أول مسجد بني في الأرض، حيثُ أنّ للمسجد أهمية كبيرة، ومكانة عظيمة في المجتمع العربي الإسلامي، وذلك لما له من أهمية بالغة في الإسلام، فالمسجد هو بيت الله الذي يذكر فيه اسمه تعالى، ويرتل فيه قرآنه، وترفع فيه صلواته، والمسجد يقوي أواصر المحبة والترابط والود بين جميع المصلين، وفي المسجد تسود مشاعر المساواة والإخاء، والمسجد يعد من أطهر البقاع و أطهرها، وفي مقالنا هذا سنتعرف على أول مسجد بني في الأرض وغيرها من المواضيع التاريخية.
أول مسجد بني في الأرض
المسجد الحرام يعد أول مسجد بني في الأرض، وهو من أعظم المساجد وأطهرها، حيثُ أنّ الصلاة الواحدة في المسجد الحرام تعادل مائة ألف صلاة في أي مسجد غيره، والمسجد الحرام هو أول مسجد بني في الأرض حيث بنّاه سيدنا إبراهيم-عليه السلام-، وساعده في بنائه سيدنا إسماعيل-عليه السلام-، وكان النبيان يدعوان الله أن يتقبل عملهما في بناء أول مسجد بني في الأرض، وكانا أثناء بنائه يهللان، ويكبران، ويذكران الله ذكراً كثيراً طيباً ومباركاً، وتم تجديد بناء أول مسجد بني في الأرض للمرة الأولى في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، ثم جددت معالم المسجد الحرام للمرة الثانية في عهد عثمان بعد عفان رضي الله عنه وأرضاه، وللمرة الثالثة تم تجديد بناء أول مسجد بني في الأرض في عهد معاوية ابن أبي سفيان.
خصائص أول مسجد بني في الأرض
للمسجد الحرام مكانة عظيمة، وأهمية كبيرة، حيث أنّه أول مسجد بني في الأرض، وأول مكان رفع فيه الأذان و الإقامة وذكر الله، و من اهم خصائص المسجد الحرام الذي يقع في مكة المكرمة ما يأتي والذي يعد أول مسجد بني في الأرض:
- تم تحريم القتال والمواجهة والمبارزة في المسجد الحرام، وحرم إهدار الدماء أو سفكها.
- يعد المسجد الحرام القبلة الاولى التي اتخذها المسلمون في صلاتهم وذكرهم.
- أن الله سبحانه وتعالى جعله مكانناً آمن للناس، وللجمادات حيث استجاب الله سبحانه دعاء سيدنا إبراهيم حين كان يقول في بنائه:”ربِّ واجعله مكاناً آمناً”.
- ويقع أيضاً المسجد الحرام أول مسجد بني في الأرض في مكة أم القرى.
- أنّ المسيح الدجال لا يستطيع دخول أول مسجد بني في الأرض وفي الإسلام، أي أنّه لا يستطيع دخول المسجد الحرام، وكذلك المشركين لا يجوز لهم دخول المسجد الحرام.
- الصلاة في المسجد الحرام في مكة المكرمة تعادل مائة ألف صلاة في غيره، والحسنات كذلك تتضاعف فيها.
- والمسجد الحرام من المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال.
ثاني مسجد في الإسلام
المسجد الحرام في مكة المكرمة هو أول مسجد بني في الأرض، أما ثاني مسجد بني في الإسلام ف هو المسجد النبوي، الذي بني بعد هجرة النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-، حيث شارك النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في بنائه، وبعدما ازدادت أعداد المصلين والعاكفين من وإلى المسجد، قام النبي محمد عليه الصلاة والسلام بتوسيع المسجد، ويعد المسجد النبوي من أطهر الأماكن وأكثرها قدسية بعد أول مسجد بني في الأرض، أي بعد المسجد الحرام، وبناه النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة بعد هجرته من مكة، وللمسجد النبوي أهمية كبيرة وفضل عظيم حيث أنّه:
- من أحد المساحد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليّها .
- والمسجد النبوي من أخيرُ الأماكن التي يذهب إليها الناس.
- وأن الصلاة في المسجد النبوي تعادل ألف صلاة في أي مسجد غيره.
