هل القمر يستمد نوره من الشمس، القمر هو جرم سماوي ينير في السماء ليلاً، ويتساءل الكثيرون كيف لجسم معتم أن يضيء، ومن أين يستمد نوره، وكيف تختلف اضاءته خلال الشهر، أسئلة كثيرة تُطرح عن القمر ووجه الاختلاف بينه وبين الشمس، ومن خلال مقالنا سنحاول الاجابة على التساؤلات المطروحة، والتي من أبرزها هل القمر يستمد نوره من الشمس.
هل القمر يستمد نوره من الشمس
قال الله تعالى: “تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً”، خلق الله الشمس والقمر وبين لنا في القرآن الكريم أن الشمس سراج، حيث تتفاعل داخل الشمس الغازات وتطلق هذه الحرارة الشديدة والضوء الساطع، والذي يؤثر على من حوله فالشمس تمد الأرض بالضوء والحرارة نهاراً، وهي من تعكس ضوءها على القمر فما نراه من نور القمر هو انعكاس ضوء الشمس على القمر والذي بدوره يضيء السماء في الليل، لذلك يمكن القول أن القمر يستمد نوره من الشمس.
وجه التشابه والاختلاف بين الشمس والقمر
وضح الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم الفرق بين الشمس والقمر، فقد قال الله تعالى: “أَلَمْ تَرَوا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَواتٍ طِباقاً * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيْهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً”.
أولا: التشابه بين الشمس والقمر: هناك أوجه تشابه بين الشمس والقمر تتمثل في التالي:
- الشمس والقمر مصدرين للضوء، فالشمس تضفي بضيائها على الأرض نهاراً، والقمر ينير سماء الأرض ليلاً.
- الشمس والقمر بعيدان عن الأرض، حيث تبعد الشمس عن الأرض حوالي 150 مليون كيلومتر، أما القمر فيبعد عن الأرض بمقدار 356410 كم.
- الشمس والقمر يتحركان في الفضاء الخارجي: فالشمس تدور حول نفسها وكذلك حول مجرة درب التبانة، أما القمر فيدور حول الأرض بمدار بيضاوي.
ثانياً: الاختلاف بين الشمس والقمر: من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف بين الشمس والقمر ويكون الاختلاف على النحو التالي:
- ظاهرة الكسوف والخسوف لكل منهما، حيث عندما يقوم القمر بحجب أشعة الشمس عن الأرض بشكل كلى او جزئي فإن هذه الظاهرة تسمى كسوف الشمس، أما عندما تقع الأرض على نفس المدار بين الشمس والقمر وبالتالي يقع ظل الأرض على القمر عندما تطل الشمس بأشعتها على الأرض، وتحدث هذه الظاهرة عندما يكون القمر بدراً بحيث يظهر وكأن جزءً منه قد قُطع، وتسمى هذه الظاهرة خسوف القمر.
- الاختلاف في التكوين لكل منهما، حيث أن الشمس تتكون من مجموعة من الغازات والتي في أغلبها غاز الهيدروجين ونسبة قليلة من الهيليوم، أما القمر فهو عبارة عن مجموعة من الصخور وقطع زجاجية متفرقة على سطح القمر،ويحيط بسطح القمر كمية كبيرة من الغبار تشبه الدخان، وجدير بالذكر أن سطح القمر عبارة عن فوهات بركانية، ويعتقد العلماء أن صخور القمر من نوع البازلت والبريشيا.
أطوار القمر
تختلف اضاءة القمر والنور الصادر منه على الأرض خلال الشهر وذلك بسبب اختلاف حجمه الذي يتزايد ليصل الى حد الاكتمال ثم يتناقص ليصل الى حد معين، ومن خلال أطوار القمر يتم تحديد بداية الشهر الهجري ونهايته، وأكبر ما يكون القمر عندما يكون بدراً وذلك في منتصف الشهر الهجري، قال الله تعالى: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون”، وهنا نذكر أطوار القمر كالتالي:
- المحاق.
- الهلال المتزايد.
- طور الربع الأول.
- الأحدب المتزايد.
- البدر، ويكون مكتملاً في ليلة الخامس عشر من الشهر الهجري.
- الأحدب المتضائل.
- طور الربع الأخير.
- الهلال المتضائل.
خلق الله سبحانه وتعالى الكون بإحكام ونظام دقيق، فقد خلق الشمس والقمر والأرض وجعل لكل منهم مدار يسير فيه لا يصطدم أحدهم بالأخر، وجعل الشمس مصدر الضوء والدفء للأرض، وجعل السماء تتزين بالقمر المنير ليضيء الأرض ليلاً، وفي مقالنا وضحنا اجابة سؤال هل القمر يستمد نوره من الشمس.