موعد بدء العشر الأواخر من رمضان، في شهر رمضان المبارك يُكثِر الناس من الدعاء والذكر والتسابيح وتلاوة القرآن الكريم والتقرب إلى الله بكل ما يحب من قولٍ وعمل، فجميع المسلمون يطمحون لنيل مغفرة ورضا الله عز وجل في هذه الأيام المباركات، وعندما يحل العشر الاواخر من رمضان يتنافس المتنافسون ويتسابق العابدون لترديد الأدعية المستجابة وإحياء ليالي هذه الأيام المباركة في شهر رمضان المبارك.
موعد بدء العشر الأواخر من رمضان
تعتبر العشر الأواخر من رمضان من أفضل أيام الشهر الفضيل، حيث يتحرى المسلمون ليلة القدر، التي هي من أعظم الليالي والتي نزل فيها القرآن الكريم، فيبدأ الاعتكاف واقامة الصلوات طوال الليل والاكثار من الدعاء والتوسل بغية الأجر والثواب والعتق من النار، وهنا نوضح موعد بدء العشر الأواخر من رمضان كالتالي:
- تبدأ العشر الأواخر من رمضان مع غروب شمس يوم العشرين من رمضان، أي ليلة الحادي والعشرين من شهر الصيام، وتنتهي ليلة الثلاثون من رمضان إن كان الشهر كاملاً.
- عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: “اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ الأُوَلِ مِنْ رَمَضَانَ وَاعْتَكَفْنَا مَعَهُ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: (إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَكَ)، فَاعْتَكَفَ العَشْرَ الأَوْسَطَ، فَاعْتَكَفْنَا مَعَهُ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: ( إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَكَ )، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا صَبِيحَةَ عِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ فَقَالَ: (مَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلْيَرْجِعْ، فَإِنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، وَإِنِّي نُسِّيتُهَا، وَإِنَّهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، فِي وِتْرٍ، وَإِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أَسْجُدُ فِي طِينٍ وَمَاءٍ) وَكَانَ سَقْفُ المَسْجِدِ جَرِيدَ النَّخْلِ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ شَيْئًا، فَجَاءَتْ قَزَعَةٌ، فَأُمْطِرْنَا، فَصَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ وَالمَاءِ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْنَبَتِهِ تَصْدِيقَ رُؤْيَاهُ”.
- من أراد الاعتكاف فليجهز نفسه ويدخل معتكفه سواء في البيت أو الجامع من غروب شمس يوم العشرين، أي ليلة الحادي والعشرين من رمضان، فقد روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان”.
موعد بدء العشر الأواخر من رمضان 1446
هل علينا شهر رمضان هذا العام يوم الاحد 3 من أبريل، واستقبله المسلمون في كافة أنحاء العالم بالبهجة والاحتفال، ويتسابق الصائمون في شهر الصيام بالطاعات والعبادات التي تقربهم من الله وتتضاعف بهم حسناتهم وترفع منزلتهم عند الله، وينتظر المسلمون العشر الأواخر من رمضان لزيادة الطاعات ومضاعفة الأجر، وطمعاً في بلوغ ليلة القدر والفوز بالعتق من النار، فتبدأ العشر الأواخر من رمضان 1446 مع غروب شمس يوم الأحد عشرون من رمضان 22 ابريل 2025، أي ليلة الحادي والعشرين، والتي تنتهي ليلة الثلاثين من رمضان والتي تصادف ليلة 2 مايو، وفيها يكون المسلمون أتموا عشر ليالي من الاعتكاف بالصلاة والدعاء وبلوغ ليلة القدر.
الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من رمضان
تفوح في شهر رمضان نسائم دينية معطرة بالذكر والقيام والدعاء وأعمال الخير التي يقوم بها الصائمين، بغية التقرب من الله ونيل الأجر والثواب، ومع بلوغ العشر الأواخر من رمضان يجتهد المسلمون في العبادات لمضاعفة الأجر، وهنا بعض الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من رمضان والتي تتمثل في:
- فيما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ”.
- الاعتكاف، وفيه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويكون الاعتكاف بالانقطاع عن الناس والمكوث في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، بغية التقرب الى الله بالدعاء والاستغفار وإقامة الصلاة وقراءة القرآن.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بدأت العشر الأواخر أعتزل النساء، لكي يصفو ذهنه ويتفرغ للصلاة والعبادات، فلا يكون في قلبه سوى التعبد والقرب من الله.
- قراءة القرآن وتدبر معانيه وتفسيره ومحاولة ختمه.
- الإكثار من الدعاء والتوسل والتذلل لله.
- وملازمة الاستغفار والتسبيح والتكبير والتهليل.
- مشاركة الزوج أهل بيته (زوجته وأبنائه) في إحياء العشر ليالي الأخيرة من رمضان.
- تحرى ليلة القدر والتي تكون في الأيام الفردية من العشر الأواخر، ليلة الحادي والعشرين، ليلة الثالث والعشرين، ليلة الخامس والعشرين، ليلة السابع والعشرين، ليلة التاسع والعشرين، ويفضل اقامة العشر الأواخر من رمضان جميعها.
- اطعام الفقراء واقامة الموائد الرمضانية للفقراء والمحتاجين.
- الإكثار من الصدقات وأعمال الخير.
- إيتاء الزكاة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو واللعب، وطُعمة للمساكين”، ويجب إخراجها قبل صلاة عيد الفطر، ومن يؤديها بعد الصلاة فتُكتب له صدقة من الصدقات.
فضل العشر الأواخر من رمضان
أنعم الله على عباده بأن فرض عليهم شهر رمضان الفضيل، ففيه تطهير للنفوس والأبدان، شهر تتضاعف فيه الحسنات وتُبدل السيئات بالحسنات، ويجدد العبد ميثاقه مع ربه بالتوبة وترك المعاصي والذنوب، والاجتهاد في فعل الخير والعبادات، وهنا نوضح فضل العشر الأواخر من رمضان كالتالي:
- كل أيام شهر رمضان مباركة، ولكن العشر الأواخر من رمضان تحمل في طياتها منزلة عظيمة عند الله ورسوله وكافة المسلمين، ففيها ليلة القدر التي أنزل الله فيها القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لهداية الناس أجمعين الى دين الحق والصواب.
- قال الله تعالى: “”إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ.. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ.. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ.. سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”.
- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: “كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ”. و”شد مئزره” تعني اعتزال النساء، و”أَحْيَا لَيْلَهُ” في معناه أنه يقضي الليل في العبادة صلاة وتلاوة للقرآن.
- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَجْتَهِدُ فِي رَمضانَ مَالا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ، وَفِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ منْه مَالا يَجْتَهدُ في غَيْرِهِ”.
- عَنْ السيدة عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِن عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ فاعْفُ عنِّي.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.
- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي اللع عنه، قَالَ دَخَلَ رَمَضَانُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ :” إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلاَ يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلاَّ مَحْرُومٌ”.
شهر رمضان الكريم فرصة للمسلمين لتطهير النفس من الذنوب والمعاصي، وتطهير الأبدان من الأمراض والأوجاع، وقد فلح من اغتنم شهر رمضان فى فعل الخير وزيادة الطاعات، وخسر من أضاع فضل الصيام في الملذات واللهو، والعشر الأواخر من رمضان فرصة أخيرة للصائم ليزيد من رصيد حسناته ورفع منزلته عند الله، وفي مقالنا تحدثنا عن موعد بدء العشر الأواخر من رمضان.