حكم صيام التاسع والعاشر من محرم

حكم صيام التاسع والعاشر من محرم، خلق الله العباد ليكونوا خلفاء في الأرض يتبعون ما أمر الله به ويجتنبون نواهيه، فكلما زاد رصيد المسلم من الأعمال الصالحة ارتفعت درجته ومنزلته عند الله، ومن الأعمال التي يجازي بها الله عبده الصيام، كصيام شهر رمضان، وصيام النوافل ومنها صيام يوم التاسع والعاشر من محرم، بما يعرف بيوم عاشوراء، فمن الناس من يصوم يوم التاسع والعاشر ومنهم من يصوم يوم العاشر والحادي عشر من محرم، فما حكم صيام التاسع والعاشر من محرم.

حكم صيام التاسع والعاشر من محرم

حكم صيام التاسع والعاشر من محرم
حكم صيام التاسع والعاشر من محرم

صيام عاشوراء من السنن القولية والفعلية التي أوصى النبي بها المسلمين، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يصوم يوم عاشوراء وما زال على ذلك حتى بعثه الله نبياً للمسلمين، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: “مَا هَذَا؟”، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: “فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ”، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري في “صحيحه”، وحث المسلمين على صيام هذا اليوم وقال صلى الله عليه وسلم “لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع” أي في العام القادم سأصوم يوم التاسع والعاشر من محرم مخالفة لليهود، ونحن نصوم هذه الأيام المباركة أسوة بنبينا عليه أفضل الصلاة والسلام.

فضل صيام التاسع والعاشر من محرم

فضل صيام التاسع والعاشر من محرم
فضل صيام التاسع والعاشر من محرم

حص النبي المسلمين على صيام يوم عاشوراء لما له من الفضل الكبير، فقد جاء في فضل صيام التاسع والعاشر من محرم بأنه يكفر السنة الماضية من الذنوب، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ)، وقد أوصى النبي أن نصوم يوم قبل أو بعد عاشوراء لمخالفة اليهود، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا صام يوم عاشوراء قيل له: إن اليهود والنصارى تعظمه، فقال: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ»، قَالَ ابن عباس: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. أخرجه مسلم في “صحيحه”.

مراتب صوم عاشوراء

مراتب صوم عاشوراء
مراتب صوم عاشوراء

كان النبي يصوم يوم عاشوراء قبل البعثة النبوية حاله كأهل قريش حيث كان يوماً عظيماً وكان يوماً تُستَر فيه الكعبة، فلما هاجر الى المدينة وجد اليهود تصوم هذا اليوم فلما علم بذلك أوصى المسلمين بصيام يوم قبل أو بعد عاشوراء لمخالفة اليهود، وفي هذا السياق نذكر مراتب صوم عاشوراء التالي:

  • صوم التاسع والعاشر من محرم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ”.
  • صيام يوم قبل أو يوم بعد عاشوراء، فقد صح عن النبي قوله صلى الله عليه وسلم: “صُوموا يومَ عاشُوراءَ، وخَالِفوا فيه اليهودَ، صُوموا قبلَه يومًا، أو بعدَه يومًا”.
  • صوم يوم عاشوراء منفرداً، فيجوز ذلك لمن لم يستطع صيام يوم قبل أو بعد عاشوراء، والأفضل مخالفة اليهود.

صيام عاشوراء من السنن المحببة التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم لفضلها العظيم، فيها تكفير سنة ماضية عن الذنوب، وفي نهاية مقالنا وضحنا حكم صيام التاسع والعاشر من محرم.

Scroll to Top