موضوع حول محور العمل 9 أساسي 10أسطر، إن الحقيقة الواحدة الثابتة في هذه الحياة ومنذ نشأتها أن اليوم الذي يمضي بعد أن تغرب الشمس لن يكون شبيهاً لما يتلوه، فالشيء الوحيد الذي يزيد باضطراد دائم هو معرفة البشر وكشف ماهية العالم وما يجري فيه، وليس بالضرورة أن يطبق البشر كل ما توصلوا إليه من معرفة وقيم وأمور أخرى على جوانب حياتهم المختلفة، كما أن عدم التطبيق دليل على توقف المعرفة المتزايدة والتي لطالما كانت رفيقة بنو البشر، وبعيداً عن المفاهيم العامة الفضفاضة فإن علاقة العمل بالمعرفة هي علاقة طردية بحتة، فطبيعة العمل وأنواعه وأشكاله حتى الجديدة منها يتم تطويرها بناءً على ما توصل إليه الإنسان من معرفة وما يرنو إليه البشر من تطلعات.
مقدمة عامة عن العمل
في بداية الأمر كان الأنسان يحاول الحصول على متطلباته الأساسية من مأكل وملبس ومشرب ومسكن من خلال ما هو متوفر في محيطه، كما أن الجهد البدني والذهني الذي كان يبذله الانسان في سبيل ذلك والمعروف بالعمل كان له هدف وعنوان واحد فقط وهو توفير الاحتياجات الأساسية، بل أن الانسان في بادئ الأمر لم يكن يفعل أي شيء ولا يبذل أي طاقة حركية جسدية أو حتى ذهنية إلا بهدف توفير الاحتياجات الرئيسية، ولكن ومع تنامي وعي الانسان ومعرفته وثقافته العامة وتعاظم تطلعاته وأحلامه شيء فشيء انتقل العمل من مربع الحاجة والوسيلة إلى مربع الأهداف، فعلى عكس الماضي أصبح العمل هو الهدف وهو الذي يضمن المكانة الاجتماعية والتأثير في المجتمع بشكل أساسي، بل أن بعض الأعمال فرضت واقعاً جديداً ومختلفاً، فصارت الحاجات الأساسية كتوفير الأموال التي يستخدمها الانسان في تسيير حياته أمراً ثانوياً، والأمر الوحيد المتفق عليه أن العمل سيبقى أمراً جدلياً ويختلف بحسب نظرة كل انسان له.
موضوع تعبير عن العمل واهميته للفرد والمجتمع
يعتبر العمل هو عصب الحياة الرئيسي والأساسي والذي يضفي عليها قيمة تؤثر في الفرد والمجتمع، حيث أن الانسان الواحد يعمل من أجل توفير ما يحتاجه سواء كانت احتياجاته مالية وأساسية أو مرتبطة بتحقيق أهدافه وتطلعاته أو حتى لو كان العمل من باب حوزة مكانة مرموقة في المجتمع، وبغض النظر عن دوافع كل انسان للعمل فالأمر المؤكد أن الانسان لا يستطيع تجاهل العمل أو التخلي عنه، كما أن سعي الانسان لتحقيق أهدافه بغض النظر عن ماهيتها يصب في مصلحة المجتمعات، فعمل الفرد ينعكس على نفسه ومحيطه الأول وهو أسرته والمؤسسة أو الجهة التي يعمل لديها ومن ثم ينعكس على المجتمع، ويعتبر العمر بصمة مميزة للشعوب، فحتى طريقة القيام بالأعمال قد تخبرنا عن الجهة التي قامت به، ومسألة العمل مسألة معقدة ومتشابكة ومترابطة مع حيواتنا بطريقة لا يمكن فصلها، ولا ضرر ولا ضرار لو اعترفنا بأن ما قاله بعض المفكرين صحيح، وهو أن العمل هو المجتمع والمجتمع هو العمل، لذلك يجب على الانسان أن يكون فعالاً من أجل أهدافه، ويجب عليه أيضاً أن يوافق بين أهدافه الشخصية وتطلعات وتوجهات المجتمع، فالمواكبة بين الأمرين يعني تعزيز أدوات الفرد ونجاحاته الشخصية وكذلك قدرة المجتمع على النهوض ودعمه.