هل التبرع بالاعضاء حرام، يعتبر هذا التساؤل من ضمن احدى اهم التساؤلات التي تم طرحها من قبل المسلمين، ويعتبر امرا هاما ويتوجب على المسلمين معرفته وذلك تبعا لكثرة سماع هذه المواضيع، حيث الكثير من الناس يقوم بالتوصية بعد موته في التبرع بلاعضاء، او التبرع بلاعضاء على قيد الحياة، ومن المتعارف بان جسم الانسان هو امانة لديه وسوف يسال عنه يوم القيامة، والواجب المحافظة عليه، ولذلك فاننا سنتعرف في هذا المقال على اجابة سؤال هل التبرع بالاعضاء حرام.
هل التبرع بالاعضاء حرام
يعتبر هذا المواضيع من ضمن احدى المواضيع الهامة التي يتم طرحها، وكان فيه خلاف بين العلماء فمنهم من اجازه ومنهم من توقف فيه، فالتبرع بلاعضاء كالكلية واليد والقلب او الرجل او غيرها، فانه قد توقفت عليه صدور قرار من هيئة كبار العلماء، فالتبرع بلاعضاء له صورتين:
- الصورة الاولى: ان يكون قد تبرع في حياته بعضو منه ويتم نقله وهو حيا، فاذا كان العضو هذا مما تتوقف عليه حياة المتبرع كالقلب او الراس، فلا يجوز التبرع به، لانه التبرع يعتبر انتحارا، والقاء في النفس الى التهلكة، وهو امر حرام شرعا، في اذا كان التبرع بلاعضاء يتسبب في تعطيل عن واجب او فقدان وظيفة من وظائف الجسم، مثل التبرع بالرجلين او اليدين، والذي يقوم بتسبب الانسان بالعجز عن كسب لقمة عيشه، والقيام في واجباته، او كان التبرع بلاعضاء يضر بصاحبه في احداث تشوهات في خلقته، فلا نرى الا ان الضرر سيقام بمثله، اي انه عند التبرع برجل لشخص اخر، فان الضرر سوف يكون نفسه على صاحب التبرع، فبهذا لا يجوز التبرع او التشويه في قول الله تعالى : “ولقد كرمنا بني آدم”، ويقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه”، واما العضو الذي لم يكن نقله ضرر على المتبرع، وتحققت المصلحة والنفع الى المتبرع اليه، فلا حرج عليه باذن الله، فالتبرع به في هذه الحالة هو من باب الاحسان وتفريج كرب، وتعاون على البر والخير.
- الصورة الثانية: ان يتم التبرع بلاعضاء وهو حيا، ويتم نقلها بعد ان يموت هو، وهو ان يتم التبرع بالعضو على ان يتم نقله بعد موت المتبرع، فالراجح هو جوازه، لما فيه بالكثير من المصالح التي قامت الشريعة الاسلامية بمراعاتها، واثبات في ان مصالح الاحياء تتقدم على مصلحة المحافظة على حرمة الاموات، وهنا تتمثل مصالح الاحياء في عملية نقل الاعضاء من الاموات المتبرعين الى المرضى المحتاجين الذين قد توقفت عليهم حياتهم، وان شفائهم من المرض هو امر مستعصي، والله اعلى واعلم.
هل التبرع بالاعضاء بعد الموت حرام ابن باز
واجب على المسلمين في ان يكونوا حذرين فيما يخص التبرع في الاعضاء، ويجب ان يكون هذا الامر مرتبط بالشروط التي قد اجمع عليها العلماء والفقهاء، والتي تتضمن على سلامة الشخص الذي سيحصل على هذه الاعضاء، ولو قام الانسان في التعمق بالشروط الموضوعة في التبرع بلاعضاء، سوف يجد الحكمة التي قد تتجلى في كل واحد منها، فكان هنالك خلاف ما بين اهل العلم والاختصاص بين الفقهاء والعلماء، فمنهم من قد اجاز نقل التبرع بلاعضاء بعد الموت، ومنهم من توقف عليه، والعديد من اهل العلم والفقهاء الذين قد اشترطوا ان يكون الميت متوصي في التبرع باعضائه، اما من لم يوصي ففي هذا الامر لا يجوز التبرع باعضائه، فالتبرع بالاعضاء بعد الموت فيه خلافات كثيرة وكبيرة يجب الوقوف عندها وان يتم فهمها في شكل واضح قبل ان يتم الخوض بها.
هل التبرع بالاعضاء بعد الموت حرام اسلام ويب
لا يقوم الاسلام في منع امرا من الامور الا اذا كان فيه ضرر على الانسان المسلم، والتي لا يحل امرا الا بما يحمل من فائدة تعود على الانسان المسلم، حيث كان الاسلام يجيز التبرع في الاعضاء بعد الموت في مجموعة من الشروط والحدود التي لا يمكننا ان نتغاضى عنها، ومن ضمن احدى اهم هذه الشروط هي التي كانت واردة في اجازة التبرع بالاعضاء بعد الموت في ان تكون الاعضاء التي قد تم التبرع بها لا تحمل اي تاثير على المورثوات الشخصية العامة او الانساب، ومن ضمن احدى هذه الاعضاء التي لا يمكن التبرع بها بتاتا هي المبيض والخصية وخلايا الجها العصبي، حيث انه من ضمن اهم الشروط في تبرع الاعضاء بعد الموت هي ان يكون المتبرع كامل الاهلية، والمقصود بها ان يكون المتبرع عاقل بالغ، والواجب ان يكون معصوما من الدم، وفي هذا الموضوع امورا لها ابواب عديدة، ويجوز ان يكون المتبرع كافرا مسالما، اما الكافر الذي يقوم في محاربة الدين الاسلامي لا يمكن ان يتم الاخذ منه بتاتا، لان دمه يكون مهدورا في الاسلام.
وفي ختام هذا المقال قد تم التعرف على اجابة سؤال هل التبرع بالاعضاء حرام، حيث قد جاءت الاحكام في ان التبرع بلاعضاء حلال في حالات وغير جائز في حالات اخرى، وذلك ضمن العديد من الشروط التي تم توضيحها.