اوقات اخراج زكاة الفطر، أركان الاسلام خمس والزكاة هي الركن الرابع منها، وهي فرض على المسلم القادر، وقد فرضت الزكاة في السنة الثانية للهجرة، لكي يتفقد المسلمين بعضهم البعض، ويعطي من لديه لمن ليس لديه ولأصحاب الحاجة من المسلمين الفقراء، لسد بعضاً من حاجتهم ويكثر المسلمون في رمضان من السؤال عن اوقات اخراج زكاة الفطر، فقد ارتبطت زكاة الفطر برمضان ولكسب الأجر من الله يحرص عليها المسلمون وكان لنا أن نبحث عن زكاة الفطر.
شروط زكاة الفطر
زكاة الفطر فرض كالصلاة والصوم، وهي مشروطة بعدة شروط وجب معرفتها لمن يسأل اوقات اخراج زكاة الفطر، وهي كالتالي وجب علينا ذكرها لمعرفةتها عند معلرفة اوقات اخراج زكاة الفطر:
- الشرط الأول: النية فالنية واجبة على الفروض، كالصيام والصلاة والزكاة والحج وهي مقرها القلب، فواجب على المسلم أن يضع نية الزكاة في قلبه قبل إخراجها علها تكون مطهرة وكفارة له عن ذنوبه.
- الشرط الثاني: دخول وقت وجوب الزكاة، ويكون ذلك بعد الإفطار في أخر يوم من رمضان وبعض العلماء قال أنها في أخر أيام من رمضان، ومنهم من قال دخول اوقات اخراج زكاة الفطر بدخول شهر رمضان المبارك.
- الشرط الثالث: أن الزكاة واجبة على كل نفس بشرية قادرة عليها، ويخرج الزكاة إما كل شخص عن نفسه أو ولي الأمر عن من لاعقل له أو الطفل وغير البالغ حتى الرضيع وجبت عليه الزكاة، ومن العلماء من قال أن الأجنة في بطن أمهاتهم لا يجب إخراج الزكاة عنهم ومن أخرجها له الأجر في ذلك من الله.
هذه الشروط الواجبة للزكاة، يجب معرفتها لمن يستفسر عن اوقات اخراج زكاة الفطر، أما عن المقدرة فقد اختلف بها العلماء ممن هم ميسوري الحال وممن هم غير ميسوري الحال، فالبعض يقول واجبة على كليهما من ما هو فائض عن حاجته وقوته، والبعض الآخر قال لمن هو ميسور الحال، فمن يسأل عن اوقات اخراج زكاة الفطر فهو أيضا يسأل عن الشروط لإخراج الزكاة.
مكان اخراج زكاة الفطر
من المسلمين من هم خارج بلادهم للعمل أو الدراسة أو أي سبب آخر، ومنهم من لديه استثمارات خارج بلادهم، فإنهم يسألون عن مكان اخراج الزكاة كما هو السؤال عن اوقات اخراج زكاة الفطر، وقد كان إجماع العلماء في ذلك على أن وجوب إخراج الزكاة في البلد التي تسكن فيها والتي وجب عليه إخراج الزكاة وهو فيها، ومن الجائز إخراج الزكاة لمؤسسات وجمعيات تعتني بالفقراء وتتكفل بهم وبالأيتام، فالجمعيات كثر لهذا الأمر، وتظل النية لمن أخرج الزكاة كما نواها والله عليم خبير.
