رفع العقوبات عن ايران، الأيام القادمة كفيلة أن توضح سير المباحثات بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الايرانية وصدق جديتها وما ستؤول اليه الأحداث، فقد أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية بإحرازها تقدماً جيداً أثر محادثات قام بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير مع نظيرته وزيرة الخارجية للملكة المتحدة ليز تراس، حول رفع العقوبات عن إيران، وقد أكدت الخارجية الإيرانية بأن الوفود المفاوضة المتواجدة في فينا تعمل بجد من أجل التوصل لاتفاق جيد. ومن خلال مقالنا سوف نتحدث عن رفع العقوبات عن ايران.
رفع العقوبات عن ايران
إن التوصل لاتفاق جاد وملموس، يتطلب إرادة قوية حازمة لاتخاذ قرارات سياسية شجاعة وواقعية من جانب الدول الأوربية، ذلك بهدف التوصل لاتفاق دائم فيما بين الطرفين، ورفع العقوبات عن إيران، ولقد أكدت من جهتها وزيرة الخارجية للمملكة المتحدة ليز تراس عن تحقيقهم لإنجازات متقدمة في عملية التفاوض حول رفع العقوبات عن إيران، وأكدت على استمرار المحادثات بغية التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين، كما وأكدت أن العلاقات بين بريطانيا وإيران تساعد في خدمة مصالح البلدين، كما وتحدثت الوزيرة تراس عن أملها بحل القضايا العالقة بين طهران ولندن، في القريب العاجل، بما في ذلك قضايا القنصلية التي تتعلق بالسجناء، وقضايا سداد المتأخرات لطهران، في ظل تعاون دائم ومستمر بين البلدين تحت بند المبادئ الأساسية، كما وأكد من جهته مسؤول أمريكي في تصريح صحفي، أن المحادثات الأخيرة التي حدثت في فينا كانت من أكثر المحادثات كثافة، والتي أدت إلى إحراز تقدم في تقليص الخلافات مع إيران، وأنه حان الوقت لقيامهم باتخاذ قرارات سياسية.
واشنطن بإدارة بايدن تقرر رفع العقوبات عن إيران لتسهيل التفاوض معها
قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية: أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قامت مساء يوم الجمعة الموافق للرابع من نوفمبر لعام 2025، بإعفاء إيران من العقوبات، ودخولها بمحدثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، وذلك بشأن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، كما وتهدف هذه المحادثات الغير مباشرة لعودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاتفاقية، ورجوع إيران للامتثال لها، كما وتم التوصل إلى الاتفاق في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وقد تعهد الرئيس جو بايدن بمحاولته لإعادة الولايات المتحدة لهذا الاتفاق.
وبهذا الصدد أرسلت الوزارة الخارجية تقريراً إلى الكونغرس الأمريكي موقعاً عليه من قبل وزير الخارجية أنتوني بلينكن، موضحاً في التقرير، أن الإعفاء سيساهم في تسهيل المحادثات في فينا بشأن العودة المتبادلة والتوصل إلى اتفاق كامل وشامل بين إيران ومجموعة من الدول والتي كان من بينها ألمانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، ويطلق على هذه الاتفاقية، اسم خطة العمل الشاملة المشتركة، كما وأضاف هذا التقرير أن الإعفاء يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في فرض قيود على الأنشطة النووية الإيرانية، ومن جانبه علق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير بأن الإجراءات الأمريكية بشأن رفع العقوبات عن إيران،بأنهاجيدة ولكنها غير كافية، وقال أيضاً معقباً على ذلك بأنهم أبلغوا الجانب الأمريكي أن عليهم رفع العقوبات بشكل عملي، وأن مايحصل على الورق هو عمل جيد لكنه غير كافٍ لإظهار حسن النية بالفعل.
نقاط خلاف جوهرية أمريكية وإيرانية
إن حديث الطرفين الإيراني والأمريكي بشأن المفاوضات النووية والاقتراب من نهايتها، هذا لايلغي في العقول فكرة الفجوة المتبقية التي لاتقل صعوبة عما تم التوصل إليه، فالجانب الأمريكي يؤكد من جهته أنم لم يتبقى سوى أسابيع قليلة قبل ضياع الفرصة للعودة إلى الاتفاق النووي، وأن عودة الولايات المتحدة للاتفاق يعني ضياع المزايا التي سوف توفرها واشنطن لإيران، وفي مقابل ذلك فإن إيران تعتبر حديث المُهل ماهي إلا ضغوطات نفسية عليها، ولن تدفعها لتقديم تنازلات، كما وتبقى النقطة الجوهرية في خلاف إيران مع واشنطن، هي أن إيران تسعى لرفع حزمة كبيرة من العقوبات المفروضة عليها والتي تتخطى حزمة العقوبات الكبيرة التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما أن إدارة بايدن مازالت مصرة على بعض العقوبات غير النووية، كالعقوبات المتعلقة بملفات الإرهاب وحقوق الإنسان، إضافة لذلك من الخلافات أن إيران تطالب بضمانات قانونية لمنع أي إدارة أمريكية قادمة من الانسحاب من الاتفاق النووي، إلا أن الادارة الأمريكية ترد بعدم قدرتها على تأمين مثل هذا الشرط من قبل الكونغرس الأمريكي، والجدير بذكره، أن هناك أكثر من 160 نائباً جمهورياً في مجلس النواب، قدموا رسالة للرئيس الأمريكي جو بايدن مؤكدين فيها أنه لم يمتلك السلطة لتقديم أي ضمانات تطالب بها طهران في هذا المجال.
محادثات بين إيران وكوريا الجنوبية
وبعد الحديث عن بدء رفع العقوبات عن إيران، قام المصرف المركزي الإيراني بالإعلان عن بدئه بإجراء محادثات مع كوريا الجنوبية بهدف الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة لديها منذ بدء فرض العقوبات الأمريكية على طهران، والبالغ قدرها سبعة مليار دولار أمريكي، وجاء إعلان المصرف الإيراني هذا بعد إعلان من كوريا الجنوبية بأن هناك محادثات يقوم بها وفد مالي نفطي إيراني في سول، كما واعتبرت وكالة بلومبيرغ الأمريكية أن هذه الخطوات هي أولى الخطوات لإيران بهدف عودتها لسوق النفط حال تم رفع العقوبات عنها، والجدير بالذكر هنا أن كوريا الجنوبية تعتبر المستورد الرئيسي للخام الإيراني.
ما زالت المباحثات مستمرة بين الطرفين الايراني والأمريكي في خطوة للخروج من الازمة التي استمرت لسنوات ما بين شد وجذب بين الطرفين، ما بين القوى الامريكية بجبروتها وسيطرتها على العالم والقوة الايرانية الموالية لروسيا والتي تهدد بالمشروع النووي الخاص بها، الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا بعنوان رفع العقوبات عن ايران.