حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم، تعتبر الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام الحنيف، حيث تعتبر الصلاة عماد الدين، فمن ترك الصلاة متعمدا يكن كافرا، لذلك يحرص ابناء المسلمين على المحافظة على الصلاة حيث ان الصلاة هي حبل الوصل بين العبد وربه سبحانه وتعالى، لذلك ايضا تنص السنة النبوية الشريفة والتربية الاسلامية الحديثة على تعود الطفل على الصلاة واصطحابه للمسجد في سن مبكرة، سن السابعة حيث تترشخ في نفوسهم منذ الصغر حبهم وتعلقهم الشديد في تأدية الصلاة، وهنا نجد الكثير من الاسئلة والاستفسارت حول بعض الامور المتعلقة بالصلاة ومنها ما هو حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم.
حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم
يعتبر يوم الجمعة احد ايام العطلة الاسبوعية للموظفين والعاملين في معظم ارجاء الوطن العربي، حيث قد يستغلوها في النوم من اجل اراحة اجسادهم المنهكة والمتعبة من العمل وضغوطه، حيث قد يضل نائما وقد تفوته صلاة الجمعة، وهنا سنتعرف على الحكم الشرعي لذلك وفقا لما قد جاء عند العلامة الكبير الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله وقد كان السؤال الموجه له كالتالي:
حكم التخلف عن صلاة الجماعة بسبب النوم:
- السؤال: هل النوم يعد عذرًا للتخلف عن صلاة الجماعة أو تأخيرها بحيث لا يخرج وقتها، خاصةً إذا كان الإنسان مجهدًا في عملٍ معين، وذلك لحديث: من نام عن صلاة أو نسيها، وحديث: رفع القلم عن ثلاثة -وذكر منها- النائم؟ أم يجب إيقاظ النائم في أول وقت الصلاة؟ أم يجوز تأخيره بحيث لا يخرج الوقت؟ جزاكم الله خيرًا.الجواب: إذا كان معذورًا يعني: فعل الأسباب واجتهد، ولكن غلبه النوم، فلا بأس، مثل ما قال صلى الله وعليه وسلم: من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، وقد وقع للنبي صلى الله عليه وسلم، مرات في السفر، ناموا عن الصلاة فلما استيقظوا قضوا، ولكن مع الحيطة، بحيث يجعل ساعة يوكدها على وقت الصلاة، أو بعض أهله يوقظونه، ولا يسهر بل يبكر بالنوم، يعني عليه أن يتعاطى الأسباب التي تعينه على القيام، فإذا غلب ولم تنفع الأسباب فهو معذور.
أما أن يتساهل ويسهر الليل، ثم يقول: أقوم، هذا هو المفرط.. هو الذي تعاطى أسباب عدم القيام، فهو آثم، حتى يفعل الأسباب الشرعية من عدم السهر ومن جميع الأشياء التي تعينه على ذلك أو بعض أهله اللي يوقظونه، المقصود: لا بد من تعاطي الأسباب، فإذا تعاطى الأسباب الشرعية واجتهد ثم غلبه النوم فهو معذور. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم. - وفي سؤال اخر: ما حكم التخلف عن صلاة الجمعة بسبب النوم ؟الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين، وفيه هذه الصلاة المباركة التي يجتمع الناس فيها ليسمعوا من كلام الله وكلام رسوله ما يفيدهم وينفعهم ويذكرهم بربهم. وقد فرضها الله تعالى على الذكر الحر البالغ العاقل المقيم الصحيح، ورغبه في حضورها والتبكير إليها فقال صلى الله عليه وسلم: ” من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح …”إلى آخر الحديث. رواه الجماعة إلا ابن ماجه فالواجب على المسلم أن يحرص على هذا الخير الكثير والثواب الجزيل، ويتجنب كل ما من شأنه أن يفوته عليه ويعرضه للوعيد الشديد عنه: قال عليه الصلاة والسلام ” لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين”، رواه مسلم. فعلى المسلم إذا احتاج للنوم قبل الجمعة أو غيرها من الصلوات وخاف فواتها، أن يتخذ من الأسباب ما يعينه على الانتباه للصلاة في وقتها، كأن يعهد إلى من يثق به، أو يجعل عند رأسه ساعة تنبهه حتى لا يكون مفرطاً ولا متساهلاً. ثم إذا غلبه النوم مع اتخاذ الأسباب الكافية والاحتياطات اللازمة فلا إثم عليه إذن، لقوله صلى الله عليه وسلم: ” إنه ليس في النوم تفريط” أخرجه مسلم، والله أعلم.