- والمسلم الذي صلى في المسجد النبوي أربعين يوماً كتبت له النجاة من نار جهنم.
- والذي يقصد المسجد النبوي من اجل غاية التعلم، فهو مثل المجاهد في سبيل الله.
أول مسجد بني في الإسلام
عند هجرة النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة أو إلى يثرب كما كانت تسمى سابقاً، قام ببناء مسجد قباء فيها، حيث شارك النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- في وضع ورفع حجارة مسجد قباء، وكان هذا العمل أول عمل قام به النبي عليه الصلاة والسلام فور وصوله المدينة المنورة، ومن صلى في مسجد قباء كمن اعتمر لله، فأجر الصلاة في مسجد قباء هي كأجر العمرة، ويعد مسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام، وفي عهد النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-، ولمسجد قباء مكانة عظيمة وفضل كبير حيث كانّ النبي محمد-عليه الصلاة والسلام- يزور المسجد كل سبت، وبقيت هذه العادة من بعد النبي لأهل المدينة وغيرهم ممن يزورنها، وسمي المسجد بهذا الاسم، نسبةً إلى بئر ماء اسمه قبا، وهو أول مسجد بني في الإسلام وفي المدينة المنورة كذلك، أمّا أول مسجد بني في الأرض قام ببنائه سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام.
أول مؤذن في الإسلام
الأذان هو ذكر الله، وهو تذكير للمسلمين بمواعيد الصلوات المفروضة عليهم ووقتها وترك انشغالات الدنيا وأداء الصلوات بخشوع وتضرع ورضا، سائلين المولى-عزوجل- أنّ يرضى عنّا ويتقبل صلواتنا، وأول مؤذن في الإسلام هو بلال بن رباح العبد الحبشي، الذي أذن في الناس بعد انتصار المسلمين، وفتح المسلمين مكة المكرمة، حيث أذن بلال بن رباح الحبشي على ظهر الكعبة المشرفة، وضل بلال بن رباح يؤذن بالمسلمين حتى توفي رسول الله محمد-صلى الله عليه وسلم- حتى توقف بلال بن رباح عن الأذان في الناس، وبلال بن رباح من أوائل الناس الذين استجابو لدعوة الني -صلى الله عليه وسلم- ولبّوا ندائه وأسلمو به، حيث تحملو جميع أنواع العذاب والاضطهاد والضرر، ويمتاز بلال بن رباح بصوته العذب الندي النقي الجميل.
علاقة المسجد الأقصى بالمسجد الحرام
المسجد الأقصى هو بوابة النبي-صلى الله عليه وسلم- للصعود إلى السماء، حيث شرعت الصلاة والتي هي ركن من أركان الإسلام الخمسة عندما صعد النبي-صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى إلى السماء، حيث قال تعالى:(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنّه هو السميع البصير)، ويوجد بين المسجد الاقصى وأول مسجد بني في الأرض علاقة إيمانية وتعبدية وعقائدية وثيقة وذلك لعدة اسباب:
- أنّ الله -سبحانه وتعالى- أسري بالنبي محمد-صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى.
- أنّ المدة بين بناء أول مسجد بني في الارض وثاني مسجد، أي بين المسجدين الحرام والأقصى هي أربعون عاماً.
- أنّ الرحال لا تشد إلا إلى ثلاثة مساجد وهي: المسجد الحرام والمسجد الاقصى والمسجد النبوي.
وفي نهاية مقالنا هذا نكون قد وضحنا إجابة أول مسجد بني في الأرض، وهو المسجد الحرام والذي كان قد بني في مكة المكرمة، وكذلك ذكرنا خصائص المسجد الحرام وأهميته ومكانته، وكذلك وضحنا ما هو أول مسجد بني في الإسلام، وهو مسجد قباء الذي يعادل فيه أجر الضلاة أجر العمرة، وذكرنا ثاني مسجد بني في الإسلام وهو المسجد الأقصى الذي تربطه علاقة إيمانية وعقائدية وطيدة بالمسجد الحرام الذي أسري بالنبي محمد-صلى الله عليه وسلم منه-،وكذلك ذكرنا أنّ أول مؤذن في الإسلام هو بلال الحبشي.