الفرق بين البأساء والضراء، هناك الكثير من الكلمات في اللغة العربية وفي القرآن الكريم مترادفة في المعنى، ولكنها لم تأتي عبثاً فيكون بينها فرق، مثل الفرق بين البأساء والضراء، وردت في القرآن الكريم في مواضع عدة متتالية، ولكن الكلمتان تبدوان متشابهتان في المعنى، ولكن ما الفرق بينهما، سيكون هذا موضوع بحثنا التالي، حيث أن التساؤل في مثل هذه الأمور كثير ما يتم تداوله على مواقع الإنترنت، فهناك الكثير من هذه المعاني في اللغة العربية وفي القرآن الكريم، كتاب الله معجزة نبينا محمد فلكل كلمة معنى في موضعها التي قيلت فيه، ولم تتوالى هذه الكلمات إلا لمعجزة من الله.
معنى البأساء
لابد لنا لمعرفة الفرق بين البأساء والضراء معرفة معنى البأساء، فمعناه في المعاجم العربية كالوسيط والمحيط والرائد والمعاصر كلها ورد فيها معنى البأساء هو الحرب والفقر والداهية والمشقة، حسب موضع الكلمة في الجمل، فتكون كالتالي حسب الجملة او السياق الخاص بها:
- الفقر: مثال حالة البأس تنهي حياة الزوجين.
- الداهية: رجل شديد المكر والبأس.
- الحرب: أنهكت البأساء طرفي النزاع.
- المشقة: بعض الأعمال بها من البأس ما يتعب الرجال.
معنى الضراء
وقد ورد في معاجم اللغة أن الضراء هي الوجع أو المرض البدني، كما ورد في القرآن عن رسول الله أيوب لربه قال: (ربي إني مسني الضر)، أو ضرر المال، والضراء أيضا الشدة والفقر أيضا، ومع كسر الضاد هي الأرض الخالية، وكل هذا لنعرف الفرق بين البأساء والضراء، ولها مواضع في القرآن متعاقبة سوف ندرسها في موضوعنا هذا، بشكل مفصل ومفسر، حسب ما ورد عن المفسرين لكتاب الله:
البأساء والضراء وزلزلوا
ولدراسة الفرق بين البأساء والضراء، علينا دراسة مواضعها في القرآن الكريم، ففي سورة البقرة يقول تعالى عن بني اسرائيل: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)، وقد ورد في كتب التفسير أن هذه الآية نزلت على المسلمين يوم الخندق، لما أصابهم من الخوف والرعب والتعب الشديد من قلة الطعام ومن البرد القارس، حيث أنه سبقها فيما معنى الآية السابقة أنه أتظنون أنه لن يمسكم منا ما كان لبني إسرائيل، حيث أصابهم البأساء وهي الحاجة الشديدة والضراء المرض والعلة، وزلزلوا أي أصابهم الخوف من أعداءهم، وتساءلوا عن نصر الله فكان رده تعالى،، إن نصره قريب، وهذا كان الفرق بين البأساء والضراء في هذه الآية، وسوف نرى في مواضع أخرى في القرآن الكريم الفرق بين البأساء والضراء.
البأساء والضراء لعلهم يتضرعون
وهنا موضع أخر في سورة الأنعام، للتعرف على الفرق بين البأساء والضراء، ففي قوله تعالى: (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون)، فهنا ورد عن المفسرين أن رب العزة يقول للرسول ويخبره عن الأمم التي سبقته، وكذبوا الرسل وعبدوا غير الله أنه عاقبهم في الدنيا بالبأساء وهي الفقر الشديد، والضراء وهي الأسقام والأوبئة، التي تنهكهم وتنهيهم، وأنه أراد فعل هذا لكي يعبدوه، ويستكينوا ويتذللوا لوجه الله في عبادتهم.
الفرق بين البأساء والضراء وحين البأس
وهنا موضع آخر في كتاب الله عن الفرق بين البأساء والضراء، حيث قال تعالى: (والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك المتقين)، وهنا يقول رب العزة أن من صبر على البأساء أي الفقر الشديد، والشدة في بلاء الدنيا، والصابرين في الضراء وهو المرض ووجع البدن، وحين البأس أي في الحروب، فهم الفائزون، وقد كانوا من المتقين ولهم من الله جزاء ما صبروا.
الفرق بين البأساء والضراء
ومن خلال ما ورد ذكره في الموضوع تبين أن الفرق بين البأساء والضراء هو أن البأساء هي ضراء، ولكنها يصاحبها الخوف الشديد، أما الضراء فهي ضرر جسدي لا يصاحبه الخوف الشديد، فمثل ذلك عند زيارة مريض يقال له: لا بأس عليك أي لا خوف في مرضك وسيشفيك الله، وأيضا قول الله تعالى: (لا تبتئس)، أي لا تخف فالبأساء بها خوف وقلق كالحروب والفقر الشديد، بهما خوف من الموت أو من شيء قد يحدث للنفس فيها.
المترادفات علم من علوم اللغة العربية، وهي علم واسع فتجد أن المعنى مختلف في شيء بسيط، مثل الفرق بين البأساء والضراء، كما أوردنا في موضوعنا تجد أن علم المترادفات به الكثير من الإعجاز، لا يأتي به سوى كتاب من الله وهو القرآن الكريم، فالإعجاز اللغوي فيه يزيد من جمال اللغة العربية، ويجعلها من أجمل اللغات وأكثرها قدرة على توسيع العقل البشري، لما في القرآن من إعجاز جميل وواسع.