- وفي سؤال اخر: في يوم الجمعة يوم الراحة الأسبوعية من العمل، وفي العادة أسهر يوم الخميس لوقت متأخر ولكن أحافظ ولله الحمد على الصلاة في جماعة يوم الجمعة وباقي الأيام، ولكن أتى علي يوم أو يومان كنت نائما وقت الصلاة بالرغم من ضبطي للمنبه لكي يوقظني من نومي
ولكني لم أسمعه، وفجأة استيقظت من النوم بشكل مفاجئ وأدركت أن الصلاة قد بدأت والمسجد ليس بقريب مني، ولو حاولت الوصول له سوف أجد الصلاة انتهت والمصليين انصرفوا. فما الحكم في ذلك وللعلم صليتها بعد ذلك كصلاة ظهر 4 ركعات؟
الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا كان الأمر كما ذكرت فإنه لا شيء عليك ؛ لأن الجمعة فاتت من غير قصد، وليس في وسعك إلا ما عملت، ومن تجب عليه الجمعة مطالب بحضورها في حال يقظته، فإذا قُدِّر أن غلبه النوم ولم ينتبه إلا بعد أن فاتت فلا إثم عليه في هذه الحالة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يكبر. رواه أصحاب السنن وهذه رواية أبي داود. وهو حديث صحيح كما ذكر الألباني وغيره. ولقوله صلى الله عليه وسلم: إنه ليس في النوم تفريط؛ إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني، وصلاتك الظهر أربع ركعات كان صواباً لأن الجمعة إذا فاتت تصلى ظهراً، والله أعلم.
وقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الشريف: «أَمَا لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ ؟! ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا، فَإِذَا كَانَ الْغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا..» رواه البخاري ومسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه.
عقوبة من ترك صلاة الجمعة
- صلاة الجمعة فرض عين على كلِّ مسلم، وأنه لا يصح لمسلم ترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، مستشهدًا بقول الله تعالى «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (الجمعة:9).
- واستند إلى ما رواه الإمام النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»، متابعًا قوله صلى الله عليه وسلم: “الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ “. [رواه: أبو داود].
- وأردف: أن ترك المسلم لصلاة الجمعة، إثم كبير ما دام بغير عذرٍ يمنعه من أدائها، لافتًا إلى أنه قد ورد في تركها وعيد شديد كما في الحديث الشريف: “مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ” [رواه: النسائي].
- واختتم الأزهر فتواه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيضًا: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» [رواه: مسلم].
حكم ترك صلاة الجمعة بسبب كورونا
ان التخلف عن الجمعة بسبب مرض كورونا، من اكثر واهم الاسئلة طرحا وسؤال على اهل العلم والديني الاسلامي، حيث تكثر الاستفسارات وفقا لظروف كل شخص، وسنتعرف على راي اهل العلم وفتواهم حول ذلك من خلال نقل بعض الاسئلة التي وردت له:
- السؤال: كنت لا أصلي ولا أصوم، وكنت بعيدا عن الدين كل البعد لفترة طويلة من عمري. والحمد لله، بدأت الصلاة والصوم منذ رمضان المنصرم، ولا أترك فرضاً، وأسال الله الهداية.
ولكن لم أذهب إلى صلاة جمعة إلى هذه اللحظة، لا لشيء، ولكن خوفاً من المرض (كورونا) فأنا أسكن في إسطنبول، ومثل ما تعلمون إسطنبول مدينة مزدحمة، وأخشى أن أصاب بالفيروس، والإصابات عندنا كثيرة، وبنفس الوقت الكثير من البشر غير ملتزمين بالوقاية الصحية.
فهل أعتبر آثما بعدم ذهابي إلى صلاة الجمعة؟ وما الواجب علي فعله؟
وشكراً جزيلاً لكم.
- وفي سؤال اخر: زوجي يعمل في إحدى الدول الإسلامية العربية. ولكن لم تقم صلاة الجمعة منذ انتشار الكورونا. وأيضا المساجد كانت مغلقة، ثم تم فتحها لعدد محدود من الصلوات مع استمرار إغلاق صلاة الجمعة، ثم مؤخرا مع انتشار فيروس كورونا مجددا تم إغلاقها بالكلية، مع العلم أن المطاعم والمحلات مفتوحة بشرط الجلوس خارجها.
فما حكم الإقامة في تلك الدولة، مع العلم بصعوبة الرجوع إلى بلد المنشأ؛ لصعوبة المعيشة فيه، وعدم الإحساس بالأمان فيه، وأيضا لم تتوفر لزوجي فرص عمل مماثلة أو أفضل في بلد آخر؟
الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا حرج على زوجك في الإقامة في ذلك البلد، ولا يلزمه الانتقال عنه، ولا تجب عليه الجمعة ما دامت لا تصلى في هذا البلد بسبب انتشار ذلك الوباء، وعليه أن يحرص على صلاة الجماعة في بيته، أو في مكان عمله؛ فإن المسجد ليس شرطا لصحة الجماعة، وقد ناقشنا حكم تعليق الجمعة والجماعة بسبب هذا الوباء.
نهاية حديثنا فانه تزداد وتكثر الاسئلة حول ما هو حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم، وما و حكم الديني الاسلامي في من تخلف عن صلاة الجمعه بسبب انتشار وباء كورونا، وقد عرفنا انه لا حرج في ذلك، وقد تعرفنا على عقوبة من ترك صلاة الجمعة عمدا وماذا كان رد علماء الازهر الشريف حول ذلك وقد اسندوه بالاحاديث الشريفة.