خطبة ثالث جمعة فضي رمضان مكتوبة، شهر رمضان هو ذاك الشهر الفضيل الذي ننتظره من العام إلى العام لننهل من خيره، شهر جعله الله -تعالى- ملاذًا للقلوب المتعبة؛ لتلجأ إلى ربّها بالدعاء والاستغفار والعمل الصالح، ولتجدد النيّة مع الله في شهر الخير، حيث ان شهر رمضان المبارك هو شهر الخير والبركة والطاعات والأجر والثواب الكبير من الله سبحانه وتعالى.
خطبة ثالث جمعة في رمضان مكتوبة
خطبة ثالث جمعة في رمضان مكتوبة، ان يوم الجمعة هو عيد من اعياد المسلمين وفيه شعائر وطقوس يمارسها كل بيت مسلم في هذا اليوم الفضيل فليوم الجمعة فضائل عظيمة، وفي يوم الجمعة تقام خطبتين ويصلي الامام ركعتين للظهر مع المصلين، لذلك سنقدم لكم خطبتين ليوم الجمعة وهي خطبة ثالث جمعة في رمضان مكتوبة:
- الخطبة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله نحمده سبحانه وتعالى ونستهديه ونستعين به ونشكره ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد له ولا شكل ولا صورة ولا أعضاء ولا جسم له سبحانه، جل ربي لا يشبه شيئاً، ولا يشبهه شىء، ولا يحل في شىء ولا ينحل منه شىء ‘‘ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ’’وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه مِن خلقه وحبيبُه، فاللهّم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فالحمد لله الكريم الذي أعاننا على الصيام والقيام ونسأله سبحانه وتعالي أن يبلغنا في رمضان مسك الختام.
أما بعد ،،
عبادَ الله .. فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه وتعالي امتثالاً لقوله تعالى ‘‘وَتَزَوَّدُاْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاْتَّقُونِ يَــأّوْلِى الأَلْبَابِ’’ (سورة البقرة ءاية 197 ).
أيها المؤمنون .. بالأمس القريب كنا نستقبل هذا الشهر المبارك وفي هذه الأيام ها نحن نصوم أيامه الأخيرة فما أسرع مرورَ الليالي والأيام، فبُشرى لمن اغتنم رمضان بطاعة الرحمن وجمع بين خَيْرَيِ الصيام وقراءة القرءان.
عباد الله.. في ختام رمضان نقف وقفة لنأخذ العبرة والعظةَ من سرعة مرور الليالي والأيام فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله ‘‘وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ الّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا’’ (سورة الفرقان ءاية 62)، فالعاقل من اعتبر مِن ذلك بسرعة انتهاء عمره ليملأ كل لحظة تمرُّ في حياته بالطاعات وبالعبادات لربه ابتغاء رضوانه قبل أن يدركه الموت فقد روى الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” الكيّسُ مَنْ دانَ نفسَهُ وعَمِلَ لِما بعدَ الموت والعاجِزُ مَن أتْبَعَ نفسهُ هواها وتَمَنَّى على الله ” وهذه الدنيا تمُرُّ مثل رمضان بسرعته وخفته وتمضي بلذائذها وشهواتها وتعبها ونَصَبِها وينسى الناسُ ذلك ولكنهم يجدون ما قدَّموا مدَّخَرًا لهم إنْ خيرًا فخيرٌ وإنْ شرًّا فشرٌّ فقد قال جل جلاله في سورة الزلزلة ‘‘فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْملْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهْ’’ (سورة الزلزلة اية 8)
أيها المؤمنون يا من أكرمكم الله بالإقبال على طاعته فالاحرى بكم أن تداوموا عليها في ما تَبَقَّى من هذا الشهر المبارك شهر رمضان الفضيل وبعده فالمسلم مأمورٌ بطاعة ربه في كل حين حتى يلقى ربه عزّ وجلّ فقد قال ربنا تبارك وتعالى ‘‘وَاْعبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ’’ (سورة الحجر ءاية 99) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أَحَبُّ الأَعْمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل” رواه مسلم، ومِن المداومة على الطاعة صوم الست من شوال لما لها من الفضل العظيم عند الله جل جلاله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن صام رمضانَ ثم أَتْبَعَهُ سِتًّا مِن شوالٍ كان كصيام الدهر) رواه مسلم، فحافظوا يا عباد الله على ما تعودتم عليه في رمضان من أداء الصلاة في وقتها جماعة في المساجد والزموا ما كنتم عليه من حضور مجالس العلم وما كنتم عليه من معاملة حسنة للناس وصبرٍ عليهم وصلة للأرحام وإطعام الطعام وإفشاء السلام والدوام على القيام والالتزام بالصدقات والزكاة، واستقيموا على طاعة ربكم وودّعوا شهركم بمثل ما استقبلتموه بالدعاء والطاعة والعبادة واسألوا الله أن يتقبل صيامكم وقيامكم وأن يُعتقَ رقابَكم من النار واسألوه أن يوسّع أرزاقكم ويبارك لكم في أولادكم ويديم عليكم نعمة الأمن والإيمان، وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم.
- الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب اليه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، فمن يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين وعلى إخوانه النبيّين والمرسلين الي يوم الدين، ورضي الله عن أمهات المؤمنين وءال البيت الطاهرين وعن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وعن الأئمة المهتدين أبي حنيفة ومالك والشافعيّ وأحمد وعن الأولياء والصالحين أما بعدُ عبادَ الله فإنيّ أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليّ العظيم فاتقوه.
