دعاء يا من تحل به عقد المكاره مكتوب، الدعاء صلة بين العبد وربه، فيه يدعو العبد بتضرع وقلب صافي متذللاً الى الله شاكياً باكياً شاكراً لله، والله سميع مجيب الدعاء، فإن الله لا يرد عبد دعاه الا وقد استجاب له عاجلاً أم آجلاً، يدعو العبد الله في أي مكان أو زمان في السراء والضراء، فالدعاء ليس مقصوراً عند الوقوع في الأزمات، فان العبد يدعو ربه حامداً شاكراً لنعمه عليه، وفي مقالنا دعاء يا من تحل … لتيسير الأمور وتسهيل الصعاب، يدعو به العبد عند الضيق والكرب والله خير مجيب.
دعاء يا من تحل به عقد المكاره مكتوب
يدعو العبد بهذا الدعاء عند الكرب والهم، وطلب الحاجة من الله، وتيسير الزواج، والقضاء على الأعداء، وتكون النية عند الدعاء خالصة لله تعالى، وهنا نقدم لكم دعاء يا من تحل …. مكتوب وكامل.
روى الكفعمي في المصباح دعاء وقال: قد أورد السّيد ابن طاووس هذا الدّعاء للأمن من السّلطان والبلاء وظهور الأعداء، ولخوف الفقر وضيق الصّدر، وهو من أدعية الصحيفة السّجاديّة، فادع به إذا خفت أن يضرّك شيء ممّا ذكر، وهُو هذا الدّعاء:
يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ، وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الَمخْرَجُ اِلى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الْاَسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلى اِرادَتِكَ الْاَشْياءُ، فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ، اَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ، واَنْتَ الْمَفْزَعُ المُلِمّاتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها اِلاّ ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها اِلاّ ما كَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بي يا رَبِّ ما قَدْ تَكأَّدَني ثِقْلُهُ، وَاَلَمَّ بي ما قَدْ بَهَظَني حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِكَ اَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ، وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ اِلَيَّ، فَلا مُصْدِرَ لِما اَوْرَدْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما اَغْلَقْتَ، وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ، وَاْفْتَحْ لي يا رَبِّ بابَ الْفَرَجِ بِطَولِكَ، وَاكْسِرْ عَنّي سُلْطانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ، وَاَنِلْني حُسْنَ النَّظَرِ فيـما شَكَوْتُ، وَاَذِقْني حَلاوَةَ الصُّنْعِ فيـما سَاَلْتُ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمةً وَفَرجاً هَنيئاً، وَاجْعَلْ لي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً، وَلا تَشْغَلْني بِالاِهتِمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ، وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ فَقَدْ ضِقْتُ لِما نَزَلَ بي يا رَبِّ ذَرْعاً، وامْتَلأتُ بِحَمْلِ ما حَدَثَ عَليَّ هَمّاً، واَنْتَ الْقادِرُ عَلى كَشْفِ ما مُنيتُ بِهِ، وَدَفْعِ ما وَقَعْتُ فيهِ، فاَفْعَلْ بي ذلِكَ وَاِنْ لَمْ اَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ، يا ذَا الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَذَا الْمَنِّ الْكَريمِ، فَاَنْتَ قادِرٌ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.
كيفية الدعاء بـ “يا من تحل به عقدة المكاره..”
عند الشعور بالخوف الشديد، أو الوقوع في الكرب والهموم، أو تعطل أمور الارتباط والزواج، وعند الهجوم على الأعداء، ما على المرء إلا اتباع الآتي:
- إسباغ الوضوء وأن يصلي ركعتين وعند التسليم يرفع يديه عالياً الى السماء، ويبدأ بدعاء “يا من تحل به عقدة المكاره……” الخ، فيدعو بقلب خاشع ميقن باجابة الله له، وينهي دعائه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
- يمكن للعبد الدعاء في أي وقت يشاء وأن مكان تحط به قدماه، المهم في الدعاء النية الخالصة والثقة بالله.
شروط استجابة الدعاء
الله طيب لا يقبل الا طيب، فالدعاء الطيب يقبله الله ويُستجاب بإذنه، ولاستجابة الدعاء عدة شروط نذكرها كالتالي:
- اخلاص النية لله، وأن يتجه العبد لله بقلب صافي خالٍ من الرياء والنفاق، ويثق بأن الله وحده هو القادر على الاجابة.
- أن يتضرع العبد ويتذلل لله، وأن يشعر بداخله أنه بأمس الحاجة أن يجيب الله دعاءه، ويكون على يقين أن الله يجيب المضطر إذا دعاه.
- ومن موانع استجابة الدعاء، أن يأكل العبد الحرام، وأكل الحرام من أكثر ما يُغضب الله من عباده، وارتكاب المعاصي والآثام، وقطع صلة الأرحام، وعدم الامتثال لما أمر الله ورسوله به العباد.
- إن أتم العبد كافة شروط الاستجابة ولم يُستجاب له، فعليه التيقن أن الله أخر ذلك لغاية ومنفعة للمرء، يدفع بها عنه سوء، أو أن يؤخرها ليوم القيامة فيعطيه ما هو أفضل.
ان كل دعوة يدعو بها العبد تقربه الى الله وتزيد من أجره وثوابه عند الله تعالى، وعلى المسلم أن يدعو الله في السراء والضراء، ويحمد الله على نعمه، سواء استجاب له أو لم يستجب، وعليه أن يكون متأكد من حكمة الله في كل حال، وفي مقالنا قدمنا دعاء يا من تحل به عقد المكاره مكتوب.