أول صلاة فرضت على النبي، حيث أنّ الصلاة هي عمود الإسلام، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، والصلاة هي فرض على كل مسلم بالغ عاقل، وفرض الله سبحانه الصلاة في السنة الثانية قبل هجرة الرسول محمد-صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، أي أنّها فرضت في مكة المكرمة بعد رحلة الإسراء والمعراج التي صعد بها النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات العلى، والصلوات المفروضة تقام خمس مرات يومياً، فما هي أول صلاة فرضت على النبي؟
أول صلاة فرضت على النبي
أول صلاة فرضت على النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- هي صلاة الظهر، وهي كذلك أول صلاة صلاها النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- في السماء في حادثة الإسراء والمعراج، حيثُ شرع الله الصلوات الخمس في ليلة الإسراء والمعراج، وفرضت بداية خمسين صلاة على النبي ثم أصبحت خمس صلوات في اليوم الواحد، والصلاة هي أول فرض وأول عبادة يحاسب الله عليها المسلم يوم البعث والحساب، وكانت قد فرضت الصلاة على المسلمين قبل هجرة النبي-صلى الله عليه وسلم- بسنة واحدة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وسميت صلاة الظهر بهذا الاسم وذلك لأنّها تعد أول صلاة قد ظهرت في زمن النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- وأول صلاة فرضت على المسلمين في الإسلام.
أول صلاة جماعة قام بها النبي
صلاة الجماعة من الصلوات المشروعة أيضاً والتي يؤديها مجموعة من المسلمين في جماعات إما في المسجد أو في البيت، وكانت قد شرعت وفرضت عدة صلوات يؤديها المسلمون في جماعة بإمام واحد فقط، ومنها صلاة الجمعة، صلاة العيدين، صلاة الخسوف والكسوف، صلاة الجنازة، صلاة التروايح في ليالي رمضان المباركة، واختلف العلماء و المفسرون في حكم صلاة الجماعة واختلفت المذاهب كذلك، فمنهم من قال أنّها سنة مؤكدة، ومنهم من اعتبر صلاة الجماعة فرضٌ كفاية، ومنّهم من عدّ صلاة الجماعة على أنّها سنة، وحكم صلاة الجماعة يقتصر على الرجال فقط، وذلك لأنّ المرأة مخيرة إما بالصلاة في منزلها أو المسجد، وكانت صلاة التروايح في ليالِ رمضان المباركة هي أول صلاة جماعة قام بها النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-، وصلاة الجماعة تغفر الذنب ويقبل الله فيها التوب، وتطهر القلوب وتضاعف الأجر والثواب، وتصلح بين المسلمين، وتجردهم من الكذب أو النفاق، وتزيد من مبادىء المساواة والتعاون والصدق والود بين المصلين وكذلك فإنّها تقي المسلم من عذاب الآخرة.
أول صلاة بعد تحويل القبلة
يعد المسجد الأقصى أو بيت المقدس كما كان يُسمى هو القبلة الأولى للمسلمين، ثم بعد ذلك حولت قبلة المسلمين الأولى من بيت المقدس إلى البيت الحرام في مكة المكرمة، وأمر الله نبيه محمد-صلى الله عليه وسلم- بتحويل القبلة وذلك لأنّ الكعبة المشرفة هي قبلة نبينا إبراهيم-عليه السلام- الأولى، وهي أول مكان بني على الأرض من أجل تأدية الصلاة، ورفع اسم الله جل جلاله، وقد نزلت هذه الآية على النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-:(وقد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فوّلِ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره، وأنزل جبريل-عليه السلام- هذه الآية على النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- في منتصف شعبان، وكانت صلاة العصر هي أول صلاة صلاة النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- بعد تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة.
آخر صلاة صلاها النبي
مرض النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-مرضاً شديداً حيث كان يعاني عليه السلام من الحمى العالية، واشتد عليه المرض في بيت زوجته عائشة-رضي الله عنها-، وكانت وصية النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- حين حضره الموت هي:(الصلاة وما ملكت أيمانكم)، وهذا يدل على أهمية الصلاة ومكانتها وعظمتها وثوابها عند الله-سبحانه وتعالى-، وأوصى النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- أبا بكر بأن يقيم الصلاة بالناس، وكانت آخر صلاة صلاها النبي في الناس هي صلاة المغرب.
