ما هو مرض التصلب الجانبي الضموري وأسبابه وأنواعه وطرق علاجه

ما هو مرض التصلب الجانبي الضموري، إنه مرض يصيب الجهاز العصبي، وبالتالي يؤثر على الخلايا العصبية للدماغ والحبل الشوكي، وتلك الخلايا العصبية تنقل الرسائل من المخ والحبل الشوكي الى أجزاء عضلات الجسم الإرادية، منها الذراعين والساقين، حيث في البداية يهاجم العضلات البسيطة، ويظهر أعراض خفيفة، ومن ثم يفقد الجسم القدرة على الحركة بصورة كاملة تدريجيًا، إلى أن يصل لمرحلة فشل في العضلات، ومن خلال السطور التالية من المقالة سوف نتطرق الحديث عن ما هو مرض التصلب الجانبي الضموري، وأسبابه وطرق تشخصيه وعلاجه.

ما هو مرض التصلب الجانبي الضموري

ما هو مرض التصلب الجانبي الضموري
ما هو مرض التصلب الجانبي الضموري

إن مرض التصلب الجانبي الضموري يصنف ضمن فئة الأمراض المزمنة في الجهاز العصبي، وبالتالي ينتج عنه اضطراب مميت في الخلايا العصبية الحركية لأنه يؤثر على الخلايا العصبية داخل النخاع الشوكي والدماغ المسؤولة عن نقل الرسائل من النخاع الشوكي والدماغ لكافة عضلات الجسم الإرادية، كما يحدث في الساقين والذراعين، وغالبا ما تبدأ الأعراض في الظهور بنسبة بطيئة، حيث يلاحظها العديد مع مرور الوقت.

وبشكل تدريجي تفقد الخلايا العصبية القدرة على التحكم في الحركة، وبالتالي يفقد الجسم القدرة على الحركة بالكامل الى أن تصل إلى مرحلة فشل عضلات الصدر، وخلال تلك المرحلة يفقد المريض القدرة على التنفس حيث يسبب فشل في التنفس، ومن الجدير بالذكر إلى أن ذلك المرض أكثر انتشارا عند البالغين الذين تتجاوز أعمارهم بين 40 و 60 سنة، والرجال أكثر عرضة للإصابة بذلك المرض من السيدات، ويطلق على ذلك المرض “مرض لو جيريج” نتيجة إصابته به لاعب البيسبول الأمريكي المشهور Lou Gehrig الذي لعب مع فريق New York Yankees المشهور على مستوى العالم.

أسباب مرض التصلب الجانبي الضموري

أسباب مرض التصلب الجانبي الضموري
أسباب مرض التصلب الجانبي الضموري

لن يستطيع العلماء بعد من تحديد السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى موت الخلايا العصبية الحركية، وبالتالي حاولوا أن ينسبون ما يقارب 5-10٪ من الحالات المرضية إلى التغيرات الجينية الى جانب بعض الأسباب الأخرى التي سوق نذكرها على النحو التالي:

  • الطفرات الجينية: عين العلماء اثني عشر تغييرًا جينيًا يمكن أن يسبب التصلب الجانبي الضموري.
  • مشاكل الاستجابة المناعية: يمكن للجهاز المناعي مهاجمة الخلايا العصبية الطبيعية بصورة سلبية، حيث يؤدي إلى وفاتها.
  • مشاكل الميتوكوندريا: إن الميتوكوندريا بأنها أبرز أجزاء الخلية التي تتحكم في إنتاج الطاقة، وبالتالي في حال ظهرت أي مشاكل فيها يمكن أن تؤدي الى التصلب الجانبي الضموري.
  • ضعف نقل البروتين وتراكمه: يمكن أن يؤدي التراكم غير الطبيعي للبروتينات في الخلايا العصبية إلى تدميرها، والذي يتعلق أحيانا بالتغيرات الجينية.
  • الإجهاد التأكسدي: إن الخلايا في الجسم بحاجة إلى الأكسجين لإتمام عملية إنتاج الطاقة، ولكن في معظم الأحيان يمكن تحويل بعض جزيئات الأكسجين المستخدمة للطاقة إلى مواد سامة تعرف باسم الجذور الحرة، والتي بدورها تؤدي الى تلف الخلايا العصبية.
  • يحدث اختلال التوازن الكيميائي: مادة كيميائية تعرف باسم الجلوتامين تبعث إشارات عصبية من وإلى الدماغ ، ويعرف الجلوتامين بأنه نوع من الناقلات العصبية التي تحيط بالخلايا العصبية في السائل النخاعي، وبالتالي يؤدي تراكم الجلوتين في الفراغات بين الخلايا العصبية إلى تلفها.

أنواع التصلب الجانبي الضموري

أنواع التصلب الجانبي الضموري
أنواع التصلب الجانبي الضموري

توجد أنواع متعددة من التصلب الجانبي الضموري، حيث تنقسم في غالب الأحيان إلى نوعين رئيسيين، وسوف نتعرف عليهم على النحو التالي:

أولا: التصلب الجانبي الضموري الفردي

أولا: التصلب الجانبي الضموري الفردي
أولا: التصلب الجانبي الضموري الفردي

إن ذلك النوع يحدث بشكل عشوائي دون وجود أسباب خطر لتزايد المرض، وهذا النوع الأكثر انتشارا، وبالتالي يصيب قرابة 95٪ من الحالات، حيث لا يكون للمرضى موعد طبي من الإصابة به.

ثانيا: التصلب الجانبي الضموري الوراثي أو الواسع الانتشار

ثانيا: التصلب الجانبي الضموري الوراثي أو الواسع الانتشار
ثانيا: التصلب الجانبي الضموري الوراثي أو الواسع الانتشار

يحدث ذلك النوع من التصلب الجانبي الضموري حال وجود جينات المرض في جينات العائلة، ومن الجدير بالذكر إلى أن ذلك النوع يصيب فقط قرابة 5-10٪ من حالات المرض المبلغ عنها، وفي حقيقة الأمر أن تلك الأعراض من التصلب الجانبي الضموري تستند على المناطق المصابة من الجهاز العصبي المركزي، وتختلف تلك الأعراض من شخص لآخر، ومعظم الأحيان ما تحدث الأعراض المبكرة في مناطق محددة من الجسم وتكون غير متماثلة، أي أنها تحدث في جانب واحد من الجسم وليس كلاهما، ومع مرور الزمن يبدأ المرض بالخطورة تدريجيًا وتصبح العلامات والأعراض أكثر وضوح على جانبي الجسم، تضعف عضلات كلا الجانبين، حيث يؤدي الى فقدان التوازن، وفيما يلي أعراض مرض التصلب الجانبي الضموري، بالاعتماد على منطقة الدماغ المصابة:

  • أعراض تلف النخاع المستطيل: يقع ذلك الجزء في النصف السفلي من جذع الدماغ وهو مسؤول عن إدارة الكثير من وظائف الجسم؛ منها ضغط الدم والتنفس ومعدل ضربات القلب، والأعراض في تلك الحالة هي كما يلي:
  • مشاكل في التنفس.
  • فقدان القدرة على التحدث بوضوح.
  • بحة في الصوت.
  • صعوبة في البلع.
  • زيادة إفراز اللعاب
  • ضمور اللسان.
  • تآكل العضلات.
  • ضعف العضلات واسترخائها.
  • مشاكل التنفس الناتجة عن ضعف الحجاب الحاجز وعضلات الجهاز التنفسي الأخرى.

شاهد أيضا: معلومات عن مرض اللاعب خالد الزيلعي وما علاج مرضه

المضاعفات الرئيسية للتصلب الجانبي الضموري.

المضاعفات الرئيسية للتصلب الجانبي الضموري.
المضاعفات الرئيسية للتصلب الجانبي الضموري.

حيث في غالب الأحيان قد يشكو معظم الأشخاص المصابون بالتصلب الجانبي الضموري من مضاعفات خطيرة، ومن أبرزها :

  • الاضطرابات العقلية: يمكن أن يؤثر مرض التصلب الجانبي الضموري سلبًا على الخلايا العصبية في الدماغ، حيث يتسبب في مشاكل في الذاكرة واتخاذ القرار، وبالتالي قد يؤدي في النهاية إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف عند معظم الأفراد.
  • اضطرابات النطق: مع مرور الزمن يبدأ غالبية الناس في صعوبة التحدث والتحدث، وحيث يصبح كلامهم غامضًا وغير مفهوم.
  • مشاكل الأكل: تحدث نتيجة تلف العضلات المسؤولة عن عملية البلع حيث يؤدي إلى الجفاف وسوء التغذية.
  • مشاكل التنفس: تلك واحدة من أكثر مضاعفات الوفاة انتشارا بين الأفراد المصابين بتلك الحالة، وتنجم بسب فشل العضلات المرافق للجهاز التنفسي.

تشخيص التصلب الجانبي الضموري

تشخيص التصلب الجانبي الضموري
تشخيص التصلب الجانبي الضموري

إن الطبيب يعتد على مجموعة من الاختبارات لتشخيص التصلب الجانبي الضموري، حيث لا يزال من الصعب تشخيص ذلك المرض مبكرًا نتيجة أوجه الشبه الكبيرة بينه وبين الكثير من الأمراض العصبية الأخرى. تشتمل غالبية الاختبارات الأكثر انتشارا التي يمكن أن تساعد الطبيب في تحديد الحالة ما يلي:

