من اول من اسلم من الصبيان، لم يكن هناك أعظم شرفاً ومكانةً من الذين سبقوا في الدخول للإسلام في وقت كان الإسلام ضعيفاً وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يُكذب ويُؤذى من المشركين فما أعظم من سابق إلى الدخول في الإسلام وما أرفع مكانتهم بين المسلمين حيث بقي ذكرهم خالداً يدرس على مر السنين، وما أعجب أن يكون ثالث من دخل الإسلام من الصبيان وهو ابن التسع سنوات انه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة أبا الحسن والحسين، فمن خلال مقالنا سنتحدث عن من اول من اسلم من الصبيان.
من اول من اسلم من الصبيان
إن أول من أسلم من الصبيان هو علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ويروى بأنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فتعجب من فعل النبي وسأله عن أمره هذا، فأجابه صلى الله عليه وسلم: إني نذيرٌ لكم بين عذاب شديد، وإني رسول الله الذي أرسله رحمةً للعالمين، وعرض عليه صلى الله عليه وسلم الإسلام وطلب منه الدخول فيه لكنه تردد خائفاً وأخبره النبي أنه سيكتم هذا السر فما لبث أن جاء في الصباح وشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
دور علي بن أبي طالب في الهجرة
كان علي بن أبي طالب من المقربين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد رعاه النبي وزوجه لابنته فاطمة، ولد علي بن أبي طالب قبل البعثة بعشر سنوات، وكان يحبه النبي صلى الله عليه وسلم ويدنيه منه، وما ورد عن علي بحديثه عن رسول الله: “أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة وأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال ألست أولى بالمؤمنين مز أنفسهم قالوا بلى فقال هذا ولي من أنا مولاه اللهم والِ من والاه اللهم عادِ من عاداه”.
وفي ليلة الهجرة اختار النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أن يبيت في فراشه حتى يعتقد المشركون بأن النبي مازال نائماً في فراشه، حيث كان هذا موقفاً بطولياً لعلي بن أبي طالب أظهر به حبه إلى النبي وإخلاصه وحمايته للدين الإسلامي، ومن هذا الموقف لقب علي بأول فدائي في الإسلام، وكان رابع الخلفاء الراشدين وأحد المبشرين بالجنة، وقتل على يد أحد كبار الخوارج عبد الرحمن بن ملجم وقد نبأه بموته النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ” أشقى الناس الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذا ووضع يده على رأسه حتى تخضب هذه يقصد لحيته”.
يعد علي بن أبي طالب من أعظم الشخصيات الاسلامية اذ كان يتميز بالحكمة والعلم والأخلاق الحميدة، وكان له دور كبير في الدعوة الاسلامية ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم في وقت كان الاسلام غريب ومحارب من كفار قريش وأتباعهم، وبهذا نختم مقالنا بعد أن تعرفنا على اجابة التساؤل من اول من اسلم من الصبيان.