موضوع تعبير عن التعاون بالعناصر والأفكار، يقول المثل يد لوحدها لا تستطيع أن تصفق، وحتى لو باغتنا أحدهم بحيلة ما أو ليونة عضلية واستطاع التصفيق بيد واحدة فلن يكون تصفيقاً حاراً وسيهدر الكثير من طاقته الجسدية لتحقيق ذلك، فالله جل وعلا خلق أدم وخلق له حواء لكي تكون له شريكة في الجنة قبل أن ترافقه أيضاً في الدنيا، وتتوافق كل الديانات السماوية وعلى رأسها الإسلام والأعراف المجتمعية والحقائق الراسخة في أذهان الحكماء أن التعاضد والتكاتف هو أفضل وأكثر الطرق لإنجاز الأعمال والوصول إلى قوة مهابة وتحقيق التقدم والرقي، هذه المفاهيم التي بدأت في الاندثار هي ما دفعتنا لكتابة موضوع تعبير عن التعاون.
بحث عن التعاون
لا ينكر أحد أن للألعاب الفردية جمهور كبير جداً، ولا ينكر أحد أيضاً أن الألعاب الجماعية تتفوق جماهيرياً على الألعاب الفردية، فالنفس تهوى التشارك سواء كان الغرض من هذا التشارك إظهار القدرات البارزة أمام الأخرين أو الحصول على العون اللازم لإتمام الأمور، وبلا تعاون حقيقي لن تنجز الأمور فحتى المثال الذي استخدمناه بما فيه من جزئية الألعاب الفردية لا تتم بلا تعاون، فالتنافس تعاون وحكام الألعاب الفردية متعاونون وكذلك القائمين على تنظيم المواجهات وكذلك الجمهور متعاونون، هذا الحب الغريزي للتشارك هو المحرك الأساسي للسفينة التي تستقلها الأمم سعياً وبحثاً عن التقدم والرفعة، فضابط الإسعاف لم يكن ليقود بمهارة بدون تعبيد الطريق على يد عمال جمعهم حب المملكة والسعي المشترك خلف الرزق وتقديم ما يمكن تقديمه للوطن، وكذلك الميكانيكي الذي يعمل على إصلاح ومتابعة حالة سيارة الإسعاف وقس على ذلك، ولو فصلنا كل الوظائف والمهن الموجودة في المجتمع لوجدنا أنها متراكبة وتظهر بالصورة التي تعجبنا نتيجة تعاون كل أفراد المجتمع لرسم البسمة وحفظ الأمن ورفع المستوى الصحي وشتى جوانب حياة مواطني المجتمع، وإن حاول الإنسان الاعتماد على ذاته في كل الأمور بلا تعاون حتى لو كان بالنصيحة، فسوف يفشل فشلاً ذريعاً لا محالة، ولو طغت فكرة التفرد وعدم التشارك ومحاولة القيام بكافة المهام بلا تعاون سوف تصل الأوطان إلى الحضيض في أسرع وقت ممكن بل أسرع مما قد تتخيل.
موضوع تعبير عن التعاون بالاستشهاد
قد يسرح المرء بخياله ويطلق العنان لبنات أفكاره لتجعله يتخيل أن يستيقظ ذات يوم بنية توفير مأكله ومشربه وملبسه وكل الأمور الحياتية الأخرى بدون الاستعانة بجهود وطاقات الأخرين، فسيجد الإنسان نفسه في نهاية اليوم قد أنجز نسبة قليلة جداً من المهام التي وضعها على أجندة أعمال، وليت الأمر يقتصر على ذلك بل أن عمله الذي يتقنه لو قام به بمفرده لن ينجزه أيضاً على أكمل وجه، مما سيؤدي لو أصبح ذلك السلوك جماعياً إلى فشل تام في المنظومة المجتمعية المبنية على التشارك، فانعدام التعاون يعني الفقر والبطالة وغياب التعاضد يؤدي أيضاً لفشل ذريع في العمل الصحي والتعليمي والديني وكل مناحي الحياة، فمن ذا الذي يريد أن يسكن في الجنة منفرداً، لذا يجب على أفراد المجتمع تعزيز روح التشارك، وغرز مفهوم التعاون في عقول الأطفال واستنهاض روح الجسد الواحد في الكبار الذين لا يطبقون ذلك المفهوم أيضاً، لتحقيق أفضل العوائد بشتى أنواعها على الفرد ومن ثم على المجتمع ككل.
مقدمة وخاتمة موضوع تعبير عن التعاون
يعتبر التعاون بحد ذاته مقدمة لكل ما قد يكون جميل، وبالتأكيد لو بحثنا عن بدايات كل الإنجازات العظيمة سوف نجد أنها بدأت بذلك الحس المجتمعي والإقبال على الأخرين، فلا نجاح بلا تعاون ولا حسن خاتمة لأي موضوع إلا بالتعاون، فها نحن ذا نكتب لكم ولو لم تتعاونوا معنا وتقوموا بقراءة ما نكتب إذا ما الجدوى مما نكتب، هذا المفهوم البسيط والمبدأ السوي لا يقل أهمية عن أكبر مقومات الحياة بحسب اعتقادك، ولو لم يتم تطبيق هذا المفهوم وإثرائه فالدمار محتوم لا شك فيه، نعم لا نبالغ حين نقول دماراً لأن ذلك هو حقيقة الأمر، والتشديد على أهمية هذا المفهوم لا تقل أهمية عن عامل تعتقد أن المجتمع قائم عليه، لذا يجب أن يتكاثف الجميع وأن يزيدوا من روحهم التعاونية وأن يجعلوا عقولهم متفتحة على الأخر ومتقبلة له بشكل أكبر، فكلما زاد التعاون زادت النجاعة في كل المجالات.
لا حاجة لي بالوطن لو لم يكن أخي ورفيقي وصديق أبي العاملون فيه والمتعاونون في إنجاز واجباته موجودون به، هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس هي ما دفعتنا لكتابة موضوع تعبير عن التعاون.