  • التحليل العام للبول والدم: تساعد تلك الاختبارات في تحييد الأسباب المتوقعة الأخرى للأعراض المرضية.
  • تخطيط كهربية العضل: يساعد ذلك الاختبار الطبيب على استبعاد مشاكل العضلات الأخرى التي قد تكون كذلك سببًا لأعراضك.
  • فحص التوصيل العصبي: يقيس ذلك الاختبار قدرة الأعصاب على إرسال نبضات إلى عضلات متعددة في الجسم، حيث يسهل اكتشاف تلف الأعصاب.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: من المعروف أن ذلك الاختبار له قيمة كبيرة في الكشف عن وجود قرص في الرقبة أو أورام العمود الفقري أو معظم الحالات الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى أعراض مشابهة.
  • البزل القطني: في ذلك الاختبار يتم أخذ عينة من السائل النخاعي وإرسالها للفحص المعملي.
  • خزعة العضلات: يتم إجراء ذلك الاختبار في حال اشتبه أخصائي الرعاية الصحية أن المريض يعاني من اضطراب عضلي وليس التصلب الجانبي الضموري، يتم إجراء ذلك الاختبار من خلال أخذ خزعة مباشرة من العضلات.

شاهد أيضا: ما هو مرض التصلب اللويحي وما هي أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

ما هي طرق علاج التصلب الجانبي الضموري

ما هي طرق علاج التصلب الجانبي الضموري
ما هي طرق علاج التصلب الجانبي الضموري

حيث لا يتمكن الأطباء تقديم العلاج المناسب التصلب الجانبي الضموري بالكامل، حيث يوجد هناك عددًا من العلاجات المتوفرة لتقليص شدة المرض، ومنع المضاعفات، وتأخير تفاقم الأعراض والسيطرة على التغيرات العقلية والجسدية والاجتماعية التي تتعلق بالمرض، وتحوي أنواع العلاج فيما يلي:

  • العلاج الدوائي: حيث لا يوجد علاج لذلك المرض، ولكن توجد عدد من الأدوية التي يمكن أن تساعد في تخفيفه، وريلوزول دواء معتمد لعلاج التصلب الجانبي الضموري وبالتالي يمكن أن يطيل عمر المريض الى عدة أشهر ولكن من المستحيل التخلص منه بشكل نهائي من الأعراض، لهذا يضطر الطبيب إلى وصف أدوية أخرى لتقليص شدة الأعراض، مثل:
  • ثنائي كبريتات الكينين والديازيبام والباكلوفين ، والتي تساعد في علاج التشنجات العضلية.
  • تساعد مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات والعقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات والمورفين والعقار المضاد للاختلاج جابابنتين في السيطرة على الوجع.
  • مزيج من فيتامين ب 12 وفيتامين ب 1 وفيتامين ب 6 مفيد لرفع نسبة التوتر العاطفي.
  • العلاج الطبيعي: ذلك النوع من العلاج مفيد في حال كنت تعرف آلية التعامل مع مشاكل الحركة والألم، ويعالج المعالج الفيزيائي المصاب باستعمال ما يلي:
  • يساعد على أداء تمارين منخفضة التأثير الغرض منها زيادة قوة العضلات وتحسين صحة القلب وتحسين اللياقة البدنية دون بذل مجهود إضافي.
  • التأكد من توافر الأدوات اللازمة لعملية النقل مثل كرسي متحرك وعكاز للمشي.
  • إرشاد المريض لاستعمال بعض التقنيات التي تساعد على التحرك بسهولة، مثلا المنحدرات.
  • استعمال تقنيات وأجهزة تكيفية لمساعدة المريض على القيام بأعماله اليومية.
  • تدريب المريض على استعمال أشياء أخرى لتعويض الضعف في الذراع واليد.
  • الرعاية الغذائية: يعاني الأفراد المصابون بالتصلب الضموري من صعوبة في البلع حيث يجدون صعوبة في الحصول على ما يكفي من الغذاء، لهذا ينصح بالاتصال بأخصائي التغذية لمساعدتهم على إعداد الطعام الذي يسهل عليهم ابتلاعه.
  • علاج النطق: يؤثر التصلب الضموري لغشاء الجنب سلبًا على العضلات المستخدمة في عملية النطق، وحيث يصبح من الأفضل تعليم المريض معظم الأساليب والتقنيات المفيدة كي يكون كلامه واضحًا ومفهومًا.
  • العلاج التنفسي: خلال المراحل المتأخرة من المرض يعاني المريض من صعوبات في التنفس نتيجة الى ضعف عضلات الجهاز التنفسي، وهنا يصبح من الضروري استعمال الكمامات التنفسية خاصة في الليل.

شاهد أيضا: أعراض نقص فيتامين ب١٢ من تجاربكم

الى هنا نصل الى ختام المقالة والتي تعرفنا من خلالها على ما هو مرض التصلب الجانبي الضموري وأسبابه وأنواعه وطرق علاجه.

Scroll to Top