موضوع عن الاخلاق الحسنة، الإنسان وليدة البيئة يتأثر بها ويؤثر فيها، ولكن الأخلاق هي المرآة التي تعكس تربية الإنسان وبيئته التي عاش فيها، سواء البيئة الخاصة والشخصية أم البيئة العامة، ودائما ما يتبادر إلى الأذهان عند الحديث عن الأخلاق، الأخلاق الحسنة الطيبة، مع أن كلمة الأخلاق تحمل إحدى المعنيين الحسنة، والخبيثة السيئة، وحث الدين الإسلامي الحنيف ورسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه على حسن الخلق، والمعاملة الطيبة الحسنة، فقد كان خير مثال في الأخلاق الحسنة، وخير قدوة للجميع، واليوم سنقدم لكم موضوع عن الاخلاق الحسنة.
موضوع عن الاخلاق الحسنة كامل
مهما امتلك الانسان من الجمال والغنى و المنصب، تبقى الأخلاق هي مرآة الإنسان، وهي المقياس الحقيقي للحكم عليه وتقييمه، وتحديد الطريقة التي سيتم التعامل بها معه، إن الأخلاق الحميدة الطيبة الحسنة هي التي تأسر الألباب، وتخطف القلوب، والتي يدوم سحرها طويلا، بحيث تكون أجمل هدية يقدمها الإنسان للإنسان هي المعاملة الحسنة الطيبة، والتي تنبع من طيب الأخلاق ومحاسنها، وتكون الأخلاق بمثابة النبتة الحسنة التي يزرعها الإنسان و يبقى أثرها، ويدوم طويلا، وتكون أيضا بمثابة الزهرة الفواحة التي يدوم عطرها طويلا، ويبقى خالدا في الذاكرة إلى الأبد، يمكن للإنسان شراء وابتياع الكثير من الأشياء ولكن لا يمكنه شراء الأخلاق مهما دفع لها مبلغا عظيما، فإنها لا تقدر بثمن.
وتتمثل الأخلاق بمجموعة من القيم والمبادئ التي يحوزها الفرد، وبما أن الاخلاق كلمة عامة فإنها تحمل المعنيين الطيب و القبيح الخبيث، ولكن الأخلاق الطيبة الحميدة، هي التي تجذب الأخرين للشخص لما يمتلكه من الصفات الحسنة، وتحببهم في التعامل عليه وتكوين علاقات جيدة طيبة معه، وتمكين الصداقات مع صاحب الأخلاق، لما للأخلاق الحسنة الطيبة من أهمية عظمى وبالغ الأثر الكبير، وأفضل الله وأحسنهم أخلاقا هو النبي محمد صل الله عليه و سلم ، ويقول في حديث شريف فيما يخص الأخلاق الحميدة الطيبة، ممتدحا إياها وأيما مدح، يقول صلى الله عليه وسلم : “ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق” رواه الترمذي.
والأخلاق الحميدة الحسنة الطيبة تمنح الإنسان نورا وضياء في الوجه، وتزيد المرء قربا من الله عز وجل، وتثقل ميزان المرء يوم القيامة، و لا يقتصر أثرها على الفرد، فحسب بل على المجتمع كافة لما لها دور عظيم، وأثر بالغ في تماسك المجتمع وتواده وتراحمه، و تآلفه، و انتشار الخير فيه ،فالأخلاق الحميدة تشمل كل ما هو حميد وحسن من الصفات والأفعال والأقوال، كالتسامح، و ،العدل، والصدق والتعاون، والإنصاف، والاحترام ، والشجاعة، والكثير الكثير من الصفات التي لا مجال في هذا المقام، وبلا شك بأن انعكاس هذه الأخلاق الحسنة الطيبة على المجتمع فستؤدى حتما إلى بناء المجتمع ونهضته، والرقي به إلى مصافي الأمم والحضارات، وازدهاره ورقيه في كل المجالات، وتمنع من انهيار المجتمع، وتدهوره.
وخير أسوة حسنة، وقدوة طيبة في الأخلاق هو النبي صل الله عليه و سلم، فكان أحسن الناس خلقا وتعاملا وسلوكا، حيث وصفته أُم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت عنه: “كان قرآن يمشى على الأرض”، ووصفه الله تبارك وتعالى قائلا في مدح خلقه في سورة القلم حيث قال : {وإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم}، لما لها من أهمية كبيرة و أثر جليل في حياة الفرد والمجتمع، فالإسلام أولى الأخلاق اهتمامًا كبيرًا، فقد وردت آيات و أحاديث كثيرة في مدح الأخلاق الحسنة الطيبة والحث عليها، والابتعاد عن كل ما يسوء الأخلاق، وقال النبي الكريم صلّى الله عليه وسلّم في حثه وتشجيعه على حسن الخلق : “إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا”.