هل تصلي المرأة صلاة العيد في بيتها، تحتفل جميع الأمم بالأعياد والمناسبات الخاصة، فالعيد ينشر البهجة والفرح والسرور والمودة، ولكن للأمة الإسلامية عيدان فقط، وهما عيدي الفطر والأضحى، حيث تقام في العيدين العديد من مظاهر الفرح والسعادة المختلفة، وفي العيد تسود أجواء الترابط والإخوة وصلة الرحم، وعيد الفطر يأتي بعد صوم المسلمين لرمضان، أما عيد الأضحى فيكون بعد يوم عرفة، ومن شعائر العيد عند المسلمين، صلاة المسلمين صباح يوم العيد في المسجد، والتهليل والتكبير وذكر اسم الله في المساجد، ولكن هل تصلي المرأة صلاة العيد في بيتها؟
صلاة العيد للنساء
عن أم عطية عن النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-قالت:(أمرنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أن نخرجهن في الفطر والأضحى، العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمن، قلت: يا رسول الله، إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: لتبسها اختها من جلبابها)، من الحديث الشريف يوضح أنّ الرسول محمد-صلى الله عليه وسلم- كان قد أمر النساء بالخروج لصلاة العيدين، الفطر والأضحى، وحكم خروج صلاة المرأة للعيد هي سنة مؤكدة، ولكن خروج المرأة لتأدية صلاة العيد يكون ضمن شروط من أجل نيل الأجر والثواب الكثير، ونيل رضا الله، ومن هذه الشروط:
- أن تكون المرأة على طبيعتها من دون إضافة أي نوع من مساحيق التجميل أو التبرج أو التعطر.
- أن تلتزم المرأة بالملابس الساترة الشرعية المحتشمة والفضفاضة.
- ألا تظهر المرأة زينتها وحسنها أثناء خروجها لتأدية صلاة العيد.
وذلك حتى تنال رضا الله وتحصل على الثواب والأجر الكبير من دون أي ذنوب أثناء تأديتها لصلاة العيد، ومن الممكن أيضاً صلاة العيد للمرأة في بيتها من دون أن تخرج للمنزل، ولها نفس أجر وثواب من قامت بتأديتها في المساجد، أما كيفية أداء صلاة العيد للمرأة في بيتها، فإنّه يكون بنفس الكيفية التي تؤدى في المساجد، حيثُ أنّ صلاة العيد للمرأة في البيت تكون عبارة عن ركعتين، والركعة الأولى تكون عبارة عن سبع تكبيرات مع تكبيرة الإحرام، ثم قراءتها لسورة الفاتحة وبعضاً من السور القصيرة، أما الركعة الثانية من صلاة العيد فتكون عن طريق التكبير خمس تكبيرات من دون تكبيرة القيام، ثم تقرأ الفاتحة وما تيسر من سور قصيرة، وهذه الكيفية هي نفس الكيفية والطريقة التي تُقام بها صلاة العيد في المساجد، وسواء أدت المرأة صلاة العيد في بيتها، أو أنّها خرجت من منزلها للمسجد من أجل تأديتها فإنّ لها نفس الأجر والثواب بإذن الله، ولكن من الأفضل ومن المستحب أن تؤدى صلاة العيد في الساحات الكبيرة، أو في المساجد، وذلك لأنّها مظهر من مظاهر أعياد المسلمين وشعائر عيدهم، والصلاة في المساجد أو الساحات الكبيرة تدخل الفرح والسرور والمحبة والبهجة على نفوس من صلاها سواء أكان رجلاً أم امرأة أم طفلاً.
شاهد أيضاً: يبدأ وقت صلاة العيد متى
صلاة العيد فرض كفاية على الرجال
اختلف الأئمة في تحديد حكم صلاة العيد، فمنهم من قال أنّها سنة مؤكدة، ومنهم من قال بأنّ صلاة العيد هي فرض كفاية، والسنة المؤكدة: هي التي واظب النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- على أدائها ولم يتركها، وحكم السنة المؤكدة هو أن يثاب فاعلها وينال أجرها وثوابها ويعاقب تاركها ويأخذ إثم تركها والبعد عنها، أما فرض الكفاية فيقصد به: أنّه إذا قام به جماعة من المسلمين فإنّهم يأخذون ثوابه، ولا يقع الإثم على أي أحد، أما إذا تركه الجميع فإنّهم يأخذون الإثم والعقاب بسبب تركه، فحكم صلاة العيد في مذهب الإمام الشافعي والإمام مالك رحمهم الله وعفا عنهم هي: سنة مؤكدة، أما في مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فهي فرض كفاية، وفي مذهب الإمام ابو حنيفة رحمه الله قال فإنّه قال أنّها واجبة.
