هل يجوز للحائض زيارة المقابر وماحكمه

هل يجوز للحائض زيارة المقابر، من الأحكام الشرعية والتي لا بد من معرفتها والاستدلال عليها، حيث لا شك أن المرأة تكون بحاجة الى زيارة القبر لمن تم فقدانه وعزيز عليها، وقد تكون المرأة خلال تلك الرغبة فترة الحيض او ما شابه من المراحل الأخرى لديها، وفي سياق تناول المقال سوف نتعرف على معنى زيارة القبور، وما حكم زيارة القبور للنساء، وهل يجوز للحائض زيارة المقابر.

ما المقصود بزيارة القبور

ما المقصود بزيارة القبور
ما المقصود بزيارة القبور

إنَّ زيارة القبور تعتبر من الأمور التي يقوم بها الفرد المسلم، وعليه فلا بد علينا أن نعلم المفهوم الصحيح لزيارة القبور، حيث جاءت المقابر في اللغة لجمع مقبُرة، أو مقبَرة بفتح الباء وضمها، والمقابر جمع قبر، وهو مدفن الإنسان ويطلق عليه قبر الميت، في حال دفنه، ويقال أقبر الميت: في حال أمر بدفنه، وأيضا فسر أئمة العلم قوله تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} أي جعله مقبورًا ويعني مدفونًا، ولم يجعله مما يلقى على وجه الأرض للطير والسباع تأكله.

في حين أن المقابر تعني في الشرع مدافن الأموات، وهي ديار الموتى وبيوتهم، وعليها تنزل الرحمة على محاسنهم، فإكرام تلك المنازل واحترامها من تمام محاسن الشريعة الإسلامية، بينما الزيارة المقابر تعني قصد المزور إكرامًا له، واستئناسًا به، وعليه فزيارة المقابر المقصود منها السلام على الأموات والدعاء لهم وأخذ العظة من هذه الزيارة؛ وهي على نوعين هما :

  • النوع الأول: الزيارة الشرعية وتكون بالسلام على الميت، والدعاء له، وتلك هي الزيارة التي ذكرت عن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما زار أهل البقيع.
  • النوع الثاني: الزيارة البدعية وتعني زيارة أهل الشرك، وأهل البدع الذين يقصدون دعاء الأموات والاستغاثة بهم، وطلب الحوائج، وذلك لم يفعله أحد من السلف الصالح من الصحابة والتابعين وغيرهم.

هل يجوز للحائض زيارة المقابر

هل يجوز للحائض زيارة المقابر
هل يجوز للحائض زيارة المقابر

اختلف أئمة العلم بتوضيح حكم زيارة النساء للقبور، وبناءَ على ذلك الخلاف، فقد ذهب عدد منهم الى أنه لا مانع من المرأة من زيارة المقابر وهي حائض ويعتبر جائز، حيث لا يوجد فرق إنْ كانت المرأة الزائرة للقبور حائضًا أو طاهرةً، حيث قالوا أنه يجوز لها الزيارة في كلتا الحالتين.

ما حكم زيارة القبور للنساء

ما حكم زيارة القبور للنساء
ما حكم زيارة القبور للنساء

إن حكم زيارة القبور للمرأة مكروه وذلك ما أجمع عليه المذهب الشافعي، وبالتالي إن زيارة القبور للمرأة مسألة خلافية بين أئمة العلم، وذلك لأن المرأة في حال علمت من نفسها أنها في حال زارت المقابر، صدر عنها ما لا يجوز من قول، أو فعل ومنها تجديد بكاء ونياحة، وتضييع لحق زوجها، وتبرج وسفور، وحصول فتنة لها أو لغيرها فتكون تلك الزيارة مكروه وحيث نهى عنها أئمة العلم، بينما في حال خلت الزيارة مما سبق، فإن للعلماء في حكم الزيارة ثلاثة أقوال:

  • القول الأول: أن زيارة المقابر للمرأة غير جائز، ويعتبر قول عند الحنفية والمالكية والشافعية ورواية عن أحمد.
  • القول الثاني: إن زيارة المرأة للقبور مكروهة، ويعتبر قول عند الحنفية والمالكية وقال به جمهور الشافعية وهو المذهب عند الحنابلة.
  • القول الثالث: أن زيارة المرأة للقبور مباحة، وهو الأصح في مذهب الحنفية، وقال به معظم المالكية وبعض الشافعية.

شروط جواز زيارة النساء للقبور

شروط جواز زيارة النساء للقبور
شروط جواز زيارة النساء للقبور

لقد ذكر أهل العلم ان يجوز للنساء زيارة المقابر ولكن في حال توافرت مجموعة من الشروط التي وضعها الشرع الإسلامي وجاءت الشروط على النحو التالي:

  • يجب أن لا تخرج متزينة متعطرة، بل تكون ساترة محتشمة بالزي الشرعي.
  • يجب أن لا تختلط بالرجال.
  • أن تذهب مع أحد محارمها في حال كانت المقبرة خالية أو بعيدة أو موحشة.
  • يجب أن تلتزم بالسكوت والوقار داخل المقبرة، فتعد من غير صوت ولا عويل ولا صراخ او بكاء.
  • يجب أن يكون الغرض من زيارة المقابر العظة والاعتبار والنظر في المآل.
  • أن لا تخرج المرأة بغير إذن زوجها، ولا سيما المعتدة حيث لا تخرج لزيارة المقابر خلال عدتها؛ لو كان قبر زوجها.

وبهذه الأحكام والأدلة الشرعية التي وضعناها لكم نصل بكم الى ختام هذه المقالة، وقد وضحنا هل يجوز للحائض زيارة المقابر، كما تعرفنا على ما حكم زيارة القبور للنساء كما ذهب أهل العلم، وذكرنا شروط جواز زيارة النساء للقبور.

Scroll to Top