حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية

حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية، قد سن الله جل في علاه للمسلمين عيدين اثنين، عيد الفطر المبارك الذي يعقُب شهر رمضان المبارك، الذي يأتي بعد شهر شامل من الصيام والقيام والاكثار من الطاعة فيه، فيجيء عيد الفطر ليكون فرحة للمسلمين بالافطار فيه، والصلاة فيه في اول ايامه حيث تكون على خلاف الصلاة العادية، كذلك عيد الاضحى المبارك، وهو العيد الثاني للمسلمين حيث يكون بعد الانتهاء من الحج مباشرة، وتكون له صلاة خاصة كصلاة عيد الفطر المبارك وستنحدث عن ما هو حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية، ورأي علماء الدين الاسلامي في ذلك.

ما حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية

ما حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية
ما حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية

قد ورد ذكر هذا السؤال كثيرا حول ما هو حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية؟ وقد وردت اجابته وفقا لفتاوى على المذهب المالكي وقد كانت كالتالي:

حكم التكبير جماعة في صلاة العيد :
رفع الصوت بالتكبير في أيام العيد من الشعائر التي تميزت بها الأمة الإسلامية عن بقية الأمم السابقة، فالتكبير المطلق والمقيد في عيدي الفطر والأضحى – سواء كان فردياً أم جماعياً – هو سنة مستحبة، واظب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، وقد قال الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة/185.
والمناسب لهذه الشعيرة أن تكون على وتيرة واحدة ومنتظمة من قِبل الناس؛ لأن التكبير الجماعي أقوى وأعلى صوتاً، وأوقع في النفس من أن يكبّر كل شخص وحده، وأحرى ألا يقع الاضطراب والتشويش بسبب اختلاف الأصوات وتعارضها إذا لم يكن بصوت واحد، ويؤيد ذلك ما يلي:
جاء في صحيح البخاري(2/589) أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كان يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبّران ويكبّر الناس بتكبيرهما وكبر محمد بن علي خلف النافلة. اهـ
وحديث أم عطية هو من أصرح أحاديث دلالة على مشروعية التكبير جماعةً. ففي الصحيحين من حديث أم عطية قالت: (كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ، حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا، حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ) ـ ففي قولها ” فيكبرن بتكبيرهم” يدل على سنيتها, فكيف يقال إنها بدعة.
وفي صحيح البخاري(2/594) أن عمر كان يكبّر في قبّته بمنىً فيسمعه أهل المسجد فيكبّرون ويكبّر أهل الأسواق حتى ترتجَّ منىً تكبيراً.أهـ قال ابن حجر(2/594ـ595) تعليقاً على قوله ترتج: ” بتثقيل الجيم أي يضطرب وتتحرك, وهي مبالغة في اجتماع رفع الصوت.” وهذا الفعل يأخذ حكم الرفع, والظاهر أنها كانت أمراً معروفاً. فكيف يقال إنها بدعة؟ ولا يقال إن ذلك كانت توافقاً, لإن في الحديث أن أهل المسجد وأهل السوق كبّرو لما سمعو تكبيرة عمر, وما كانو يكبرون قبله, فالظاهر أنهم فعلو ذلك عمداً
البيهقي في السنن الكبرى :
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق قال : قال أبو عبيد فحدثني يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عمر رضي الله عنه :”كان يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون فيسمعه أهل السوق فيكبرون حتى ترتج منى تكبيرا واحدا “.
وهذا إسناد صحيح لا تعلم له علة
وفي صحيح البخارى(2/594) أن ميمونة كانت تكبِّر يوم النحر, وكن النساء يكبّرون خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد.أهـ وهذا يدل أيضاً أن النساء يكبرن مع الرجال. جماعة.
يقول الإمام الشافعي في الأم(1/400) ” يكبر الناس في الفطر, حتى تغيب الشمس ليلة الفطر, فرادى وجماعة في كل حال حتى يخرج الإمام لصلاة العيد, ثم يقطعون التكبير”اهـ
و قال الإمام الشافعي رحمه الله أيضا في “الأم”: “إذا رأوا هلال شوال أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى في المسجد والأسواق والطرق والمنازل، ومسافرين ومقيمين، في كل حال، وأين كانوا، وأن يظهروا التكبير”.
والتكبير شعار هذه الأيام وقال تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ اهـ
وبهذا نعلم أن التكبير الجماعي بصوت واحد مشروع في أصل السنة، وأنه على فرض عدم ورود ظواهر الأدلة عليه فليس ثمة ما يمنع منه، ولا تترتب عليه أي مفسدة، ولا يدعي أحد أن الذكر بصوت واحد أكثر أجراً وأحب إلى الله، وإنما هو أداء تلقائي ثبت في السنة وفي آثار الصحابة الكرام، فلا يجوز الإنكار على فاعليه، وتناقل هذا الفعل بين أجيال المسلمين من غير نكير أمارة على المشروعية أيضا.
ووقت التكبير يبدأ في عيد الفطر من غروب شمس آخر يوم من رمضان (ليلة العيد)، أو من ثبوت رؤية هلال شوال، وينتهي بالشروع في صلاة العيد.
وأما التكبير في عيد الأضحى فيبدأ من صبح يوم عرفة ويستمر حتى عصر آخر يوم من أيام التشريق. والله تعالى أعلم.

حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية

حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية
حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية

ان حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية، يبحثوا الكثير من المسلمين عن حكم التكبير الجماعي في عيد الفطر السعيد او عيد الاضحى المبارك، حيث أجمع بعض الفقهاء على أن التكبير في ليلة العيد بشكل جماعي ليست من السنن النبوية الشريفة، والبعض الاخر يقول أنه لا حرج في ذلك، ولهذا سوف نوضح لكم حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية.

الحكم هو:

فلا خلاف في مشروعية التكبير في العيدين قال تعالى ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ) وقال سبحانه ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله … كذلك سخرناها لكم لتكبروا الله على ما هداكم ) والأحاديث في مشروعية التكبير كثيرة كما أن على ذلك عمل المسلمين على مر العصور.

ولكن حصل الخلاف بين أهل العلم في أمور في التكبير غير أصل المشروعية ومن ذلك التكبير بصوت جماعي :
– فذهب الشافعية والحنابلة وهو قول في مذهب المالكية إلى أن ذلك مشروع.
– والقول الآخر عند المالكية على أن ذلك غير مشروع.
– ولم أجد للحنفية كلاما في ذلك لكنهم يستحبون رفع الصوت في عيد الأضحى واختلفوا في عيد الفطر والراجح عندهم أنه كالأضحى
ولكن لهم قولان في الذكر الجماعي كما سيأتي في آخر المبحث والتكبير داخل في الذكر.

شاهد أيضاً: متى يبدأ التكبير المطلق في عيد الأضحى

حكم التكبير الجماعي قبل صلاة العيد لابن باز

حكم التكبير الجماعي قبل صلاة العيد لابن باز
حكم التكبير الجماعي قبل صلاة العيد لابن باز

وفقا لما قد ورد من حكم شرعي لفضيلة الشيخ عبد الله ابن باز، على سؤال: حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية؟؟