مقدار زكاة الفطر
معرفة اوقات اخراج زكاة الفطر، توجب معرفة أمور أخرى عنها، فرضت الزكاة في السنة الثانية للهجرة أي أنها تزامنت مع الصيام، وقد قدر الرسول مقداراً للزكاة، حيث أنه ورد عن رسول الله المصطفى الحبيب محمد على المسلمين أن يخرجوا صاع من تمر أو صاع من شعير، وقد قدر الصاع أنه أربع من كفين ممتلئين وهي الأمداد، والصاع لجميع أنواع الحبوب التي يجوز إخراجها كالشعير والقمح والتمر وغيرهم، من البلد التي يسكن بها من فرض عليه إخراج الزكاة، والبعض من العلماء رأى أن القمح يجوز فيه إخراج نصف الصاع، ولكن الوارد هو الصاع كاملاً وهذا يكون في جميع أماكن و اوقات اخراج زكاة الفطر، أي البلد والزمن الذي فرضت على المسلم فيه.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا
كما يسأل المسلم عن اوقات اخراج زكاة الفطر فإنه يسأل في جواز إخراج زكاة الفطر نقداً، فإنها مسألة يتمعن المسلم فيها لأنها فرض، فيسأل كثيراً عنها لأن ما ورد عن رسولنا الحبيب أن زكاة الفطر صاع من قوت أي طعام، كالتمر وغيره فالوضع الآن اختلف، فأصبح الناس بحاجة إلى المال وكان للعلماء رأي في هذا الأمر، رأى العلماء أنه يجوز إخراج زكاة الفطر نقوداً بمقدار سعر صاع الطعام في وقته ومكانه، ومن زاد عن ذلك فله أجره عند الله، ورأي العلماء في هذا كان بمثابة تخفيف عن الفقراء لحاجتهم، وللأغنياء ممن أراد تخفيف أعباء الحياة عن إخوانهم المسلمين الفقراء، هذا والله أعلى وأعلم.
دعاء زكاة الفطر
لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم دعاء للزكاة، ولكن الفقهاء وأهل العلم لم يرو ضرراً في أن يدع المسلم ربه اوقات اخراج زكاة الفطر بما هو مستحب من الدعاء، كأن يدعو المسلم:
- (اللهم أخلفني خيراً) فرب العزة سيخلف من تزكى الخير وهذا أكيد كما أنه سيجزيه بها.
- كما يدعو المسلم (اللهم اجعلها تطهيراً لمالي ونفسي) فهي كذلك بإذن الله لمن أخلص نيته لله عز وجل، فالزكاة مطهرة للعباد من ذنوبهم في شهر رمضان وفي غير شهر رمضان، وغيرها من الأدعية التي يدعوا بها المسلمون بنية خالصة لله عز وجل في اوقات اخراج زكاة الفطر.
- وقد ورد عن المذهب الحنبلي دعاء (اللهم اجعلها مغنمة ولا تجعلها مغرمة )ولا خلاف في الدعاء اوقات اخراج زكاة الفطر من رأي العلماء، فالدعاء مستحب في كل أوقاته.
وفي قول الله: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) أي أن الله سيجزي المتزكي ويخلفه خيراً عن ما أعطى من زكاة أو زاد عليها.
اوقات اخراج زكاة الفطر
اوقات اخراج زكاة الفطر، من المسلمين من يختلط عليه ويشوب تفكيره اوقات اخراج زكاة الفطر، هل في أول رمضان أم أخره، وقد كان للأئمة الذين يعتمد عليهم من أهل العلم رأي في ذلك وهو كما يلي:
- اجتمع المذهب الشافعي والمذهب المالكي والمذهب الحنبلي على أن زكاة الفطر تخرج قبل العيد بنهار أو نهارين، وتظل قائمة وقتها حتى يدخل وقت صلاة العيد.
- وقد قال المذهب الحنفي أن زكاة الفطر تبدأ مع بداية شهر رمضان فهي مقرونة بالشهر الفضيل وتظل قائمة حتى صلاة العيد.
أما عن تأخير الزكاة بعد العيد:
- فقد اجتمع المذهب المالكي والمذهب الحنفي أن الزكاة تظل في ذمة المسلم حتى بعد العيد، ولا كراهة في ذلك إلى أن يؤديها إلى أهلها من الفقراء والمحتاجين.
- أما المذهب الشافعي يكره تأخير اوقات اخراج زكاة الفطر عن صلاة العيد.
- والمذهب الحنبلي يكره تأخير اوقات اخراج زكاة الفطر بعد أيام العيد.
أما عن من لا يخرجها من المسلمين فهو آثم باجماع أهل العلم والدين.
نحن المسلمون واجب علينا أداء فروض الله التي فرضها علينا، وحين فرض الله علينا زكاة الفطر واوقات اخراج زكاة الفطر، هو أعلم بحالنا وحال من أعطى الزكاة، فالمزكي زكاته تطهره وتخلصه مما قصر أو زيادة في العبادة عما هو في شهر رمضان المبارك، أما من تخرج له فالزكاة رحمة وتراحم بين الأغنياء والفقراء وتكافل اجتماعي.