هل يقع الطلاق في الحيض، يتساءل الكثير من الناس عبر مواقع البحث الالكترونية عن حكم الطلاق في الحيض، وهل يقع الطلاق في الحيض، حيث قام مجموعة من فقهاء دار الافتاء بالاجابة عن هذه التساؤلات، وقد اجمع الفقهاء على تحريم طلاق الرجل لزوجته وهي حائض، حيث يعتبر الطلاق في الحيض نوع من انواع الطلاق البدعي، ويؤثم الرجل عليه، ويجوز له ان يطلقها حتى تطهر ان استعصيت المشاكل بينهما ولم تُحل، وعلى الرغم من تحريم الطلاق في الحيض الا انه يقع، وفي هذا المقال سنقوم بتوضيح الاجابة عن التساؤلات التي وردتنا حول هل يقع الطلاق في الحيض.
طلاق الحائض دار الافتاء
وقد وردتنا الكثير من التساؤلات عن حكم الطلاق في الحيض، وهل اذا كانت المرأة حائض يقع الطلاق، واذا حدث الطلاق في الحيض فما حكم الطلاق، وقد اجاب مجموعة من فقهاء دار الافتاء المسلمين على هذه التساؤلات، وكانت إجابتهم كما يلي:
- اجمع مجموعة من الفقهاء على انه يُحرم الطلاق في الحيض، حيث اذا كانت المراة في فترة الحيض فإن الطلاق حرام، حيث قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ”، ويعني الوقت الذي يشرعن فيه العدة.
- ويعتبر الطلاق في الحيض قسم من اقسام الطلاق البدعي.
- يقع الإثم على الزوج اذا قام بطلاق زوجته وهي حائض، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْىَ حَائِضٌ فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لْيَدَعْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا قَبْلَ أَنْ يُجَامِعَهَا، أَوْ يُمْسِكْهَا، فَإِنَّهَا الْعِدَّةُ الَّتِى أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ) متفق عليه.
- على الرغم من ان الطلاق في الحيض طلاق بدعي، الا انه يقع، حسب اجماع مذاهب الائمة الاربعة، والدليل على ان الطلاق في الحيض يقع، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ابن عمر بمراجعة زوجته، والمراجعة لا تكون إلا بعد وقوع الطلاق، ولأن راوي الحديث عن ابن عمر قال: إنها وقعت طلقة – كما عند مسلم -: قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ قُلْتُ لِنَافِعٍ: مَا صَنَعَتِ التَّطْلِيقَةُ؟ قَالَ: وَاحِدَةٌ اعْتَدَّ بِهَا.
- والدليل على وقوع الطلاق في الحيض، يقول ابن قدامة رحمه الله: ” فإن طلق للبدعة – وهو أن يطلقها حائضا، أو في طهر أصابها فيه -: أثم، ووقع طلاقه في قول عامة أهل العلم” والله اعلم.
الحكمة من تحريم الطلاق وقت الحيض
اجمع مجموعة من فقهاء المسلمين على ان الطلاق في الحيض حرام، الا انه يقع، ويؤثم الرجل على ذلك، حيث انه يُحرم طلاق المرأة الحائض، واذا طهرت المراة من الحيض يجوز الطلاق في حالة اذا لم تنتهي المشاكل بينهما وتفاقمت، وقد كانت الحكمة من تحريم الطلاق في الحيض كما يلي:
- الحكمة من تحريم الطلاق في الحيض هي دفع الضرر عن المرأة، حيث انه لو وقع الطلاق أثناء الحيض فإن المرأة ستظل ثلاثة أطهار وبعض أيام حيضها التي وقع الطلاق فيها، وهذا على قول من يقول: إن القرء هو الطهر.
- أو تظل المرأة ثلاث حيضات وبعض حيضة على قول من يقول بأن القرء هو الحيض، ففي الحالين يلحق المرأة ضرر بتطويل عدتها.
- قال الإمام ابن قدامة في المغني: “إن الحيضة التي تطلق فيها لا تحسب من عدتها بغير خلاف بين أهل العلم، لأن الله تعالى أمر بثلاثة قروء فتناول ثلاثة كاملة، والتي طلق فيها لم يبق منها ما تتم به مع اثنتين ثلاثة كاملة فلا يعتد بها، ولأن الطلاق إنما حرم في الحيض لما فيه من تطويل العدة عليها، فلو احتسبت بتلك الحيضة قرءاً كان أقصر لعدتها وأنفع لها، فلم يكن محرماً”.
نستنتج من هذا المقال انه يُحرم الطلاق في الحيض، حيث ان في ذلك ضرر للمراة بتطويل العدة، ويؤثم الرجل على طلاق زوجته وهي حائض، قدمنا لكم الاجابة عن التساؤلات التي وردتنا حول ان كان الطلاق في الحيض يقع، وقد قدمنا لكم ايضاً الحكمة من تحريم الطلاق في الحيض، وبذلك نكون قد قدمنا لكم الاجابة عن التساؤلات التي وردتنا حول هل يقع الطلاق في الحيض.