هل طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين، من أبرز الأسئلة الدينية والتي تم تداولها خلال تلك اللحظات عبر محركات البحث المختلفة، حيث أن من الواجب على كل مرأة مسلمة تكون على دراية وعلم بالأحكام الشرعية حسب ما وردت ونصت عليها مصادر الإسلامي، ومن بين تلك الأحكام التي يبحثون من أجل التعرف عليها مع الدليل، هل طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين، وهو حديث مقالنا الذي سوف نتطرق الحديث بالإجابة عليه مع بيان شروط طاعة الزوجة لزوجها.
حكم طاعة الزوجة لزوجها
تعتبر طاعة الزوجة لزوجها في الإسلام واجبة، وحيث ذكرت العديد من النصوص الشرعية التي توضح حكم وجوب طاعة الزوجة لزوجها، فقد ورد في سورة النساء قول الله تعالى ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا).
حيث أن الدليل في هذه الآية على أنَّ الطاعة للزوج واجبة على الزوجة، فوصف الله تعالى الرجال أنهم قوامون على النساء يلزم المرأة الطاعة، وذكر الطبري في تفسير تلم الآية: “هذا تفضيل الله تبارك وتعالى إياهم عليهن، ولهذا صاروا قواما عليهن نافذي الأمر عليهن فيما جعل الله إليهم من أمورهن”.
حيث تحدَث العديد من أئمة العلم في موضوع وجوب طاعة الزوجة لزوجها في الدين الإسلامي ووضعوا الأدلة على العديد من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، ونذكر فيما يلي بعض تلك الأقوال:
- جاء في فتاوى اللجنة الدائمة داخل المملكة العربية السعودية ما يلي: “الأخلاق التي على الزوجة اتباعها تجاه زوجها: أن تطيعه فيما أمرها به من المعروف مادام في حدود طاقتها، وأن تحفظه في عرضه وماله وأولاده، وترعاه في أهله، وأن لا تمتنع منه في حال دعاها إلى الفراش، وأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه، وأن تقوم بما يلزم مثلها من أعمال البيت”.
- ذكر الإمام الألباني: “الزوج له من الطاعة على زوجته كالحاكم المسلم على شعبه، الحاكم المسلم الذي يحكم بما أنزل الله وبما جاء به نبي الله صلى الله عليه وسلم، في حال نهى الشعب المسلم عن شيء مباح في الأصل يصبح ذلك الشيء حراماً..”، والله تعالى أعلم.
هل طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين
إنَّ طاعة الزوج في الإسلام مقدمة على طاعة الوالدين كما قال أئمة العلم والفقه في غير مكان وغير كتاب من كتب الفقه والدين، حيث أن القرآن الكريم يعتبر المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامي والسنة النبوية تعد المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي أوضحا على أنَّ للزوج حقًا على زوجته، وأنَّه واجب على الزوجة أن تطيع زوجها وأن تُحسن معاشرته وأن تقدم طاعته على طاعة أبويها وطاعة إخوانها وأخواتها كذلك، فالزوج هو جنة المرأة وهو نارُها كذلك.
وقد ذكر نبي الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: ( لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ).
وحيث ذكر الشيخ الألباني عبر كتابه آداب الزفاف “فإذا وجب على المرأة أن تطيع زوجها في قضاء شهوته منها، فبالأولى أن يجب عليها طاعته فيما هو أهم من هذا مما فيه تربية أولادهما، وصلاح أسرتهما، والى هذا من الحقوق والواجبات”.
وقد ورد عن عبد الله بن أوفى أنَّه قال “لمَّا قدِمَ معاذٌ منَ الشَّامِ سجدَ للرسول صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالَ: ما هذا يا مُعاذُ؟ قالَ: أتيتُ الشَّامَ، فوافقتُهُم يسجُدونَ لأساقفتِهِم وبطارقتِهِم فوَدِدْتُ في نَفسي أن نفعلَ هذا بِكَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: فلا تفعَلوا؛ فإنِّي لو كُنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لغيرِ اللَّهِ لأمَرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لا تؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها ولو سألَها نفسَها وَهيَ علَى قتَبٍ لم تمنعْهُ”والله تعالى أعلم.
ما هي شروط طاعة الزوجة لزوجها
حيث وضع الدين الإسلامي جملة من الشروط التي يجب على الزوج أن يقدمها في طاعة زوجته له، ويمكن تحديد تلك الشروط في الأمور على النحو التالي:
- أن يحرص الزوج على ألَّا يسبب الضيق على زوجته في طاعته، فلا يأمرها بأمور تؤذيها ولا يحبسها ولا يهينها ولا يقلل من قيمتها ولا يهين كرامتها، ولا يجبرها على فعل الأمور التي لا تقدر على فعلها، وذلك أمر الله وارد في قول الله تعالى في سورة النساء {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}.
- أن تحرص المرأة على أن تطيع زوجها في الأشياء التي أحلها الله عز وجل، ولا تطيعه فيما حرم الله تبارك وتعالى، فلا يجوز للمرء أن يطيع أحدًا من العالمين في معصية الله جلَّ لز، اقال رسول الله -صلَّى الله عيله وسلَّم- في الحديث الشريف: “لا طاعَةَ لمخلوقٍ في مَعصيةِ الخالق).
والى هنا نصل الى نهاية المقالة والتي تعرفنا من خلالها على هل طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين، كما تعرفنا علىىما هي شروط طاعة الزوجة لزوجها.