شاهد أيضاً: صلاة العيد على الرجال هل هي واجبة أم فرض كفاية أم سنة
وقت صلاة العيد
يبدأ وقت صلاة العيد حين ارتفاع أشعت الشمس على قدر رمح، أو على قدر رمحين، وينتهي وقتها وتدخل في القضاء عند دخول وقت صلاة الضحى، أي أنّه ما قبل صلاة الظهر، ويكره أداء الصلاة حين طلوع الشمس وشروقها، وصلاة العيد يتم تأديتها بعد طلوع الشمس بوقت قدره نصف ساعة تقريباً، ولمن فاته أداء صلاة العيد في المساجد، أو في الساحات الكبيرة فعليه قضاء صلاة العيد منفرداً.
شاهد أيضاً: هل يجوز صلاة العيد في البيت
سنن العيد الخاصة بأداء صلاة العيد
صلاة العيدين الفطر والأضحى تعود بالكثير من الأجر والثواب والمغفرة ونيل رضا الله على من قام بها وأدائها، والصلاة في جماعة تعادل صلاة الفرد لوحده سبع وعشرون مرة من حيث الأجر والثواب المترتب عليها، وسن النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- العديد من السنن والأمور المستحبة والمقربة لله-سبحانه وتعالى- لمن أراد القيام بأداء صلاة العيد ونيل العفو الأجر والثواب الكبير، وكان النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-يقوم بهذه السنن ومن فعلها فإنّه يقتدي برسوله الكريم ومن هذه السنن المرتبط أدائها بفعل صلاة العيد ما يأتي:
- تأخير الإفطار إلى ما بعد أداء صلاة عيد الأضحى، وتقديمه وتسريعه إلى ما قبل أداء صلاة عيد الفطر.
- أن نقوم بالذهاب إلى صلاة العيد من طريق، ونرجع بعد الانتهاء من أدائها من طريق آخر مغاير له.
- القيام بصلاة العيد في الساحات الكبرى، أو في المساجد الكبرى، أو في الخلاء فإنّه يستحب ذلك.
- أكل عدد فردي من التمرات قبل الذهاب لأداء صلاة العيد، وهذا ما كان يفعله النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-.
- يحرم صيام يوم عيد الفطر، وكذلك يحرم صيام يوم عيد الأضحى، كما قال النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-:(لا صوم في يومين: الفطر والأضحى).
- الإكثار من التهليل والتكبير وذكر الله ذكراً كثيراً قبل صلاة العيد، حيث أنّ التكبير والتهليل في المساجد يكون قبل بليلة من اداء صلاة العيد.
- التبسم في وجه الناس وتهنئتهم بالعيد بعبارات جميلة وطيبة منها: عيدكم مبارك، تقبل الله منّا ومنكم وغيرها.
شاهد أيضاً: هل يجوز للحائض الذهاب لصلاة العيد
فضل صلاة العيد
صلاة عيد الفطر تكون بعد الانتهاء من صيام شهر رمضان المبارك، أما صلاة عيد الأضحى فتكون في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة بعد قيام الحجاج بالانتهاء من مناسك الحج، وصلاة العيد تعد من أحد شعائر العيد ونسكه وبهجته، وفضل أداء صلاة العيد والقيام بها يكون في الآتي:
- تنقى القلوب وتطهر النفوس وتزيد المحبة والمودة والإخاء وتنشر السعادة والبهجة بين صفوف المسلمين.
- وتعد صلاة العيد من مظاهر الشكر والتعبد لله-عزوجل- على إتمام الفرائض التي فرضها الله وحثنا عليها النبي.
- وصلاة العيد لها ثواب كبير وأجر عظيم، حيث حث النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- على أدائها والقيام بها للرجال أو النساء.
شاهد أيضاً: كلمات تكبيرات صلاة العيد الاضحى المبارك مكتوبة
إذن وفي نهاية مقالنا هذا نكون قد وضحنا فضل صلاة العيد، وحكم صلاة العيد، ووقتها، وكيفية أدائها، وجواز قضائها لمن فاتته صلاة العيد جماعةً كذلك، وبينا اختلاف الأئمة والفقاء في تحديد حكم صلاة العيد، فمنهم من قال بأها سنة مؤكدة ومنهم من عدها على أنّها فرض كفاية،ووضحنا حكم صلاة العيد للنساء، وذكرنا في مقالنا إجابة هل تصلي المرأة صلاة العيد في بيتها، حيث أنّ صلاة العيد للمرأة في المساجد والساحات الكبيرة سنة مؤكدة، ولا مانع من صلاتها في بيتها، ولها ذات الأجر والثواب.
مقالات قد تهمك
