك النافلة، ولكن لا يشترط لها الزمن لعقدها، والله أعلم.
- نية صيام القضاء: إنّ صيام القضاء تأتي أحكامه تحت أحكام صيام الفريضة، وأيضا النيّة في صيام القضاء يشترط فيها التبييت في عزمها قبل يوم الصيام، والله ورسوله أعلم.
- نية صوم النذر: إن ذكر نية صوم النذر، فقد يعني أنّ النيّة في صوم النذر هو واجب ويجب تحقيقها وتبييتها من الليل، والله ورسوله أعلم.
- نية صوم الكفارات: إنّ الشريعة الإسلاميّة وضحت أنّ الصيام الواجب ومن الضروري فيه من تبييت النية، وصوم الكفارات يعدّ من قبل صيام الواجب، لهذا يشترط لتمام صحته تبييت النيّة قبل الفجر والله أعلم.
- نية صوم التطوع: حيث أنه لا بد من ذكر نية صوم التطوع فيما في حال كان يجب فيه تبييت النيّة، أم لا يشترط له هذا، والحكم في صوم التطوع هو حكم النافلة، وبالتالي لا يشترط للنيّة وقتٌ مخصص ما لم يقرب المفطرات في نهاره والله ورسوله أعلم.
شاهد أيضا: متى صيام ايام البيض لشهر شعبان 1446
ما هو وقت نية الصوم
إن وقت نية الصوم، والذي ذهب اليه أصحاب العلم أنّ نية الصوم في الفريضة لا بد تبييتها من الليل قبل طلوع الفجر، فقد روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “عن حفصةَ قالتْ : لا صيامَ لمنْ لم يُجمِعْ قبلَ الفجرِ” بينما عن صوم النافلة فلا يشترط فيها تبييت النية من الليل.
أحكام النية في الصيام
إن من أحكام النية في الصيام الجزم في نية الصوم ، و حكم صوم تردد في نية الصوم الواجب، وحكم من علق الصوم، وحكم صوم من تردد في قطع نية الصيام وغيرها من الأحكام التي تتعلق بالنية فيما يلي كالتالي:
أولا: الجزم في نية الصوم
حيث يعد حكم التردد في نيّة صوم الواجب غير جائز، وصيام المسلم في حال تردد في نية صومه غير صحيح، وهذا هو مذهب جمهور أصحاب العلم. لأنّ النية هي قصد القلب على فعل الشيء، والتردد ينافي العزم، لهذا فإنّ الجزم في نية الصوم واجبة على المؤمن.
ثانيا : حكم تعليق الصوم
كأن يعقد المسلم نية الصوم على قول في حال كان رمضان غدًا فإنه بإذن الله صائمٌ ويعتبر فرضٌ عليّ، وصيامه بهذا صحيح، لأن تردده كان في توضيح ثبوت الشهر وليس في نيّته.
ثالثا: حكم صوم من تردد في قطع نية الصيام
بينما عن من تردد في قطع نية الصيام فصيامه صحيح ما دام لم يجزم بقطع صيامه وفق ما جاء في مذهب الشافعية والحنابلة والحنفية وغيرهم من العلماء والله أعلم.
شاهد أيضا: حكم دعاء نية صوم رمضان
الى هنا نصل الى نهاية المقالة والتي تطرقنا الحديث من خلال فقراتها السابقة الحديث عن هل يجوز الصيام بدون نية وما هي أحكامها.