لماذا لقب العباس بساقي الحرمين، كانت السقاية أمر عظيم وكانت قريش تتولى أمرها منذ القدم وتباشر سقاية الحجيج الذين يفدون على مكة في مواسم الحج، لزيارة الكعبة التي تعد أول بيت وُضع للناس حيث بنيت بأيدي سيدنا إبراهيم وابنه اسماعيل عليهما الصلاة والسلام، وكان الذين يباشرون فخر هذه المهمة من قريش بنو هاشم والذين يعدون أشرف العرب نسباً وأكرمهم حسباً، فهم رهط نبي الله صلى الله عليه وسلم، كما وانتهت مهمة السقاية حين ظهر الإسلام الى العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خلال مقالنا سنجيب لماذا لقب العباس بساقي الحرمين.
من هو العباس بن عبد المطلب
العباس بن عبد المطلب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان أجود فتية قريش وأفضلهم عملاً وأفطنهم عقلاً، وكان يكبر الرسول صلى الله عليه وسلم بنحو ثلاث سنوات، فهم متقاربان في السن كأنهما من جملة الأتراب واللدات، أي انهما نشآ في زمنٍ واحد فكانت بينهما مشاعر القرابة والصداقة موثقة بالحب والتقدير، ويجدر بالذكر قول العباس حين سئل ذات يومٍ بعد بعث النبي صلى الله عليه وسلم رسولاً، أيكما أكبر أنت أم رسول الله؟ ليجيب بفصاحته هذا الجواب الذي نم عن خلقه وأدبه فقال: “هو أكبر مني وأنا وُلدت قبله”.
اسلام العباس بن عبد المطلب
لقد أسلم العباس وتبع دين النبي صلى الله عليه وسلم وصدقه ولكنه كتم إسلامه، وكان في ذلك فائدة ونفع لمصلحة المسلمين فمن خلال موقعه الخفي خدم الإسلام دون أن يشعر به أحد، فكان مثل جندي مجهول يعمل بصمت في موقعه، وهذا ماساعد بقاء العباس في مكة فلم يهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مع الذين هاجروا معه، وفي السنة الثانية للهجرة حدث مع العباس حدث لم يكن بحسبانه، حيث عزم كفار قريش على مواجهة المسلمين في غزة بدر واكرهوا العباس ودفعوه للخروج معهم، وعلم ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأوصى المسلمين بعدم مقاتلته وإنما أخرجوه كرهاً ومن لقيه فلا يقتله، وبعد أن كان النصر حليفاً للمسلمين أسر المسلمين من كفار قريش الذين شاركوا في الغزوة، كما وأسروا العباس لأنه آنذاك لم يكن أحد يعلم باسلامه الا رسول الله الذي بات ليلته ساهراً يفكر فيما حدث مع عمه الذي لم يؤذِ أحداً من المسلمين، وعلم الصحابة بحال النبي صلى الله عليه وسلم وما آل به نتيجة أسر العباس فأسرع أحدهم وخفف وثاقه إلى أن بان أمر الأسرى بالفدية وطلب الرسول من عمه العباس بأن يفدي نفسه ورد العباس بأنه كان مسلم وانه استكره على الخروج، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل منه إلا بدفع الفدية.
لماذا لقب العباس بساقي الحرمين
لقب العباس بساقي الحرمين وكان ذلك عام الرمادة حيث أصيبت البلاد بقحطٍ شديد، فخرج الخليفة عمر بن الخطاب بالمسلمين إلى الفضاء يصلون صلاة الاستسقاء ويدعو الله أن يرسل لهم الغيث، فوقف أمير المؤمنين رضي الله عنه وأمسك بيمين العباس ورفعها إلى السماء داعياً ” اللهم انا كنا نسقي بنبيك وهو بيننا اللهم إنا اليوم نستسقي بعم نبيك فاسقنا”، ثم أعقب العباس بالدعاء الى الله قائلاً “اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا الغيث”، فلم يغادر المسلمون مكانهم حتى أتاهم الله بالمطر فأقبلوا على العباس يقبلونه ويقولون له هنيئاً لك ساقي الحرمين.
الاسلام جاء ليكون للناس هادياً للطريق الصحيح داعماً لهم في كافة مجالات حياتهم، وجاءت القصص الاسلامية والأحداث المتواترة لتكون عبرة للناس، وفيها من الحكم لا يفهمها الا ذو عقل سليم، وبعدما تعرفنا على لماذا لقب العباس بساقي الحرمين نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا.