هل شهر رمضان كامل 2025، شهر العبادة وتجديد الإيمان وزيادة التقى، وهو شهر الصلاة وقراءة القرآن الكريم، لهذا فإنّ المسلم يستغل هذا الشهر الفضيل في زيادة حسناته وتثقيل موازينه لنيل رضى الله تعالى، والخاسر حقًا هو الذي يفوته هذا الشهر دون أن يُجدد الإيمان في قلبه، شهر رمضان المبارك شهر الصبر واستجابة الدعوات، فالمسلم عندما يمتنع عن تناول الطعام والشراب الذي يشتهيه، فإنما يصبر عنها ويتعلّم كيف يشعر مع الفقراء، ويؤدي فريضة عظيمة فيها الكثير من معاني الخير.
فضائل شهر رمضان
قبل معرفة كم عدد ايام شهر رمضان المبارك 2025، سنتعرف سويا على فضل ومنزلة شهر رمضان الفضيل بين باقي الشهور، وما هي الفضائل التي تميز بها شهر رمضان المبار عن غيره من الشهور الهجرية، وهي كالتالي:
- أنزل الله تعالى في شهر رمضان المبارك القُرآن الكريم، إذ إنّ نزول القرآن فيه من أعظم الأحداث التي تُبيّن فضل هذا الشهر، فهو كلام الله الذي بيّن فيه أخبار الأُمم السابقة، والأحكام التي تضمن السعادة للإنسان في الدُّنيا والآخرة، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ).
- فيه ليلة القدر التي بيّن النبيّ أنّها خير من ألف شهر، ومن قامها لله مُحتسباً الأجر والثواب، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، وقد سمّى الله ليلة القدر بهذا الاسم، لأنّ الله أنزل فيها القرآن الذي هو ذو قَدْر، على نبيّه مُحمّد ذي القَدْر، في ليلة ذات قَدْر، لأمّة ذات قَدْر، وقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّها تكون في العشر الأواخر من رمضان، في الليالي الوتر منها، لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (هي في شَهرِ رَمضانَ، فالتمِسوها في العَشْرِ الأَواخِرِ، فإنَّها وِترٌ: لَيلةُ إحدى وعِشرينَ، أو ثَلاثٍ وعِشرينَ، أو خَمسٍ وعِشرينَ، أو سَبعٍ وعِشرينَ، أو تِسعٍ وعِشرينَ).
- يغفر الله تعالى به الذنوب، ويُكفّر به الخطايا، وهو سبب لدخول الجنّة، لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي رواه جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أرَأَيْتَ إذا صَلَّيْتُ الصَّلَواتِ المَكْتُوباتِ، وصُمْتُ رَمَضانَ، وأَحْلَلْتُ الحَلالَ، وحَرَّمْتُ الحَرامَ، ولَمْ أزِدْ علَى ذلكَ شيئًا، أأَدْخُلُ الجَنَّةَ؟ قالَ: نَعَمْ).
- كما انه في شهر رمضان المبارك، تُفتَح فيه أبواب الجنّة، وتُغلَق أبواب النيران، وتُصفَّد الشياطين، وذلك كلّه من رحمة الله بالمؤمنين في هذا الشهر؛ لكثرة طاعتهم، وإقبالهم على الله بالأعمال الصالحة؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ)، ومعنى تصفيد الله للشياطين: رَبطها وتقييدها بالأصفاد؛ لأنّها مصدر للذنوب والمعاصي، وما يُرى من ارتكاب بعض الناس للذنوب في شهر رمضان، فذلك أنّ الله -سبحانه وتعالى- يُصفّد مَرَدة الشياطين فقط، كما أنّ للمعاصي مصادر أُخرى، كالنفس، والهوى، والمعاصي تقلّ في رمضان عن غيره من أيّام السنة.
- لله عتقاء في شهر رمضان المبارك، حيث يعتق الله فيه الناس من النيران، فالله -سبحانه وتعالى- يتفضّل على عباده الصائمين بأن يجعل منهم عُتقاء من النار في كُلّ يوم، والعِتق يكون بابعاد المُعتَق عن النار، وإدخاله إلى الجنّة.
- كما انه الله تعالي في شهر رمضان يُهيّئ الظروف المُناسبة لعباده، لأداء العبادة، وذلك بحبس الشياطين، وكثرة العِتق من النار في رمضان، لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم: (ويُنادي منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وله عُتقاءُ من النَّارِ وذلك كلَّ ليلةٍ).
- في شهر رمضان يستجيب الله من عباده الدعاء، فرمضان موطن إجابة للدعاء، وللصائم دعوة مُستجابة لا تُرَدّ، فيستجيبها الله تعالى ولو بعد حين.
اركان صيام شهر رمضان المبارك
المسلمون يستعدون لشهر رمضان المبارك، فيتجهزون للعبادات والصلوات والادعية وقراءة القران، ولكنهم قد يجهلون اركان صيام شهر رمضان المبارك، والمكونة من ركنين اساسيين وهما:
- الركن الأول النية: حيث يقصد بالنية اعتقاد القلب فعل شيء ، وعزمه عليه من غير تردد والمراد بها هنا قصد صيام شهر رمضان المبارك، والدليل على أن النية ركن لصحة الصيام ، قوله صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) رواه البخاري و مسلم،، وقوله في حديث حفصة: ( من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له ) رواه أحمد و أصحاب السنن، ومحل النية القلب ، لأنها عمل قلبي لا دخل للسان فيه ، وحقيقتها القصد إلى الفعل امثالاً لأمر الله تعالى ، وطلباً لثوابه، ولا يشرع التلفظ بها ، وهو خلاف السُّنَّة ، ويشترط في النية لصوم رمضان التبييت ، وهو: إيقاع النية ليلاً ، لحديث حفصة المتقدم ، وتصح النية في أي جزء من أجزاء الليل.
- اما الركن الثاني فهو الإمساك عن المفطرات: المتمثلة بالطعام، والشراب والجماع، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، ودليل ذلك قوله تعالى: { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أَتموا الصيام إلى الليل} ( البقرة 187) ، والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود ، بياض النهار وسواد الليل ، وذلك يحصل بطلوع الفجر الثاني أو الفجر الصادق، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال ، ولا الفجر المستطيل ، ولكن الفجر المستطير في الأفق ) رواه الترمذي وقوله صلى الله عليه وسلم:( إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ) رواه البخاري.
اي انه لا يجوز صيام اي انسان لم يحقق هذان الركنان، كما ان صيام شهر رمضان المبارك قد فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام، فمن تحقق فيه هذه الشروط وجب وفرض عيله الصيام.
هل شهر رمضان كامل 2025
بعد ان تطرقنا في مقالنا هذا عن شهر رمضان المبارك، وفضائله وما هي اركانه وشروطه، سنتحدث عن عدد ايامه في 2025، حيث انه تم التاكد من خلال شهر رمضان المبارك بان يبدا شهر رمضان الكريم 2025، م، بعد رؤيه هلاله الذي هل علينا باليمن والبركات، ومن المتوقع ان يستمر شهر رمضان المبارك ثلاثون يوما، اي انه شهر كامل لا ينقصه يوم، ولكن لا بد من التاكد من رؤية هلال هذا الشهر الفضيل.
نحن نعلم بان سؤال البعض هل شهر رمضان كامل 2025، ام ان ايامه ناقصة، ما هو الا سؤال فيه الحزن الشديد على انتهاء شهر الخير والبركات، فهم يودون ان يكون شهر رمضان طوال العام ولا يريدون ان ينقص من ايامه اي يوم ولا حتى ساعة، نتمنى لنا ولكم ان يجعلنا الله من عتقاء هذا الشهر، وان يبلغنا شهر رمضان الكريم في السنوات القادمة.