أذكركم ونفسي أيها الأحبّة بزكاة الفطر فهي تجب على من أدرك اخر جزء من رمضان وأوّلَ جزء من شوال وذلك بإدراك غروب شمس ءاخر يوم من رمضان وهو حيٌّ فلا تجب فيما حدث بعد الغروب من ولدٍ مثلا ويجوز إخراج زكاة الفطر في رمضان ولو أوَّلَ ليلةً من رمضان لكن السُّنَّة إخراجُها يوم العيد وقبل الصَّلاة أي صلاة العيد، ويحرم تأخيرها عن غروب شمس يوم العيد بلا عذر شرعي، ومقدارُ زكاة الفطر أيها الأحبة في المذهبِ الشافعيِّ والمالكيِّ عن كلِّ من يُزكَّى عنهُ صاعٌ من غالبِ قوتِ البلدِ وهو هنا القمح والصاعُ أربعةُ أمدادٍ والمدُّ ملءُ كفَّي رجلٍ معتدلِ الخِلْقَةِ، وأما في المذهب الحنفي فنصف صاعِ من بُرٍّ أو صاعٌ من تمرٍ أو زبيبٍ أو شعيرٍ أو قيمتُهُ ولو بالعُملةِ الورقيةِ، والصاعُ في المذهبِ الحنفيِّ ستةُ أمدادٍ، فمن أراد دفع القيمة ينظر سعر ما ذكر في المذهب الحنفي من برٍّ أو تمرٍ أو زبيبٍ، ولا يصحُّ إخراجُ الفطرةِ عن الأصل الغَنيّ كالأب ولا عن الولد البالغ إلا بإِذنهما فليتنبَّهْ لذلك فإِنَّ كثيرًا من الناس يغفُلون عن هذا الحكم فيخرجون عن الولد البالغ بدون إذنه فلا يسقط وجوبها عن الأولاد بذلك.
واعلَموا أنَّ الله أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ، أمرَكُمْ بالصلاة والسلام على نبيِّهِ الكريم فقال ‘‘إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيم’’(سورة الأحزاب ءاية 56) اللهُمَّ صَلِّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ ، يقول الله تعالى ‘‘يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ’’ (سورة الحج ءاية 1 – 2) فاللهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفِرِ اللهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا، اللهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ، ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسنَةٌ وفي الآخِرَةِ حسنةٌ وقِنا عذابَ النارِ، اللهُمَّ اجعلْنا هُداةٌ مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ، اللهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّف.
خطب قصيرة عن فضل العبادة رمضان
الحمد لله رب العالمين كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله علي جميه نعمه وفضله، الحمد الله الذي لا يحمد علي مكروه سواه، ولا يحمد علي خير سواه، الحمد لله جل جلاله والشكر لله علي عظيم عطائه، والصلاة والسلام على النبي الأميّ الصادق الأمين محمد ابن عبد الله وعلي اله وصحبه الطاهرين وعلي ال بيته الاكرمين وعلي الخلفاء الراشدين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي، أمّا بعد، فإنّ شهر رمضان شهر عظيم مبارك، تُشرع فيه الكثير من العبادات التي يتضاعف أجرها فيه، تكريماً له وتعظيماً لشأنه، ومن هذه العبادات الصيام وصلاة التراويح وقيام الليل وقراءة القران والذكر وغيرها من العبادات العظيمة، وصلاة التراويح وقيام الليل هي أفضل صلاة بعد الصلوات المفروضة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:(سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: الصلاة في جوف الليل)، ويمكن تأخيرها لجوف الليل إن ضمن المسلم الاستيقاظ لها، ومن العبادات المستحبة خلال شهر رمضان المبارك، الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، لا سيَّما أنَّ شهر رمضان هو شهر القرآن، لقوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [سورة البقرة 185]، كما يستحبُّ للمؤمن في هذا الشهر الكريم الاعتكاف في المساجد، خاصَّة في العشر الأواخر منه، لاحياء وقيام ليلة القدر حقَّ القيام وهي ليلة من افضل الليالي وهي في العشر الاواخر من رمضان، وقد خصَّ الله العبادة في رمضان بفضائل كثيرة، فوقته قصير ويمضي سريعاً جداً دون ان تشعر، والأجور فيه مضاعفة، ولا يعلم المسلم أجر كلِّ عمل يقوم به لأنَّ الله يُضاعف لمن يشاء، فالعبد الفطن هو من يجتهد في هذه الايام المعدودات، ويستغلها بالعبادة افضل استغلال، فاللهم بلّغنا رمضان وتقبّل منّا صيامه وقيامه، وأعمالنا الصالحة فيه، والحمد لله ربّ العالمين.
ختاماً.. نسأل الله ان يغفر لنا ولكم وان يعتق رقابنا من النار وان يشملنا برحمته ببركة هذه الايام الفضيلة، لقد تناولنا في مقالنا لهذا اليوم خطب ثالث جمعة من رمضان فأسأل الله العفو والعافية، لقد كانت هذه الخطبة عن شهر رمضان المبارك وعن زكاة الفطر ومتي يجب اخراجها ولقد اكدنا علي معلومة هامة يغفل عنها الكثيرون عن زكاة الفطر فهي واجبة علي كل بالغ فالاب يجب ان لا يخرج زكاة الفطر عن ابنائه الا باذنهم، لان الابن اذا بلغ اصبح مكلفاً عن نفسه، فالاولى ان يخرج عن نفسه زكاة الفطر، نسأل الله الثبات والقبول لنا لكم وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم اجمعين.