هل التاتو المؤقت حرام، حلل الله سبحانه وتعالى الزينة لعباده المسلمين رجالاً ونساءً، ولكن وضع حدود لهذه الزينة، قال تعالى: “قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ”، حيث انه يجوز الزبنة والتجمل ولكن يجب مراعاة شروط وحدود الزينة، والابتعاد عن الزينة المحرمة، كالوشم، وتزين الرجال بالذهب الاصفر، وكشف النساء ما لا يجوز كشفه من جسمهن للاجانب، وقد ظهر حديثاً ما يُسمى بالوشم او التاتو المؤقت، وتستخدمه بعض النساء في الزينة مثل استخدامه بدل كحل العين، او في رسم الحواجب، او في رسم بعض الرسومات على الجلد التي تزول بعد فترة، ولا تبقى على الجلد بصورة دائمة، ويكون عبارة عن لاصق يوضع على الجلد، او استخدام اداة رسم لا تسبب نزول الدم معها، او يرسم باستخدام الحناء، ويبحث الكثير من الناس عن حكم التاتو المؤقت، لذلك سنقدم لكم في هذا المقال اجابة واضحة عن هل التاتو المؤقت حرام.
هل التاتو المؤقت حلال ام حرام؟
وقد وردتنا الكثير من التساؤلات عن حكم التاتو المؤقت في الاسلام وهل هو حرام ام حلال، وبعد عدة بحوث دقيقة توصلنا الى ان الوشم الذي يتم حقنه تحت الجلد سواء اخرج دم او لا فهو حرام شرعاً، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لعن الله الواشمة والمستوشمة”، واللعن هو الطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى، اما اذا كان التاتو المؤقت عبارة عن صبغة وتمت معالجته بطرق خاصة حتى يبقى على الجلد لفترة زمنية طويلة دون ان يترك طبقة على الجلد، ولكنه يلون الجلد فقط، فهو جائز لانه ليس له اي ضرر على الجسم.
الحكمة من تحريم الوشم الثابت
وقد اجمع فقهاء المسلمين على ان الوشم الثابت الذي يحقن تحت الجلد سواء خرج دم ام لم يخرج فهو حرام، اما التاتو المؤقت والذي هو عبارة عن صبغة فقط فهو حلال، حيث ان الوشم الثابت يحبس الدم تحت الجلد ويسبب ضرراً للجسم فهو حرام، وينبغي إزالته، والتوبة، اما اذا كان في إزالة التاتو ضرراً على صحة الشخص يجوز عدم ازالته والصلاة بوجوده، ولكن ينبغي التوبة، اما التاتو المؤقت الذي يُرسم من خلال استخدام الحناء، او باستخدام لاصق يُطبع على الجسم، او اداة رسم لا تسبب سيلان الدم، فهو حلال حيث لا يسبب اي ضرر للجسم ولا يبقى، حيث يزول بعد فترة زمنية قصيرة، ولا يدخل التاتو المؤقت تحت حكم الوشم الثابت المحرم، الذي يتم رسمه باستخدام ابرة يتم ادخالها تحت الجلد ويسيل معه الدم، ويحدث ثقب في الجلد ويتم ملأ هذا الثقب بصبغة معينة، فهو حرام شرعاً، ومن اسباب تحريم الوشم الثابت ما يلي:
- لان الوشم الثابت يُسبب نجاسة للموضع الموشوم من الجلد، لان الدم يختلط بالصبغة، قال الامام النووي في كتاب شرح النووي: “هذا الموضع الذي وُشِم يصير نجسًا، فإن أمكن إزالتُه بالعلاج وجبت إزالتُه، وإن لم يمكن إلا بالجرح، فإن خاف منه التلف، أو فوات عضو، أو منفعة عضو، أو شيئًا فاحشًا في عضو ظاهر لم تجب إزالته”.
- ما ينتج عن بقاء الوشم من التدليس والتغييرِ لخلق الله سبحانه وتعالى، قال تعالى على لسان الشيطان: “وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا”.
- الوشم فيه إيلام للجسد بغرز الإبرة داخل الجلد، وغرزُ الإبرةِ ضررٌ بالإنسان من غير ضرورة، ومن المعلوم شرعًا حُرمة الإضرار بالنفس أو بالغير، قال تعالى: “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ”، حيث نهت الاية عن الاضرار بالنفس، والالقاء بالنفس الى التهلكة.
حرم الاسلام كل ما يضر بالانسان او بغيره، وحرمت القاء النفس الى التهلكة وايذائها، مثل الوشم الثابت المحرم الذي يستخدم فيه ابرة تُغرز تحت الجلد، اما التاتو المؤقت الذي لا يسبب ضرر على الجسم، ويزول بعد فترة قصيرة فهو حلال، ولا مانع من وضعه، قدمنا لكم في هذا المقال الاجابة عن التساؤلات التي وردتنا عن هل التاتو المؤقت حرام.