الاجابة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد: فقد اطلعت على ما نشره فضيلة الأخ الشيخ: أحمد بن محمد جمال – وفقه الله لما فيه رضاه – في بعض الصحف المحلية من استغرابه لمنع التكبير الجماعي في المساجد قبل صلاة العيد لاعتباره بدعة يجب منعها.
وقد حاول الشيخ أحمد في مقاله المذكور أن يدلل على أن التكبير الجماعي ليس بدعة وأنه لا يجوز منعه، وأيد رأيه بعض الكتاب؛ ولخشية أن يلتبس الأمر في ذلك على من لا يعرف الحقيقة نحب أن نوضح أن الأصل في التكبير في ليلة العيد، وقبل صلاة العيد في الفطر من رمضان، وفي عشر ذي الحجة، وأيام التشريق، أنه مشروع في هذه الأوقات العظيمة وفيه فضل كثير؛ لقوله تعالى في التكبير في عيد الفطر: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185].
وقوله تعالى في عشر ذي الحجة وأيام التشريق: لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ الآية [الحج:28].
وقوله عز وجل: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ الآية [البقرة:203]. ومن جملة الذكر المشروع في هذه الأيام المعلومات والمعدودات التكبير المطلق والمقيد، كما دلت على ذلك السنة المطهرة وعمل السلف.
وصفة التكبير المشروع: أن كل مسلم يكبر لنفسه منفردا ويرفع صوته به حتى يسمعه الناس فيقتدوا به ويذكرهم به.
أما التكبير الجماعي المبتدع فهو أن يرفع جماعة – اثنان فأكثر – الصوت بالتكبير جميعا يبدءونه جميعا وينهونه جميعا بصوت واحد وبصفة خاصة.
وهذا العمل لا أصل له ولا دليل عليه، فهو بدعة في صفة التكبير ما أنزل الله بها من سلطان، فمن أنكر التكبير بهذه الصفة فهو محق؛ وذلك لقوله ﷺ: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد[1] أي مردود غير مشروع.
وقوله ﷺ: وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والتكبير الجماعي محدث فهو بدعة، وعمل الناس إذا خالف الشرع المطهر وجب منعه وإنكاره؛ لأن العبادات توقيفية لا يشرع فيها إلا ما دل عليه الكتاب والسنة، أما أقوال الناس وآراؤهم فلا حجة فيها إذا خالفت الأدلة الشرعية، وهكذا المصالح المرسلة لا تثبت بها العبادات، وإنما تثبت العبادة بنص من الكتاب أو السنة أو إجماع قطعي.
والمشروع أن يكبر المسلم على الصفة المشروعة الثابتة بالأدلة الشرعية وهي التكبير فرادى. وقد أنكر التكبير الجماعي ومنع منه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية رحمه الله وأصدر في ذلك فتوى، وصدر مني في منعه أكثر من فتوى، وصدر في منعه أيضا فتوى من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
وألف فضيلة الشيخ حمود بن عبدالله التويجري رحمه الله رسالة قيمة في إنكاره والمنع منه، وهي مطبوعة ومتداولة وفيها من الأدلة على منع التكبير الجماعي ما يكفي ويشفي -والحمد لله- أما ما احتج به الأخ الشيخ أحمد من فعل عمر رضي الله عنه والناس في منى فلا حجة فيه؛ لأن عمله رضي الله عنه وعمل الناس في منى ليس من التكبير الجماعي، وإنما هو من التكبير المشروع؛ لأنه رضي الله عنه يرفع صوته بالتكبير عملا بالسنة وتذكيرا للناس بها فيكبرون، كل يكبر على حاله، وليس في ذلك اتفاق بينهم وبين عمر رضي الله عنه على أن يرفعوا التكبير بصوت واحد من أوله إلى آخره، كما يفعل أصحاب التكبير الجماعي الآن.
وهكذا جميع ما يروى عن السلف الصالح -رحمهم الله- في التكبير كله على الطريقة الشرعية ومن زعم خلاف ذلك فعليه الدليل، وهكذا النداء لصلاة العيد أو التراويح أو القيام أو الوتر كله بدعة لا أصل له، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي ﷺ أنه كان (يصلي صلاة العيد بغير أذان ولا إقامة)، ولم يقل أحد من أهل العلم فيما نعلم أن هناك نداء بألفاظ أخرى، وعلى من زعم ذلك إقامة الدليل، والأصل عدمه، فلا يجوز أن يشرع أحد عبادة قولية أو فعلية إلا بدليل من الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة أو إجماع أهل العلم -كما تقدم- لعموم الأدلة الشرعية الناهية عن البدع والمحذرة منها، ومنها قول الله سبحانه: أمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21]
ومنها الحديثان السابقان في أول هذه الكلمة، ومنها قول النبي ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته.
وقوله ﷺ في خطبة الجمعة: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هديي محمد ﷺ وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة خرجه مسلم في صحيحه، والأحاديث والآثار في هذا المعنى كثيرة.
والله المسئول أن يوفقنا وفضيلة الشيخ أحمد وسائر إخواننا للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يجعلنا جميعا من دعاة الهدى وأنصار الحق، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من كل ما يخالف شرعه إنه جواد كريم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه[2].

الرئيس العام لإدارات البحوث
العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
هذا وقد اوردنا لكم من اجابات نحسبها صحيحة باذن الله سبحانه وتعالى، بخصوص سؤال: ما حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية؟ وقد ذكرنا لكم ايضا اجاباته من قبل جمهور اهل العلم لدى المذهب المالكي، والمذاهب الاخر ، ووفقا لما جاء لفضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى.
Scroll to Top