حكم الاستعانة بالحي القادر الحاضر فيما يقدر عليه، وحكم الاستعانة بالاحياء، وفي الاستعانة فهي الطلب والمعونة من الذين لهم القدرة علي تلبية لامر، حيث ان الاستعانة تنقسم الي قسمين، وهما الاستعانة بالله عزوجل، وهي الاعتماد والتوكل عليه في كافة الامور الحياة، كما ورد في سورة الفاتحة، في قوله تعالي:”اياك نعبد واياك نستعين”، وهذا يشير بان الاستعانة، بشكل اولي واساسي بالله وحدة، وان نأخذ بالاسباب، لكن يبقي السؤال حول معرفة الاستعانة بالحي القادر الحاضر، فيما يقدر عليه، وهي طلب المساعدة منه، تبقي الاحكام الشرعية، مسنودة الي القرأن والسنة، ولهذا فان في اروقة المقال سوف نتطرق الي معرفة حكم الاستعانة بالحي القادر الحاضر .
ما هو مفهوم الاستعانة بالله
الاستعانة بالمفهوم المصطلح العام اللغوي فهي تعني ان يستعين المسلم بالله عزوجل بالعبادة، ولا يمكن الاستعانة بغير الله عزوجل، وهي طلب المساعدة والعون من الله عزوجل بقضاء امور الحياة، وتأدية العبادة بالصورة المطلوبة دون نقص او تقصير، وقد عرفها اهل العلم والشريعة بانها طلب العون من الله من اجل الوصول الي المقصود، بالخضوع، والتذلل لله، والثقة واليقين التام بالله بانه القادر ولا يقدر عليه احد، والاعتماد عليه وتفويض والتسليم التام لله وحده .
حكم الاستعانة بالحي القادر الحاضر
اجازت الشريعة الاسلامية الاستعانة بالحي القادر الحاضر فيما يقدر عليه، وهو بالمفهوم العام طلب المساعدة او المعونة من صاحب القوة، ومن لديه السلطة والامر في قضاء حوائج الناس، لاسيما بان افضل احب الاشخاص عند الله من يسخره لقضاء حوائج الناس، ومساعدتها، كثير ما يدعو لنا الناس “الله يستخدمك”، و هذا يعني يجعلك في خدمة الامة، والدين الاسلامي، وهذا من فضل الله عزوجل علي عباده الصالحين، فان الاستعانة بالقوي في رفع الظلم، وجلب الحق، وهذا ما اجازه الله عزوجل استعانة الضعيف بالقوي في اخذ حقه، مثل طلب المعونة من القاضي في الحكم او الفصل في مسالة معينة واخذ حق الضعيف من القوي .
حكم الاستعانة بغير الله من الأحياء
يبقي الامر مختلف في طلب نوعية المعونة او الاستعانة، حيث ان طلب الاستعانة بالقوي من اجل التسلط علي الضعيف فهذا لا يجوز، كذلك طلب الاستعانة بالميت يعد شرك، والاستعانة بالغائب ايضا يعتبر شرك، كما اشارت اليه الشريعة الاسلامية، وفق قوله تعالي:”وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ”، وبذلك فان الاستعانة بغير الله من الاحياء، بظن انهم يقدرون ولا يقدر عليهم، فهذا شرك بالله، ولا يجوز شرعاً .
حكم الاستعانة بالحي القادر الحاضر، مما لا شك فيه بان الله هو القادر، فان الاستعانة بالله والتسليم والتفويض كافة امور الحياة لله، يعتبر من كماليات الايمان المسلم، والتي تثبت في قلب المؤمن الصدق والايمان، والطمأنية والسلام ولامان الدائم .