أهمية الصلاة في حياة المسلمين
الصلاة هي عمود الدين، وهي الصلة بين العبد وربه، يدعوه ويناجيه ويتقرب إليّه بصلاته وخشوعه وتهجده، فالصلاة هي غذاء الروح التي يجب على المسلم التمسك بها وعدم تأخيرها أو إهمالها أو التكاسل عنها، فالصلاة تصقل الصفات الحسنة بالإنسان وتحثه عل الخير وفعل الصواب، وأهمية الصلاة في حياة الإنسان المسلم تتلخص فيما يلي:
- تضاعف أجر المسلم وترفع مقامه ومكانه عند الخالق عزوجل.
- تهدي الصلاة الإنسان المسلم إلى الصواب وفعل الخير ومساعدة الغير.
- تزيد الصلاة من تقوى الإنسان المسلم وخوفه من الله.
- تقوي الصلاة صلة العبد بربه وتقربه منه.
- تجعل الصلاة الإنسان آمنّاً مطمئناً لا يرجو سوى رحمة الله به.
- تعلق الصلاة قلب الإنسان المسلم بربه ودينه بعيداً عن الدنيا وشهواتها.
- والصلاة أيضاً تكفر الذنوب عن الإنسان المسلم وتسقطها.
- وفي الصلاة لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا فرق بين أبيض أو أسود، فالصلاة تعزز مفهوم المساواة والمحبة والإخاء في صفوف المسلمين جميعاً.
مكانة الصلاة في الإسلام
للصلاة مكانة كبيرة وأهمية عظيمة في الإسلام، حيث قال النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-:(بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإتاء الزكاة، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا)، والصلاة فرض على كل مسلم ذكر أو أنثى بالغ عاقل قادر وهي واجبة على جميع المسلمين، فالصلاة هي عمود الدين، وهي أول فرض يحاسب الله عباده عليه، حيث أنّه بين المسلم والكافر ترك الصلاة، فالمسلم الذي ترك صلاته يعد كافراً، ومكانة الصلاة وأهميتها وردت في مواضع كثيرة في كتاب الله ومنّها:
- قال تعالى:(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين).
- قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى).
- قال تعالى:(أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا من خير تجدوه في أنفسكم).
- قال تعالى:(يا أيّها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إنّ الله مع الصابرين).
- قال تعالى:(إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
أما أهمية الصلاة ومكانتها كما وردت في السنة النبوية فهي تتلخص بالأحاديث الآتية:
- قال النبي-صلى الله عليه وسلم-:(أول ما يحاسب به العبد صلاته).
- قال النبي-صلى الله عليه وسلم:(مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشرة وفرقوا بينهم في المضاجع).
- قال النبي-صلى الله عليه وسلم:(العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر).
- قال النبي-صلى الله عليه وسلم:(حبب إليّ من الدنيا: النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة)
- قال النبي-صلى الله عليه وسلم:(أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة يحاسب بصلاته، فإن صبحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر).
وفي نهاية مقالنا هذا نكون قد وضحنا اهمية الصلاة، وحكمها، وأثرها، وكذلك وضحنا الأدلة المذكورة في كتاب الله وسنة نبيه عن الصلاة وأهميتها ومكانتها عند البارىء، وذكرنا أول صلاة فرضت على النبي وهي صلاة الظهر التي صلاها ليلة الإسراء والمعراج، وصلاة التراويح والتي هي أول صلاة جماعة قام بها النبي وآخر صلاة صلاها النبي بالناس هي صلاة المغرب، أما أول صلاة صلاها النبي بعد تحويل القبلة هي صلاة العصر، والصلاة هي الفاصل بين إيمان المسلم وكفره لذا يجب على جميع المسلمين الالتزام بالصلاة وأدائها في وقتها المحدد.